«كيسنجر»: “يجب أن تتنازل أوكرانيا عن الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب» - الإيطالية نيوز

«كيسنجر»: “يجب أن تتنازل أوكرانيا عن الأراضي لروسيا لإنهاء الحرب»

الإيطالية نيوز، الخميس 22 ديسمبر 2022 - قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق «هنري كيسنجر»، الإثنين، إن أوكرانيا يجب أن تتنازل عن الأراضي لروسيا للمساعدة في إنهاء الغزو، مما يشير إلى موقف تعارضه الغالبية العظمى من الأوكرانيين مع دخول اندلاع الحرب في 24 فبراير.


متحدثا في مؤتمر بالمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"، بسويسرا، حثّ «كيسنجر» الولايات المتحدة والغرب على عدم السعي إلى هزيمة محرجة لروسيا في أوكرانيا، محذرا من أنها قد تؤدي إلى تفاقم استقرار أوروبا على المدى الطويل.

بعد أن قال إن الدول الغربية يجب أن تتذكر أهمية روسيا بالنسبة لأوروبا وألا تنجرف "في مزاج اللحظة"، حث «كيسنجر» الغرب أيضًا على إجبار أوكرانيا على قبول المفاوضات "بالوضع الراهن".

يجب أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تؤدي إلى اضطرابات وتوترات لن يتم التغلب عليها بسهولة. من الناحية المثالية، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل ذلك. «قال كيسنجر»، وفقا لصحيفة "ديلي تلغراف": "إن الاستمرار في الحرب بعد تلك النقطة لن يكون حول حرية أوكرانيا، ولكن حرب جديدة ضد روسيا نفسها."

يشير "الوضع السابق" الذي ذكره «كيسنجر»، الذي كان وزير الخارجية للرئيسين «ريتشارد نيكسون» و«جيرالد فورد»، إلى استعادة الوضع الذي سيطرت فيه روسيا رسميًا على شبه جزيرة القرم وسيطرت بشكل غير رسمي على منطقتين في أقصى شرق أوكرانيا في لوهانسك ودونيتسك. أكد الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» أن جزءًا من شروطه للدخول في محادثات السلام مع روسيا سيشمل استعادة حدود ما قبل الغزو.

تأتي تعليقات «كيسنجر» في الوقت الذي يقول فيه زعماء العالم إن الحرب الروسية في أوكرانيا ألقت "بالنظام الدولي برمته موضع تساؤل". قالت رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» لقادة العالم في "دافوس" إن الحرب ليست فقط "مسألة بقاء أوكرانيا" أو "قضية أمن أوروبي" ولكنها أيضًا "مهمة للمجتمع العالمي بأسره". وأعربت عن أسفها "للغضب المدمِّر" للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، لكنها قالت إن روسيا يمكن أن تستعيد مكانتها في أوروبا يومًا ما إذا "وجدت طريقها مرة أخرى إلى الديمقراطية وسيادة القانون واحترام النظام الدولي القائم على القواعد ... لأن روسيا هي جارتنا."

يتفق الكثير من أوكرانيا مع «زيلينسكي» على عدم التنازل عن الأرض مقابل السلام. أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع هذا الشهر أن 82 في المائة من الأوكرانيين ليسوا مستعدين للتخلي عن أي من أراضي أوكرانيا، حتى لو كان ذلك يعني أن الحرب ستستمر. في المقابل، 10 في المائة فقط يعتقدون أن التنازل عن الأرض يستحق العناء لإنهاء الغزو، في حين أن 8 في المائة لم يقرروا، بحسب الاستطلاع الذي أجري بين 13 مايو والأربعاء الماضي.

لم يشمل الاستطلاع سكان المناطق التي لم تكن تحت سيطرة السلطات الأوكرانية قبل 24 فبراير - مثل شبه جزيرة القرم و"سيفاستوبول" وبعض مناطق منطقتي" دونيتسك" ولوهانسك". كما لم يشمل المواطنين الذين سافروا إلى الخارج بعد 24 فبراير.

تأتي تعليقات «كيسنجر» في أعقاب افتتاحية حديثة من هيئة تحرير "نيويورك تايمز" جادلت بأن أوكرانيا يجب أن تتخذ "قرارات إقليمية مؤلمة" لتحقيق السلام.

"في النهاية، يجب أن يتخذ الأوكرانيون القرارات الصعبة: فهم الذين يقاتلون ويموتون ويفقدون منازلهم للعدوان الروسي، وهم الذين يجب أن يقرروا كيف يمكن أن تبدو نهاية الحرب"، كتب مجلس تحرير "تايمز" يوم الخميس. وتابع: "إذا أدّى الصراع إلى مفاوضات حقيقية، فسيكون على القادة الأوكرانيين اتخاذ القرارات الإقليمية المؤلمة التي تتطلبها أي تسوية".

قوبلت الافتتاحية برد فعل عنيف، بما في ذلك من مستشار «زيلينسكي» «ميخايلو بودولياك»، الذي قال إن "أي تنازل لروسيا ليس طريقًا للسلام، ولكنه حرب مؤجَّلة لعدة سنوات".

في تعليقاته يوم الاثنين، حثَّ «كيسنجر»، وهو من المدافعين منذ فترة طويلة عن نهج السياسة الواقعية التي تضع الدول أهدافها العملية أمام الأخلاق والمبادئ، القادة الأوروبيين على عدم إغفال مكانة روسيا في أوروبا والمخاطرة بتشكيل تحالف دائم مع الصين.

ووفقًا لصحيفة "ديلي تلغراف"، قال: "آمل أن يضاهي الأوكرانيون البطولة التي أظهروها بالحكمة".

من ناحية أخرى، وصف النُقّاد تعليقات «كيسنجر» بأنها ما أسماه أحدهم "بتدخُّل مؤسِف". من هؤلاء، نددت «إينا سوفسون»، عضوة البرلمان الأوكراني، بموقف «كيسنجر» ووصفته بأنه "مخز حقًا!"

وغردت «سوفسون» قائلةً: "إنه لأمر مؤسف أن وزير الخارجية الأمريكي السابق يعتقد أن التنازل عن جزء من الأراضي السيادية هو وسيلة للسلام لأي بلد!."

ثم عاد «بودولياك» إلى رفضه أن أوكرانيا لا يمكنها التنازل عن الأراضي، حتى لو أدى ذلك إلى السلام، قائلاً إن البلاد "لا تستبدل سيادتها بشخص يملأ محفظته".

ونشر على تويتر صورة قديمة لـ «كيسنجر» وهو يصافح «بوتين» يوم الثلاثاء، بحيث قال «بودولياك» إنه ممتن لأن الأوكرانيين الذين خاضوا الحرب لم يستمعوا لاقتراح الدبلوماسي.

قال «بودولاك»: "بالسهولة التي يقترحها السيد «كيسنجر» على منح [روسيا] جزءًا من [أوكرانيا] لوقف الحرب ، فإنه سيسمح بأخذ بولندا أو ليتوانيا بعيدًا".

وختم: "من الجيد أن الأوكرانيين في الخنادق ليس لديهم الوقت للاستماع إلى" مذعور دافوس". إنهم مشغولون قليلا بالدفاع عن الحرية والديمقراطية".