الكاتب: حسن أمحاش /ميلانو
الإيطالية نيوز، الثلاثاء 15 نوفمبر 2022 ـ في أكثر من مناسبة أظهر مواطن عراقي مقيم في إيطاليا إحساسا إنسانيا ومدنيا عاليًا، إذ خاطر بحياته في محاولة لمساعدة الأخرين. بطل القصة هنا «أسامة الوتار»، إبن مدينة "بغداد" العزة، بالعراق، الذي قبل أكثر من شهر واحد بقليل قدم تدخله السخي والسريع للغاية مساهمة حاسمة في إنقاذ أرواح بشرية خلال حريق مستعر اندلع في مجمع سكني في زنقة "مازو ديلّا بْييڤي"، بمدينة بولزانو، إقليم ترينتينو ألتو أديجي". الآن وافقت الدائرة الانتخابية بالإجماع على وثيقة تطلب من رئيس البلدية ومجلس المدينة منحه "اعترافًا رسميًا بسلوكه المثالي".
في عام 2019، كان «أسامة الوتار» قد جعل نفسه بطل عمل شجاع، إلى جانب مشغّله، عندما حاول، في لفتة رائعة، إحباط عملية سطو في متجر مجوهرات "Doriguzzi" وقتما كان يعمل في مطعم بيتزا "Rusty" في زنقة "كلاوديا أَوْغوستا"، مما دفع السارق إلى الفرار الذي كان بحوزته أيضًا مسدسًا.
في 12 أكتوبر 2022، يعود أسامة إلى المنزل بالسيارة ولكن في زنقة "مازو ديلّا بْييڤي"، بمدينة بولزانو، يرى دخانا يتصاعد من مبنى سكني. وهو يحاول التقدم نحو أوقفه رجل أمن خاص بتنظيم المرور، هنا قرر أسامة ركن السيارة بالقرب من صيدلية هناك والتصرف على طريقته لإنقاذ من يمكن إنقاذه من الأرواح البشرية ممتثلا لقوله تعالي: "فمن أحياها كأنما أحيا الناس جميعا". وحسب ما نشرته صحف إيطالية نقلا عن أسامة، تدخل أسامة رفقة شاب من السينغال وأخر من ألبانيا، ودركي إيطالي مرتديا زيا مدنيا، فذهبوا أولا إلى روضة الأطفال في الطابق الأرضي وحذروا مديروه بأخذ الأطفال بعيدًا عن الحريق، ثم حذروا جميع ساكنة المبنى. بعد القيام بذلك، قرروا اقتحام الشقة المتضررة، صعدوا إلى الطابق الثالث حيث بدأ الحريق، فحطموا الباب: كان الزوج عالقًا في الشرفة، ولم ترغب الزوجة في المغادرة وتركه بمفرده. بعد طمأنتها ووعدها بعدم التخلي عن زوجها وإنقاذه، حمل الشاب العراقي المرأة العجوز إلى أسفل المبنى بعيدا عن الخطر. في غضون ذلك، وصل رجال الإطفاء فأنقاذوا زوجها، بعدما منعوا أسامة ومعاونيه من إكمال العمل الإنساني النبيل إلى أخره، بالأخص وأن علامات التسمم باستنشاق الدخان كانت بادية عليهم.
«أسامة الوتار»
ولد عام 1986، من أصل عراقي، "من مشجعي الميلان بتعصب"، وصل إلى إيطاليا عام 2007 وطلب اللجوء السياسي. عاش أولاً في "فاريزي"، ثم في "كاسيرتا". في الوطن الأم كان خبازًا، في الجنوب تعلم بسهولة مهنة صانع "البيتزا"، لكن في عام 2009 قرر الذهاب إلى "بولزانو" ليضمن لنفسه مستقبلًا ويؤسس أسرة في "أولتريساركو" (Oltrisarco)، حيث يشتهر ويحظى بتقدير كبير. هو اليوم طاهي البيتزا في "Eppanerhof" في "أبِّيانو" (Appiano). في غضون ذلك ، غير قادر على العودة إلى وطنه ، يتزوج زوجته بالوكالة، ثم يلتئم شمله مع زوجته. في غضون ذلك، يلد طفلان: «الطفل الكبير يبلغ من العمر 9 سنوات، والصغير عمره 5 سنوات. من مواليد مستشفى "سان موريسيو".
يتوفر «أسامة الوتار» تصريح الإقامة لا بأس به، ولكن، لسبب واحد، عدم تسجيله في البلدية وفقًا للقواعد، لا يحق له الحصول على مخصصات عائلية على شكل رواتب. تقدم بطلب للحصول على الجنسية الإيطالية لنفسه في عام 2015، في عام 2019 تم رفض الطلب بسبب عدم دفع ثلاثين يورو. عاد الإبنان إلى العراق العام الماضي مع والدتهما، في محاولة لتسوية أوضاعهما، لأنهما يعتبران أجانب، وبالتالي فهم بحاجة أيضًا إلى جواز سفر من بلدهما الأصلي.