وانضم المستشار الألماني «أولاف شولتز» (olaf scholz) وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي - «أورسولا فون دير لاين» (Ursula von der Leyen) و«تشارلز ميشيل» (Charles Michel) - إلى زعماء صربيا وكوسوفو والبوسنة والهرسك والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية وألبانيا بمناسبة قمة "عملية برلين".
وقال «شولتز» الذي استضاف الاجتماع: “إنَّ أوروبا من دون دول غرب البلقان ليست كاملة ويجب أن تثق دول المنطقة في عملية برلين.”
يهدف هذا الشكل، الذي بدأ في عام 2014 تحت رعاية المستشارة الألمانية السابقة «أنجيلا ميركل»، إلى تشجيع التقارب بين دول غرب البلقان الست وبعض دول الاتحاد الأوروبي وتعزيز التكامل بين دول المنطقة.
وقال «شولز» إن دول غرب البلقان الست "تنتمي إلى الجزء الحر والديمقراطي من أوروبا"، مشددًا على الحاجة إلى تحقيق رغبتها الطويلة الأمد في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
واتفق المشاركون في بيانهم المشترك على عقد القمة المقبلة لعملية برلين في عام 2023 في ألبانيا. كما ستستضيف البلاد قمّة غرب البلقان المقبلة في 9 ديسمبر 2022.
Der Beitritt der 6 Staaten des #WesternBalkans zur #EU ist in unserem Interesse. Ihre Bürger können auf die Unterstützung Deutschlands und des #BerlinProcess zählen, sie auf diesem Weg weiter zu unterstützen. Nur zusammen können wir eine souveränere Europäische Union schaffen. pic.twitter.com/PZf7vg17uM
— Bundeskanzler Olaf Scholz (@Bundeskanzler) November 3, 2022
المزيد من التسهيلات بشأن حرية التنقل
بعد عامين من المفاوضات المكثفة، توصلت الدول الست إلى اتفاقيات تهدف إلى تسهيل حرية تنقل المواطنين في جميع أنحاء المنطقة بالإضافة إلى الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية للأطباء وأطباء الأسنان والمهندسين المعماريين. حاليًا، يمكن أن يكلّف الاعتراف بهذه المستندات ما يصل إلى 500 يورو.
ولا يُنظر إلى هذه الاتفاقات على أنها خطوة إلى الأمام في تحقيق التكامل الإقليمي فحسب، بل إنها أيضا ذات أهمية خاصة في سياق التوترات الحالية بين "بلغراد" و"بريشتينا".
جرى الإبلاغ عن حوادث طفيفة على الحدود بين البلدين في الأيام الأخيرة ، حيث بدأت "بريشتينا" في تنفيذ قانون يطالب جميع مواطنيها بحمل لوحات معدنية من كوسوفو.
وهذا الإجراء له تداعيات على المجموعة العرقية الصربية في الشمال التي تصرّ على الاحتفاظ باللوحات الصادرة قبل استقلال كوسوفو.
وقال «شولتز» إنه يأمل في أن يمهّد اتفاق الاعتراف المتبادل الجديد الطريق لمزيد من المصالحة بين البلدين.
وأضاف «شولتز» قائلً:ا "حان الوقت للتغلب على الخلافات الإقليمية التي قسمتكم لفترة طويلة، ويجب تسريع عملية تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا".
وقالت المستشار الألماني إن حرب روسيا في أوكرانيا عزّزت الحاجة إلى قرار "للحفاظ على حرية أوروبا وأمنها".
جرى التوصل إلى الاتفاق بعد أسابيع فقط من تسريب العديد من وسائل الإعلام الغربية في البلقان ورقة غير رسمية فرنسية ألمانية حول تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا.
وبينما أكّدت "بلغراد" و"بريشتينا" وجود خطة تؤسس لتطبيع العلاقات تختلف الآراء بشأن محتواها. وذكرت وسائل الإعلام أن الخطة تطالب "بلغراد" بقبول استقلال "كوسوفو" من دون الاعتراف بذلك رسميًا، بينما تحصل في المقابل على مزايا مالية واحتمال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشاد رئيس الوزراء الألباني «إيدي راما» (Edvin Rama)، في كلمة ألقاها في برلين، بالدور الذي لعبه «شولتز» في مفاوضات الاتفاقيات الثلاث.
وقال «راما»: “لا يسعني إلا أن أشير إلى أن هذه الاتفاقيات كانت ثلاث اتفاقيات كنا ننتظرها لمدة عامين أو ثلاثة.”
"الاتحاد الأوروبي يواصل دعم دول غرب البلقان"
في إشارة إلى توسع الاتحاد الأوروبي، قال «راما» أيضًا إن دول المنطقة تشعر أخيرًا بأنها لم تتخلّف عن الركب. وأضاف قائلا أن الجولة الأخيرة التي قامت بها رئيسة المفوضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين» في بعض دول غرب البلقان جلبت دعما ماليا كبيرا، بخلاف خطابات التضامن البسيطة، في إشارة إلى 80 مليون يورو مخصصة لاستثمارات الطاقة في بلاده.
وتأتي تعليقاته في الوقت الذي تم فيه إحياء عملية توسيع الاتحاد الأوروبي فجأة، ويرجع ذلك أساسًا إلى الحرب في أوكرانيا، بعد ما يقرب من عقد من الركود.
في الأسبوع الماضي، أعلن المدير التنفيذي للاتحاد الأوروبي عن حزمة مساعدات للطاقة بقيمة 500 مليون يورو للمنطقة. يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تسببت فيه ارتفاعات أسعار الطاقة التي أحدثتها الحرب في روسيا وبدء فصل الشتاء في إرسال موجات صادمة من خلال الاقتصادات الأوروبية التي تكافح بالفعل مع ارتفاع معدلات التضخم.
في هذا الصدد، صرّحت «فون دير لاين» في برلين: “يواصل الاتحاد الأوروبي دعم غرب البلقان، في السراء والضراء.” وأضافت: “إننا نستثمر في النسيج الاقتصادي للمنطقة من أجل تعزيز الانتقال إلى الطاقة النظيفة والخروج أكثر خضرة وأقوى وأكثر استدامة من الأزمة الحالية.”
من ناحية أخرى، قال مسؤول كبير في الحكومة الألمانية إن برلين تعتبر أن توسيع الاتحاد الأوروبي "يأخذ طابعا مُلحًا جديدا بسبب الحرب في أوكرانيا والاضطرابات الجيوسياسية الجديدة".
في غضون ذلك، قال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الأخيرة إن تعزيز التعاون الإقليمي أمر أساسي لمعالجة النفوذ الروسي في المنطقة.
وقال دبلوماسي ألماني كبير طلب عدم الكشف عن هويته: “كانت استراتيجية روسيا تتلخّص في التلاعب بالانقسامات داخل غرب البلقان. نود مواجهة هذا وتعزيز التعاون بين هذه الدول وتقريبها من الاتحاد الأوروبي.”