نيويورك تايمز: "«السيسي» يشيّد عاصمة إدارية عظيمة تليق بالفراعنة لإرضاء أحلامه، لكن بأي ثمن؟" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الأربعاء، 12 أكتوبر 2022

نيويورك تايمز: "«السيسي» يشيّد عاصمة إدارية عظيمة تليق بالفراعنة لإرضاء أحلامه، لكن بأي ثمن؟"


الإيطالية نيوز، الأربعاء 12 أكتوبر 2022 - نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا طويلا خصّصته للعاصمة الإدارية التي أمر بتشييدها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الصحراء. تمتدُّ العاصمة المستقبلية عبر رقعة من الصحراء تبلغ أربعة أضعاف مساحة واشنطن العاصمة، وهي عاصمة جديدة مبهرجة في مصر، إمبراطورية من حيث الحجم والأسلوب، وتُجسّد الطموحات العظيمة للرئيس «عبد الفتاح السيسي»، الذي استطاع إخراس حتى صوت البعوض كحاكم للبلاد.


تضمّ العاصمة الإدارية الجديدة الواقعة خارج القاهرة أعلى مبنى في إفريقيا وهرمًا بلوريًا وقصرًا واسعًا على شكل قرص لـ «السيسي» مستوحى من رموز إله الشمس المصري القديم.


تستغرق الأشغال لإكمال العاصمة الإدارية التي يتمسك بها «السيسي» ست سنوات، وتقدر تكلفتها الإجمالية تقدر بـ 59 مليار دولار، وهي الأكبر في عدد كبير من المشاريع العملاقة التي بناها رئيس مُصمّم على إعادة تشكيل مصر.


تنقض الطرق السريعة المكونة من ثمانية حارات عبر شوارع القاهرة المتهدمة، وتحيط بالمقابر القديمة وأهرامات الجيزة. تمتد الجسور العملاقة، التي تم بناؤها حديثًا، على نهر النيل. تلمع عاصمة صيفية جديدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط​​، خارج مدينة الإسكندرية.


هذه المشاريع، التي شيّدها في الغالب الجيش القوي الباسط سلطته في البلاد وعلى العباد، تجعل «السيسي» الأحدث في سلسلة طويلة من القادة المصريين، التي تمتد إلى قرون، والذين سعوا إلى ترسيخ وتخليد سلطتهم في نصب الهياكل التي ترتفع من الصحراء.


ولكن بينما تمرّ مصر في حالة من التباطؤ الاقتصادي، فإن مواردها المالية فاترة، وتتزايد الشكوك حول ما إذا كانت البلاد قادرة على تحمل أحلام «السيسي» العظيمة.


في السنوات الست الماضية وحدها، منح صندوق النقد الدولي مصر ثلاثة قروض يبلغ مجموعها نحو 20 مليار دولار، حتى مع استمرار تدفق المساعدات الأمريكية. ومع ذلك، فإن البلاد في مأزق مرة أخرى.


في هذا الصدد، قال «ماجد مندور»، المحلل السياسي المصري، إن الرئيس "يقترض المال من الخارج لبناء مدينة ضخمة للأثرياء". لكنه أضاف أن المصريين الفقراء ومن الطبقة المتوسطة يدفعون ثمن المشروعات الضخمة من خلال الضرائب وخفض الاستثمار في الخدمات الاجتماعية وخفض الدعم.


على الرغم من أن تمويل المشاريع الجديدة لا يزال غامضًا، إلا أنه يتم تمويلها جزئيًا من رأس المال الصيني، بالإضافة إلى السندات عالية الفائدة التي سيكون سدادها مكلفًا على مصر في السنوات المقبلة.


العودة إلى المدينة الجديدة المتلألئة، حيث تصل تكلفة أرخص شقة إلى 80 ألف دولار، بمجرد الانتهاء من البناء.


قال «محمود»، مشيرًا في البداية إلى المباني ذات الواجهة الرخامية، ثم إلى لوحة إعلانية عليها صورة «السيسي»: "لا شيء من هذا بالنسبة لنا".


قليلون يجادلون في أن مصر، التي يزيد عدد سكانها عن 100 مليون نسمة ويزداد عددهم بأكثر من مليون سنويًا، تحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من المساكن. لكن مخططي المدن يقولون إن «السيسي» سيفعل ما هو أفضل لإصلاح مدنه المحطمة بدلاً من بناء مدن جديدة.


وتتجاوز تكلفة رأس المال الجديد الموارد المالية.


تهدد المدن الجديدة المتعطشة بامتصاص المياه الثمينة من نهر النيل المنضب بالفعل، مصدر المياه الرئيسي في البلاد.


ومن ناحية أخرى، لإفساح المجال للطرق السريعة الجديدة التي تمرّ عبر القاهرة، المؤدّية إلى المدينة الجديدة، قام عمّال البناء بتجريف مساحات شاسعة من الأشجار في الحي القديم الأنيق لمصر الجديدة.