كيف يتم استقبال «ميلوني» من قبل المفوضية الأوروبية إذا تفوز بمنصب رئيس مجلس وزراء إيطاليا؟ - الإيطالية نيوز

كيف يتم استقبال «ميلوني» من قبل المفوضية الأوروبية إذا تفوز بمنصب رئيس مجلس وزراء إيطاليا؟

 الإيطالية نيوز، الأحد 18 سبتمبر 2022 - يبدو أن فكرة تشكيل الحكومة الإيطالية المقبلة بقيادة شخصية مختلفة تمامًا عن رئيس الوزراء المنتهية ولايته «ماريو دراغي» (Mario Draghi) تفرض نفسها بقوة إلى درجة أن شخصيات من صنّاع القرار في دوائر المؤسسات الأوروبية يميلون إلى الاقتناع بها. فإذا فاز الائتلاف اليميني في الانتخابات، كما يبدو شبه مؤكد من استطلاعات الرأي، فمن المرجح أن يكون رئيس الوزراء الجديد هو «جورجا ميلوني» (Giorgia Meloni).

«ميلوني» هي شخصية أقل شهرة واحترامًا في أوروبا من «ماريو دراغي»، الذي كان رئيسًا مبجلًا للبنك المركزي الأوروبي. ولكن منذ بعض الوقت، يقوم مع حزب "إخوان إيطاليا" الذي تنتمي إليه، بعمل تحضيري للترحيب بها من قبل الأوساط الأوروبية على الأقل من دون عداء صريح.

يشرح مصدر مقرب من قادة حزب الشعب الأوروبي، الحزب الأوروبي من يمين الوسط الرئيسي: "لقد فهمت «ميلوني» أنه لا يمكنها التصرف مثل «ماتيو سالفيني» أو «مارين لوبان»"، وهذا يتضح جليًا من خلال "المسار" السياسي المعتدل الذي اتخذته «ميلوني» في العامين الماضيين، وكذلك في السياق الأوروبي.

العنصر الأول الذي يؤكده الكثير في الأوساط الأوروبية، عند الحديث عن «ميلوني»، هو بالضبط المسافة التي قطعها مسارها السياسي عن مسار «سالفيني». في عامه ونصف العام الذي شغل فيه منصب نائب رئيس المجلس، لم يفعل سكرتير "الرابطة" شيئًا ليحسب أكثر على المستوى الأوروبي، حيث قاد حملة انتخابية متشككة في أوروبا بشكل صريح للانتخابات الأوروبية لعام 2019 وكاد أن يتخلى دائمًا عن اجتماعات وزراء الداخلية المنعقدة في بروكسل.


بعد الانتخابات الأوروبية، اختار حزب الرابطة - الحزب الوحيد الذي يضم أكبر عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي في هذا المجلس التشريعي - أن يُنزل نفسَه إلى مكان غير ذي صلة من خلال تشكيل مجموعة متشكِّكة للغاية في الاتحاد الأوروبي مع حزب التجمع الوطني الفرنسي الذي تنتمي إليه «مارين لوبان»، والذي يعتبره الجميع راديكاليًا للغاية ومعادي لأوروبا. أما المجموعات السياسية الأخرى، فهي قادرة فقط على المشاركة في توزيع المكاتب المؤسسية في البرلمان. لذا، اتخذت «ميلوني» بالفعل خيارًا مختلفًا تمامًا، هو خيار دبلوماسي حربائي، يطعن في سنوات من إظهار التشكك في أوروبا والمواقف المؤيِّدة لروسيا.

في نوفمبر 2018، طلب حزب "إخوان إيطاليا" الانضمام إلى "مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" (ECR)، المجموعة البرلمانية المرتبطة بـ "تحالف المحافظين والإصلاحيين في أوروبا" (ACRE)، وهو حزب أوروبي وُلد في عام 2009 عندما انتقل المحافظون البريطانيون إلى مناصب أكثر تشكيكًا في أوروبا وقرروا ترك "حزب الشعب الأوروبي" (EPP). في ضوء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وبالتالي أيضًا انشقاق البرلمانيين البريطانيين عن البرلمان الأوروبي، بقيت الأحزاب السياسية في أوروبا الشرقية فقط ضمن (ACRE)، بما في ذلك قبل كل شيء "حزب القانون والعدالة" البولندي اليميني المتطرف. لمحاولة تحقيق التوازن بين خسارة المحافظين البريطانيين، بدأت (ACRE) في البحث عن حلفاء جدد، وبدأت اتصالات مع " إخوان إيطاليا".

إن تطلعات الدخول في مجموعة جديدة والقدرة على تسلق التسلسل الهرمي جذبت نحو حزب "إخوة إيطاليا" أربعة من أعضاء البرلمان الأوروبي، الذين أصيبوا بخيبة أمل من قبل الحزب. هؤلاء هم: «رفّاييلي فيتّو» (Raffaele Fitto)، «ستيفانو ماوُلّو» (Stefano Maullu)، «ريمو صيرناجوتّو» (Remo Sernagiotto) و «إنّوتشينسو لِيونتيني» (Innocenzo Leontini). كانوا هؤلاء أول أربعة لوفد حزب «جورجا ميلوني» في البرلمان الأوروبي، وهو وفد تشكَّل في ديسمبر 2018: في الانتخابات الأوروبية السابقة لعام 2014، في الواقع، لم يتمكن الحزب من انتخاب أي ممثل.

لكن في انتخابات عام 2019، نجح "إخوة إيطاليا" في انتخاب خمسة أعضاء في البرلمان الأوروبي، ليبدأوا في الصعود السريع إلى "تحالف المحافظين والإصلاحيين في أوروبا"، الذي اعتمد في الوقت نفسه اسم المجموعة البرلمانية، "حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين". أصبحت «رفّاييلي فيتّو» زعيم المجموعة البرلمانية لـ "حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين"، وفي عام 2020 تمكنت «جورجا ميلوني» من انتخاب نفسها رئيسة للحزب، وهو المنصب الذي لا تزال تشغله حتى اليوم.