ألمانيا هي الدولة الأوروبية الأولى في استهلاك الغاز الروسي: قبل غزو أوكرانيا، اشترت أكثر من نصف الغاز الذي تستخدمه من روسيا وخططت لاستيراد المزيد عبر خط أنابيب جديد. بالفعل في شهر يوليو، اتخذت الحكومة بقيادة المستشار «أولاف شولتز» (Olaf Scholz) بعض الإجراءات لتقليل استهلاك الطاقة، ولكن في الأسابيع الأخيرة، مع ارتفاع سعر الغاز بشكل كبير، كان من الضروري العمل على تدخل أكثر ثباتًا.
تتكون الخطة من مساعدة اقتصادية للأسر: في الأول من ديسمبر، سيحصل المتقاعدون الألمان على مبلغ إجمالي قدره 300 يورو لتغطية تكلفة فواتيرهم، وفي عام 2023 سيتمكنون من التمتع بخفض ضريبي قدره 5 مليارات يورو. كما ستضمن الحكومة للطلاب والمتدربين 200 يورو. بالإضافة إلى ذلك، ستتم زيادة المساهمات البسيطة المخصصة للعائلات المنجبة لدعم الطفل بمقدار 18 يورو شهريًا وسيتم أيضًا توسيع المكافأة لدعم الإيجارات.
كما أدخلت الحكومة حدًا على سعر الكهرباء المفروض على شركات الطاقة، أي ضريبة على الأرباح الإضافية التي سيتم استخدامها لتمويل جزء كبير من خطة المساعدة: في الأشهر الأخيرة، حققت العديد من الشركات التي تبيع الكهرباء مكاسب كبيرة، لأن سعر الكهرباء مرتبط بسعر الغاز. الخطة التي تمت الموافقة عليها مؤخرًا هي ثالث خطة تقررها الحكومة الألمانية في الأشهر الأخيرة. في المجموع، خصصت ألمانيا حتى الآن نحو 95 مليار يورو لمواجهة عواقب ارتفاع الأسعار.
في الأسابيع الأخيرة، وجه وزير الاقتصاد، «روبرت هابيك» (Robert Habeck)، بعض النداءات إلى السكان لتقليل استهلاك الغاز، مشيرًا إلى أنهم يأخذون حمامات أقصر وتقليل استخدام الأنظمة لتدفئة وتبريد الغرف. يبدو أن هذه الدعوات قد نجحت جزئيًا: صرحت "الرابطة الفيدرالية للطاقة والمياه" (BDEW) أنه يتم استخدام غاز أقل بنسبة 15 في المائة تقريبًا في جميع أنحاء البلاد مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.