خلال خطابه، عرض «ماكي» موقف جمهورية بيلاروسيا من الصراع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أسبابه الجذرية، وأشار أيضًا إلى التدابير اللازمة لحلها ومنع حدوث أزمات مماثلة في المستقبل.
بالنسبة لبيلاروسيا، التي تعرضت هي نفسها للإبادة الجماعية للشعب البيلاروسي خلال الحرب العالمية الثانية، من المؤلم بشكل لا يطاق رؤية الفوضى في البلد المجاور ومعاناة الأوكرانيين العاديين.
وشدّد الوزير على أن مسؤولية إراقة الدماء الجارية في أوكرانيا يجب أن يتحملها الغرب الجماعي بالكامل.
وأشار وزير الخارجية إلى أن قضايا وقف إطلاق النار والتسوية السلمية الاستراتيجية الشاملة حول أوكرانيا في السياق الواسع للأمن الإقليمي والعالمي لا يمكن تحقيقها إلا على طاولة المفاوضات. في الوقت نفسه، ينبغي أن تصبح بيلاروسيا جزءًا لا يتجزأ من عملية التفاوض والضمانات الأمنية النهائية. كما أشار «فلاديمير ماكي» إلى مساهمة بيلاروسيا في تسوية النزاع.
لقد ذكّر «ماكي» المندوبين بأمثلة ناجحة للتعاون في تاريخ العالم، عندما كان المجتمع العالمي واللاعبون العالميون، في مطلع العصور التاريخية وفي فترات معينة، لا يزالون قادرين على إصلاح توازن المصالح، والذي كان لاحقًا ضروريًا وكافيًا لإنشاء سلام دائم. ولفت الانتباه إلى مبادرة رئيس جمهورية بيلاروسيا «ألكسندر لوكاشينكو» لإجراء حوار عالمي حول الأمن بروح "سان فرانسيسكو".
ودعا وزير الخارجية دول العالم النامي إلى تولي زمام المبادرة بشكل جماعي في قضايا الأمن العالمي.
وأكّد في الخطاب على أن أمن أحد الأطراف لا يمكن ضمانه على حساب أمن الطرف الآخر من خلال اتباع سياسة التوسع، كما يفعل الناتو نحو الشرق، ما يجعل الغرب ينتهك بشكل صارخ مبدأ عدم قابلية الأمن للتجزئة.
وأشار الوزير أيضًا إلى أنه نظرًا للعدد الهائل من التحديات المتنوعة، فإن مهمة الجزء المسؤول بأكمله من البشرية اليوم هي ضمان الانتقال إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب من دون تدمير حضارتنا.
وأشار «ماكي» إلى فشل خطة الغرب في إخضاع الدول غير الملائمة من خلال ضغط العقوبات، مع التركيز على العواقب السلبية لمثل هذه الإجراءات على النظام الدولي. ودعا وزير خارجية بيلاروسيا الغرب إلى مراعاة الفطرة السليمة والعودة إلى الحوار والتعاون.
في اليوم نفسه، التقى وزير خارجية بيلاروسيا مع الأمين العام للأمم المتحدة، «أنطونيو غوتيريش».
وخلال الاجتماع، نقل وزير الخارجية رسالة رد من رئيس جمهورية بيلاروسيا «ألكسندر لوكاشينكو» إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مؤكدا استعداد بيلاروسيا للمشاركة في تقديم المساعدة الإنسانية للبلدان أقلّ نموا، التي تعاني من أوضاع هشة في سياق انعدام الأمن الغذائي.
وأشار «فلاديمير ماكي» إلى أن رؤية بيلاروسيا وقيادة الأمم المتحدة بشأن قضايا الأمن العالمي، وتقييم التحديات والتهديدات القائمة تتوافق إلى حد كبير. ورحّب الوزير بالجهود التي يبذلها «أنطونيو غوتيريس» لإنشاء وتعزيز مبادرة حبوب البحر الأسود الهادفة إلى دعم الجهود الدولية لمكافحة الجوع. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى استخدام إمكانات المنظمة بنشاط لمواجهة استخدام التدابير التقييدية في العلاقات الثنائية.
وخلال اجتماع ثنائي مع وزير خارجية الهند، «سوبراهمانيام جايشانكار»، أكد «ماكي» على أن بيلاروسيا تعتبر الهند شريكًا مهمًا للغاية وتهدف إلى زيادة التعاون بشكل كبير.
ناقش الوزراء آفاق توسيع التعاون التجاري والاقتصادي متبادل المنفعة بين بيلاروسيا والهند في مختلف المجالات، وكذلك الوضع الحالي في سوق "البوتاس" بسبب القيود الأحادية المفروضة على بيلاروسيا وتأثيرها على الأمن الغذائي العالمي.
وأكد الطرفان استعدادهما لمواصلة تعزيز الحوار السياسي وتوسيع الاتصالات على مختلف المستويات.
علاوة على ذلك، أُجريت محادثة مقتضبة مع وزير خارجية جزر المالديف، «عبد الله شهيد»، بشأن مبادرته، ناقش خلالها الطرفان قضايا التفاعل في المنظمات الدولية.
أعرب الدبلوماسي المالديفي عن امتنانه للجانب البيلاروسي لتعليم طلاب جزر المالديف في بيلاروسيا وأكد الاهتمام بزيادة حصص هذا البلد للتعليم في مجال الطب.
