وعلى إثر هذه الخطوة الجريئة التي قام بها «سعيّد»، استدعى الخارجية المغربية سفيرها لدى تونس لتقديم المزيد من التوضيحات بشأن أسباب هذه الزيارة وآفاقها.
ويفتح استقبال تونس لـ «إبراهيم غالي» أزمة عربية جديدة تضاف إلى سلسلة تاريخ الخلافات حول الصحراء الغربية التي جرّت في الآونة الأخيرة بالفعل إسبانيا وألمانيا - البلدان الأوروبيان اللّذان استسلما بعد تمرد إلى إرادة المقترح المغربي بشأن السيادة على الصحراء - وصعّدت من التنافس الإقليمي الشامل بين المغرب والجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.
تستضيف تونس نهاية هذا الأسبوع "مؤتمر طوكيو" الدولي حول التنمية الإفريقية، وهو اجتماع يضم رؤساء دول من عدة دول أفريقية.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس السنغالي «ماكي سال» (Macky Sall)، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حاليًا، كلمة الافتتاح.
يعترف الاتحاد الأفريقي بالصحراء الغربية كعضو فيه، لكن الدول الأفريقية منقسمة بشأن البوليساريو واستقلال الأقاليم التي تدعي البوليساريو احتلها ويقيم فيها بصفة غير قانونية.
وفي بيان مقتضب لوزارة الخارجية، لم يعد المغرب يشارك في القمة. كما اتهمت تونس بـ "مضاعفة المواقف السلبية" مؤخرا ضد المغرب، وأن قرارها باستضافة «غالي» "يؤكد على عدائها بشكل صارخ" للمملكة المغربية.
لطالما كان الحصول على الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية هو أهم أهداف السياسة الخارجية للمغرب. في عام 2020، اعترفت الولايات المتحدة بسيادتها مقابل موافقة المغرب على إنشاء علاقات علانية أوثق مع إسرائيل في إطار "اتفاقيات أبراهام" للسلام.
ومنذ ذلك الحين، اتخذ المغرب موقفًا أكثر صرامة من الصحراء الغربية، حيث سحب سفيريه إلى إسبانيا وألمانيا حتى اقتربتا من موقفه بشأن الإقليم المتنازع عليه أمميا. سحبت الجزائر سفيرها في إسبانيا، الزبون الرئيسي للغاز الجزائري، بعد تحول مدريد المفاجئ لصالح المقترح المغربي.
ووصلت «المنقوش» إلى العاصمة التونسية، ضمن الوفد المشارك في الدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا يومي 27 و28 أغسطس 2022، برئاسة رئيس المجلس الرئاسي «محمد المنفي»؛ ذلك بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية التونسية «قيس سعيد»، بحيث كان فى استقبالهم رئيس دولة تونس، الذي عبر فيها عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، مؤكداً دعمه لجهود السلام والاستقرار فى ليبيا.
وكانت هذه المحادثة مناسبة لاستعراض علاقات الصداقة والتعاون التاريخية القائمة بين تونس واليابان وفرص تطويرها وتنويع فرص الشراكة والاستثمار بين البلدين في مجالات مختلفة.
كما تم التطرق إلى ندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا التي تنعقد بتونس وما توفره من فرص حقيقية للشراكة الفعلية بين اليابان والدول الإفريقية.