تونس: «قيس سعيّد» يسبب أزمة دبلوماسية مع المغرب باستقبال زعيم حركة "البوليساريو" - الإيطالية نيوز

تونس: «قيس سعيّد» يسبب أزمة دبلوماسية مع المغرب باستقبال زعيم حركة "البوليساريو"



الإيطالية نيوز، الجمعة 26 أغسطس 2022 - خلق الرئاسة التونسية أزمة مع المملكة المغربية بعد أن استقبل الرئيس التونسي «قيس سعيّد» زعيم جبهة البوليساريو التي تدعي ملكيتها للصحراء الغربية، جنوب المغرب، وهي منطقة تعتبرها المملكة جزء سيادي لا يتجزأ من ترابها الوطني.


وعلى إثر هذه الخطوة الجريئة التي قام بها «سعيّد»، استدعى الخارجية المغربية سفيرها لدى تونس لتقديم المزيد من التوضيحات بشأن أسباب هذه الزيارة وآفاقها.

ويفتح استقبال تونس لـ «إبراهيم غالي» أزمة عربية جديدة تضاف إلى سلسلة تاريخ الخلافات حول الصحراء الغربية التي جرّت في الآونة الأخيرة بالفعل إسبانيا وألمانيا - البلدان الأوروبيان اللّذان استسلما بعد تمرد إلى إرادة المقترح المغربي بشأن السيادة على الصحراء - وصعّدت من التنافس الإقليمي الشامل بين المغرب والجزائر الداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو.



اقتربت تونس هذا العام من الجزائر، جارتها الأكثر اكتظاظًا بالسكان والتي تعتمد عليها في الطاقة، حيث التقى «سعيّد» بالرئيس الجزائري «عبد المجيد تبون» في يوليو.


تستضيف تونس نهاية هذا الأسبوع "مؤتمر طوكيو" الدولي حول التنمية الإفريقية، وهو اجتماع يضم رؤساء دول من عدة دول أفريقية.


ومن المقرر أن يلقي الرئيس السنغالي «ماكي سال» (Macky Sall)، الذي يرأس الاتحاد الأفريقي حاليًا، كلمة الافتتاح.


يعترف الاتحاد الأفريقي بالصحراء الغربية كعضو فيه، لكن الدول الأفريقية منقسمة بشأن البوليساريو واستقلال الأقاليم التي تدعي البوليساريو احتلها ويقيم فيها بصفة غير قانونية.


وفي بيان مقتضب لوزارة الخارجية، لم يعد المغرب يشارك في القمة. كما اتهمت تونس بـ "مضاعفة المواقف السلبية" مؤخرا ضد المغرب، وأن قرارها باستضافة «غالي» "يؤكد على عدائها بشكل صارخ" للمملكة المغربية.


لطالما كان الحصول على الاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية هو أهم أهداف السياسة الخارجية للمغرب. في عام 2020، اعترفت الولايات المتحدة بسيادتها مقابل موافقة المغرب على إنشاء علاقات علانية أوثق مع إسرائيل في إطار "اتفاقيات أبراهام" للسلام.


ومنذ ذلك الحين، اتخذ المغرب موقفًا أكثر صرامة من الصحراء الغربية، حيث سحب سفيريه إلى إسبانيا وألمانيا حتى اقتربتا من موقفه بشأن الإقليم المتنازع عليه أمميا. سحبت الجزائر سفيرها في إسبانيا، الزبون الرئيسي للغاز الجزائري، بعد تحول مدريد المفاجئ لصالح المقترح المغربي.


في اليوم نفسه، وصلت وزيرة الخارجية الليبية والتعاون الدولي، «نجلاء المنقوش»، إلى تونس في زيارة عمل رسمية 


ووصلت «المنقوش» إلى العاصمة التونسية، ضمن الوفد المشارك في الدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية للتنمية في أفريقيا يومي 27 و28 أغسطس 2022، برئاسة رئيس المجلس الرئاسي «محمد المنفي»؛ ذلك بدعوة من فخامة رئيس الجمهورية التونسية «قيس سعيد»، بحيث كان فى استقبالهم رئيس دولة تونس، الذي عبر فيها عن عمق العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، مؤكداً دعمه لجهود السلام والاستقرار فى ليبيا.


 كما التقيت «المنقوش» مع نظيرها التونسي «عثمان الجرندي» مثمناً علاقات التعاون التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين.


أيضا في اليوم الجمعة نفسه، استقبل رئيس الجمهورية التونسية، بقصر قرطاج، «يوشيماسا هاياشي»، وزير الشؤون الخارجية الياباني، الذي سلّم لّـ «سعيّد» رسالة خطية من الوزير الأول الياباني.


وكانت هذه المحادثة مناسبة لاستعراض علاقات الصداقة والتعاون التاريخية القائمة بين تونس واليابان وفرص تطويرها وتنويع فرص الشراكة والاستثمار بين البلدين في مجالات مختلفة.


وقد أعرب رئيس الدولة التونسية، بالمناسبة، عن استعداد تونس لتوفير مناخ الاستثمار المناسب لرجال الأعمال اليابانيين وخلق فرص اقتصادية واعدة للجانبين في شتى المجالات. واستعرض رئيس الجمهورية التونسية، في هذا السياق، مشروع إنشاء المدينة الصحية في القيروان ومشروع تحلية مياه البحر بالجنوب، ودعا الجانب الياباني إلى المساهمة في تمويل هذه المشاريع وغيرها.


كما تم التطرق إلى ندوة طوكيو الدولية للتنمية في افريقيا التي تنعقد بتونس وما توفره من فرص حقيقية للشراكة الفعلية بين اليابان والدول الإفريقية.

علاوة على ذلك، استقبل «قيس سعيد» استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيد، الجمعة، بالمطار الرئاسي، فخامة السيد «ماكي سال»، رئيس جمهورية السنغال، بمناسبة مشاركته في الدورة 8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.


وأخيرا، كان من بين القادة والشخصيات البارزة التي استقلها «سعيّد»، اليوم الجمعة، بقصر قرطاج، «أكينومي أديسينا»، رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية، الذي يزور تونس في إطار المشاركة في ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا.

ونوه رئيس الدولة التونسية بعلاقات التعاون المثمر القائمة بين تونس ومجموعة البنك الإفريقي للتنمية، ودعا إلى مواصلة تعزيز هذه الشراكة الواعدة وتطوير طرقها لتشمل مجالات جديدة تساعد على تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخلق مواطن الشغل في بلادنا.

كما استعرض رئيس الدولة التونسية، في هذا السياق، جملة من المشاريع الممكن تمويلها من البنك وخاصة منها المدينة الصحية في القيروان ومشروع تحلية مياه البحر بالجنوب.

ومن جانبه، أكد رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية استعداد هذه المؤسسة لمواصلة الوقوف إلى جانب تونس ومعاضدة جهودها، واستعرض جملة من آليات التمويل والدعم التي يوفرها البنك لتمويل مشاريع جديدة في تونس لا سيما في قطاعات الفلاحة والصناعة والطاقة والصحة والبنية التحتية والتكنولوجيات الحديثة والرعاية بالشباب.