وحسب الموقع الجزائري "تي إس أَ ألْجيري"، إن "الهدف الرئيسي" من الزيارة هو "تعزيز التعاون في كافة المجالات بين الجزائر وفرنسا"، مشيرا إلى وجود "وزراء لهم حقائب إستراتيجية مثل الاقتصاد أو الطاقة أو الشؤون الداخلية" وممثلين عن "كبار الشركات الفرنسية".
زعم موقع "إوْراكتيف" على الإنترنت أن "زيارة ماكرون للجزائر تعتبر رحلة مبطنة للغاز" ، متحدثًا عن "فرصة لتأمين مزيد من إمدادات الغاز في خضم الأزمة المستمرة".
وأكد موقع "بي بي سي" على الإنترنت أن الرئيس الفرنسي يأمل في "معالجة العلاقات المتصدّعة مع دولة لديها احتياطياتها من النفط والغاز أهمية استراتيجية جديدة بسبب أزمة الطاقة التي تلوّح في الأفق في أوروبا"، مشيرا إلى أن "الزيارة تأتي بعد فترة طويلة من التوتر بشأن الخلافات التي بلغت ذروتها بسبب إهانة مقصودة من ماكرون إلى شعب الجزائر ونظامه المتعاقب قبل وبعد الاستقلال عن استغلال المستعمر الفرنسي، تحديدا، بعد أن نفى ماكرون، بكل ثقة، أن تكون الجزائر أمة موحَّدة قبل الاستعمار، الاهانة التي الاعتذار عنها، وحول مسألة التأشيرات التي رفضتها باريس كرد فعل على العقبات التي تحول دون عودة الجزائريين غير الشرعيين إلى وطنهم.
ارتفاع واردات الجزائر من الغاز بنسبة %168٪
وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الخزانة الفرنسية، ارتفعت واردات الوقود الأحفوري الجزائري بنسبة %87 بين عام 2021 والأشهر الأول من عام 2022. وشهدت واردات الغاز الطبيعي زيادة بنسبة %168 خلال هذه الفترة.
يمكن تفسير اهتمام فرنسا بسوق الغاز الجزائري من خلال انخفاض اعتماد الاتحاد الأوروبي على الواردات الروسية في أعقاب حرب أوكرانيا.
وصلت أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الثلاثاء، حيث قفزت إلى 290 يورو لكل ميغاواط/ساعة في سوق العقود الآجلة TTF الهولندية، بعد أن بلغت ذروتها عند 190 يورو في نهاية فبراير.
لمواجهة أسعار الغاز المتزايدة، ذهب القادة الأوروبيون في رحلة صيد لإبرام اتفاقيات شراكة جديدة مع الدول الأفريقية أو البحث عن صفقات جديدة.
في مايو، ذهب المستشار الألماني «أولاف شولز» إلى السنغال للتفاوض على صفقة غاز يمكن أن تحل محل ما يصل إلى %7 من واردات ألمانيا من الغاز من روسيا.
بدروه، ذهب رئيس الوزراء الإيطالي «ماريو دراغي» إلى الجزائر في يوليو للتفاوض على صفقة غاز لتوريد أربعة مليارات متر مكعب قبل الشتاء، وهو ما يمثل نحو %5 من الاستهلاك السنوي للبلاد لعام 2021.
قد يستخدم «ماكرون»، مثل «دراغي»، الزيارة لبدء مفاوضات الغاز. تركز الجزائر حاليًا على العلاقات التجارية الثنائية، وفقًا لـ «سيباستيان بوسوا»، الباحث في العلاقات الأوروبية العربية في جامعة بروكسل الحرة (ULB)، والذي تحدث إلى "إوراكتيف فرانس".