وزير العدل المغربي عبد اللطيف وهبي (يمين) ووزير العدل الإسرائيلي جدعون سار (يسار) يتصافحان بعد توقيع اتفاق في الرباط |
ووقع هذه المعاهدة وزير العدل المغربي «عبد اللطيف وهبي» ونظيره الإسرائيلي «جدعون سار» (Gideon Saar). المندوب العبري يقوم بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية واستغل الرحلة للقاء «وهبي» وإطلاق هذه الاتفاقية.
هذه هي الاتفاقية الأولى من نوعها بين إسرائيل والمغرب منذ استئناف العلاقات بينهما في عام 2020. وستكون هذه الاتفاقية المصاغة في إطار التعاون القانوني خطوة جديدة لتبادل المعارف والخبرات القانونية بين البلدين، ومن هناك سينطلقون نحو مشروع جديد للمنطقتين، وهو إقامة نظام قضائي قائم على الرقمنة. وبهذه الطريقة، تهدف إلى تبسيط العمليات القضائية من خلال تحديث الإطار التشريعي بأكمله للطرفين.
كما ولدت الرغبة في التعاون للعمل ضد الجريمة المنظمة والإرهاب والاتجار بالبشر من هذه الاتفاقية. يشعر كل من المغرب وإسرائيل بالقلق إزاء التحركات الأخيرة للعصابات الإرهابية، خاصة في منطقة الساحل، وتهريب المخدرات في بلديهما، ولهذا السبب سيعملان على وضع حد لها.
تستمر الاتفاقيات بين الطرفين في التكاثر أكثر فأكثر ومن الطبيعي أن نرى كيف يتحد البلدان في قطاعات أخرى. كما يزور وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي «عيساوي فريج» (Issawi Frej) المملكة لتعزيز التعاون بين البلدين.
وفي المغرب، التقى وزير الشباب والثقافة المغربي، «محمد المهدي بنسعيد»، وأسفر هذا الحدث عن برنامج جديد للتبادل الثقافي بين شباب الشعبين. وناقش الوزيران كيفية الاستمرار في تعزيز العلاقات الجيدة بين الطرفين ولهذا السبب تم تسليط الضوء على ضرورة العمل في هذا المجال.
وقال الدبلوماسي الإسرائيلي: "سنعمل مع الوزير «بنسعيد» على التقريب بين المواطنين وكلا المجتمعين".
سيحاول هذا البرنامج تنظيم جلسات صيفية لأصغر المجتمعين للالتقاء وتبادل المعلومات حول كل من ثقافاتهم (الإسلامية واليهودية). وبالتالي، سيكونون قادرين على اكتشاف أن الثقافة أو الدين ليس عاملاً حاسماً لعدم الحفاظ على العلاقات المشتركة بين البلدين.
كما شدد الوزير المغربي على الاهتمام بالبرمجة وألعاب الفيديو. يؤكد «بنسعيد» أن هذه الصناعة في المغرب تكتسب أهمية كبيرة وأنه لهذا السبب من الممكن التعاون لتطويرها.
ومن المهم أيضًا التنويه بأهمية قيام رئيس الأركان العامة الإسرائيلية، الجنرال «أفيف كوخافي» (Aviv Kochavi)، بزيارة المملكة الأسبوع الماضي لأول مرة بهدف تعزيز التعاون العسكري. الرحلة هي زيارة تاريخية لأنها المرة الأولى التي يسافر فيها شخص من رتبته إلى هذه الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. أمضى القائد ثلاثة أيام في المملكة حيث روّج لاتفاقيات تعاون أمني مختلفة للطرفين.
تدفع الولايات المتحدة لتعزيز هذه العلاقة
منذ نهاية عام 2020، كان المغرب وإسرائيل في لحظة توتر دبلوماسي ولم يتمكن أي من الطرفين على الإطلاق من إيجاد حل لخلافاتهما. أدركت الإدارة الأمريكية للرئيس السابق «دونالد ترامب» أن هذا لم يكن الطريق الذي يجب أن نسير فيه، ولهذا السبب تم إنشاء اتفاقيات إبراهيم.
هذه المواثيق، التي وصفت بأنها الأهم في هذا القرن، جمعت إسرائيل مع دول عربية أخرى، بما في ذلك المغرب، حيث تمكن كل طرف من تقريب مواقفه والخطوة نحو مسار جديد. منذ ذلك الحين، انغمس البلدان في إنشاء المعاهدات والتعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية التي سمحت لهما بأن يصبحا حليفين استراتيجيين جيدين للغاية.