خطيبة «خاشقجي»: "إن يدي بايدن ملطختان بالدم" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

السبت، 16 يوليو 2022

خطيبة «خاشقجي»: "إن يدي بايدن ملطختان بالدم"

 الإيطالية نيوز، السبت 16 يوليو 2022 - مصافحة حارة مع العاهل السعودي الملك «سلمان». لكن فقط تحية باردة وصامتة يضرب رئيس الولايات المتحدة، «جو بايدن»، بقبضته قبضة الأمير «محمد بن سلمان»، الوصي الفعلي للمملكة الذي رحب به في قصر السلام في جدة، والذي أشارت إليه المخابرات الأمريكية بأنه المحرض على القتل الوحشي في حق «جمال خاشقجي».

لجأ جو «بايدن» إلى هذه المعارضة وهذه الحيلة (أقل مساومة ولكن وفقًا للكثيرين نفاق) لتجنب مصافحة فعلية، كما فعل عند تحية رئيس الوزراء الإسرائيلي، كانت ستخلدها الكاميرات في جميع أنحاء العالم إلى الأبد، بعد أن وعد خلال حملته الانتخابية الرئاسية وأيضا مع توليه منصب الرئيس بتحويل السعوديه إلى بلاد منبوذه كعقاب على تورط «محمد بن سلمان» في جريمة قتل الصحفي السعودي المنشق.

لكن لم يكن ذلك كافيًا لتجنب عاصفة من الجدل، بدءًا من «خديجة جنكيز»، التي غردت بما اعتقدت أن خطيبها «خاشقجي» كان سيفكر فيه: "هل هذا هو الحساب التي وعدت به لتجعل قاتلي يدفعه؟ إن دماء الضحايا القادمين لمحمد بن سلمان تلطخ يديك. التحية بقبضة اليد...كانت أسوأ من مصافحة."
وفي تعليق على مقابلة «بايدن» مع «محمد بن سلمان»، قال  «فريد رايان» (Fred Ryan)، رئيس التحرير والرئيس التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست، الصحيفة التي عمل فيها «خاشقجي»: "كان أمرا مخزيا. لقد أظهر مستوى من الحميمية والراحة التي منحت محمد بن سلمان الخلاص غير المبرر الذي سعى إليه بشدة."

ووجد «بايدن» مجبرا على عقد مؤتمر صحفي - كان غير متوقع - للإعلان عن الإنجازات ووللتأكيد على أنه تطرق إلى قضية حقوق الإنسان والجريمة "المتهم بتدبيرها «مع محمد بن سلمان »، حيث أخبره بطريقة" مباشرة وواضحة "أنه إنه يحمل "المسؤولية الشخصية"، حتى لو رفض بشكل جوهري كل ذنب، كما أفاد الرئيس نفسه. وتابع "ما حدث لـ «خاشقجي» شائن. لقد أوضحت أنه إذا حدث شيء كهذا مرة أخرى فسيكون لديهم رد مناسب".
وصل «بايدن» إلى جدة ليواجه أصعب مرحلة في زيارته الأولى كرئيس للشرق الأوسط: وهي زيارة تمثل عودة الولايات المتحدة بعد سنوات من فك الارتباط في المنطقة، حيث يريدون العودة إلى "دور قيادي من دون وترك أي ثغرات تملأها روسيا أو الصين"، على حد تعبيره. هدفها الأساسي تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية - بجبهة مشتركة ضد التهديد الإيراني - تحت مظلة الاتفاقات الإبراهيمية التي أطلقها سلفه «دونالد ترامب»، مع تصحيح عزلة الفلسطينيين.

الرجل الأول في البيت الأبيض بالفعل نجح في إحداث الفتحات الأولى، بما في ذلك قرار السعودية فتح المجال الجوي "لجميع الطائرات المدنية لنقل المسافرين، بما في ذلك "شركات الطيران الإسرائيلية"، وبالتالي إنهاء الحظر المفروض على الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل والسماح لطائراتها بالتحليق باتجاه الشرق.

نقطة تحول سمحت لـ «بايدن» بصنع التاريخ، ليصبح أول رئيس أمريكي يسافر في رحلة مباشرة من الأراضي الإسرائيلية إلى دولة عربية لا تعترف بالدولة اليهودية. في المقابل، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي «يائير لابيد» على عودة جزيرتي صنافير وتيران إلى الرياض، حيث ستنسحب قوات حفظ السلام الأمريكية بحلول نهاية العام.

من خلال زيارة إلى الأراضي المحتلة، في بيت لحم على وجه التحديد، أعلن «بايدن» عن تمويل قدره 316 مليون دولار ومساعدة إسرائيل في التحول إلى شبكة 4G لتسريع رقمنة الاقتصاد، تمكن أيضًا من إعادة العلاقات مع الفلسطينيين (تم إلغاؤها في عهد ترامب) وإعادة إطلاق الحوار من أجل حل الدولتين، على الرغم من اعترافه بأنه في الوقت الحالي لا توجد شروط للمفاوضات. لكن في جدة، حيث عقد جلسة ثنائية مع الملك «سلمان» لمدة ثلاث ساعات قبل لقاء موسع مع الأمير «محمد بن سلمان» والعديد من الوزراء السعوديين، لُعبت أصعب مباراة.

في الواقع، ذهب «بايدن» إلى السعودية للعب أكثر من مباراة واحدة، الأولى هي إقناع الرياض بالاستمرار في طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من خلال الدخول في الاتفاقات الإبراهيمية. الثانية هي الحصول من السعوديين على زيادة في إنتاجهم من النفط الخام ليحل محل الإنتاج الروسي، في ظل الحظر الغربي للحرب في أوكرانيا، من خلال خفض السعر الممتاز للبنزين والاندفاع الجامح للتضخم الذي يقوض الفرص الديمقراطية في الانتخابات في منتصف المدة وأيضًا في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.


وتشمل النتائج التي تم تحقيقها التزام السعوديين بتمديد الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة في اليمن والشراكة في مجال الطاقة المتجددة. كانت هناك ملفات أخرى على جدول الأعمال، مثل الأمن السيبراني، وأمن الغذاء والطاقة، والتهديد الإيراني، هذه كلها قضايا أجبرت «بايدن» على تغيير منهجه اتجاه الرياض باسم السياسة الواقعية. حتى على حساب الاضطرار إلى تبادل تحية أقل تطلبًا ولكن لا تزال ذات مغزى بقبضة «محمد بن سلمان».