فرنسا: انتقادات شديدة لـ «ماكرون» بسبب استقبال «محمد بن سلمان» بحفاوة - الإيطالية نيوز

فرنسا: انتقادات شديدة لـ «ماكرون» بسبب استقبال «محمد بن سلمان» بحفاوة


الإيطالية نيوز، الجمعة 29 يوليو 2022 - في الساعات الأخيرة، تلقى الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» عدة انتقادات بسبب الترحيب الحار الذي لقيه ولي العهد القوي والزعيم غير الرسمي للمملكة العربية السعودية «محمد بن سلمان»، الذي كان في زيارة رسمية إلى باريس يوم الخميس.


  وتتعلق الانتقادات بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم التي يتهم الأمير بارتكابها، بما في ذلك قتل الصحفي السعودي المعارض «جمال خاشقجي»: وبحسب تحقيقات مختلفة، بما في ذلك أحد المخابرات الأمريكية، فإن جريمة القتل، التي نفذت داخل قنصلية المملكة في استنبول، وقعت بطلب وأمر من «محمد بن سلمان».


زيارة « بن سلمان«» إلى باريس هي جزء من رحلته الأولى إلى أوروبا منذ 2018، عام مقتل «خاشقجي».


قبل وصوله إلى فرنسا، كان «بن سلمان» في اليونان، وفي الأشهر الأخيرة زار بعض القادة الغربيين المملكة العربية السعودية (من بين آخرين، الرئيس الأمريكي «جو بايدن» و«ماكرون» نفسه).


تم التعليق على الرحلات والاجتماعات في الأشهر الأخيرة مع قادة العالم الآخرين بنبرة انتقادية للغاية، لأنها فُسرت على أنها نهاية العزلة الدولية المفروضة على الأمير السعودي بعد مقتل «خاشقجي». ومع ذلك، كان من الصعب بالفعل تنفيذ العزلة الحقيقية في الماضي: في الواقع، تعد المملكة العربية السعودية واحدة من المصدّرين الرئيسيين للنفط، وهو مصدر للطاقة أصبح أكثر طلبًا منذ أن بدأت العديد من الحكومات في إبرام اتفاقيات جديدة مع مورّدي مصادر الطاقة لتقليل اعتمادهم على روسيا.


المصافحة الطويلة والدافئة بين «ماكرون» والأمير السعودي تم التعليق عليها بشدة، وتناولتها الصحف الفرنسية وغير الفرنسية: استمرت المصافحة عدة ثوان (استخدم ماكرون كلتا يديه)، وكانت هناك ابتسامات وأجواء ودية للغاية ومريحة.

ووُجّهت انتقادات مماثل ل «بايدن» قبل أسبوعين، لأنه خلال زيارته للسعودية استقبل «بن سلمان» بقبضته، بإيماءة اعتبرها كثيرون غير مناسبة لفكرة الثقة التي نقلها بين الاثنين. (خلال الحملة الانتخابية لعام 2020، قال «بايدن» إنه يريد أن يجعل النظام السعودي "منبوذًا" دوليًا).


كما تعرض «ماكرون» لانتقادات لدعوته الأمير السعودي لتناول العشاء في قصر الإليزيه الرئاسي. وتسأل «يانيك جادوت» (Yannick Jadot)، سياسي فرنسي وعضو في حزب "أوروبا البيئة الخضر" الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في 2017: "ماذا سيكون على قائمة العشاء بين «إيمانويل ماكرون» و«محمد بن سلمان»؟ هل سيكون الجسد المقطع إلى أشلاء للصحفي خاشقجي؟


ثم لوحظ القصر الفاخر الذي أقام فيه «محمد بن سلمان» خلال زيارته، والتي عرّفتها مجلة "فورْتين" في عام 2015 بأنها "أغلى منزل في العالم" (في ذلك الوقت كانت تبلغ قيمتها نحو 275 مليون يورو). العقار، الذي اشتراه «بن سلمان» من خلال سلسلة من الشركات المرشحة، يسمى "قصر لويس الرابع عشر" ويقع في "لوفيسيين"، بالقرب من باريس: كما يوحي الاسم، تم بناؤه على غرار الفخامة لقصر "فرساي" القريب، الذي بناه لويس الرابع عشر ومرة  نفسه ​​وكان سابقا  مقر العائلة المالكة الفرنسية. تبلغ مساحة القلعة نحو 7000 متر مربع، وتشمل، من بين أمور أخرى، ملهى ليلي وسينما وغرفة تحت الأرض تستخدم كحوض مائي.


في هذه القضية، تم لفت الانتباه قبل كل شيء إلى حقيقة أن هذا المنزل الضخم شيّدته شركة التطوير العقاري "كوجيماد" المملوكة لرجل الأعمال «عماد خاشقجي» (ابن عم تاجر السلاح عدنان خاشقجي)، وذلك باستخدام تقنيات ومواد حرفية يدوية تقليدية، وهو أيضا  ابن عم «خاشقجي»، المنشق الذي اتُّهم «بن سلمان» بقتله. حقيقة أن «بن سلمان» بقي في قصر لويس الرابع عشر، مع كل وسائل الراحة والرفاهية، غذت الشعور بالإفلات من العقاب على قتل الصحفي السعودي المنشق، وبشكل عام أولئك الذين يعانون من القمع المنهجي من قبل النظام السعودي كل يوم.

كما جاءت انتقادات لـ «ماكرون» من خطيبة «خاشقجي»، «خديجة جنكيز»: "أشعر بالصدمة والغضب من حقيقة أن «إيمانويل ماكرون» يستقبل قاتل شريكي بكل درجات الشرف". أضافت «جنكيز» أيضًا: "إن ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب في أوكرانيا لا يمكن أن يبرر "تبرئة" بن سلمان، من تهمة اضطهاد (وفي حالة خاشقجي، القتل) خصومه السياسيين.


وردت «إليزابيث بورن» (Élisabeth Borne)، رئيسة وزراء فرنسا، على الانتقادات بالقول إن الترحيب بـ «بن سلمان» في باريس لا يعني "تنحية المرء لمبادئه" أو "التشكيك في التزام المرء باحترام حقوق الإنسان". أعلنت حكومة «ماكرون» بعد ذلك أن الرئيس سيتناول هذه المسألة مرة واحدة على العشاء مع الأمير السعودي.


من جهتها، قالت «أورور بيرجي» (Aurore Bergé)، رئيسة المجموعة الممثلة لحزب "النهضة" في البرلمان، حزب «ماكرون»، إن الحوار مع دول الخليج "ضرورة مطلقة" بالنظر إلى الوضع في أوكرانيا وما يترتب على ذلك من تداعيات على قضايا الطاقة.