من بين ردود كثيرة، نسلط الضوء على تعليق البابا على الأزمة الأوكرانية وروسيا وتداعياتها عالميا. قال البابا فرانسيس إن ما يحدث في أوكرانيا نعيشه عن قرب ولهذا نشعر بالقلق، ولكن فلنفكر في رواندا 25 عاما مضت أو سوريا 10 سنوات مضت أو لبنان وميانمار اليوم، وتابع أن ما نشهده اليوم يحدث منذ فترة طويلة.
وأشار البابا فرنسيس في حديثه عن الحروب إلى بيع الأسلحة وقال في هذا السياق إن أحد الخبراء قد قال له إنه في حال عدم إنتاج أسلحة لمدة عام لن يكون هناك جوع في العالم بعد.
وتابع البابا أنه قد حان الوقت لإعادة النظر في مفهوم "الحرب العادلة"، وأضاف أن حل المشاكل بالحروب يعني رفض القدرة التي يتمتع بها البشر على الحوار وعلى البناء. كما شدد بالتالي على أهمية الحوار مشيرا إلى عدم القدرة على الإصغاء وإلى أننا لا نسمح للآخر بأن يقول رأيه وحتى إذا سمح له بذلك، فإن الرأي إما يتم إخراجه عن سياقه أو يتم التلاعب فيه ليأخذ معاني أخرى تتماشى مع نظرتها الشخصية للأحداث وللأمور المعنية."
وتشديدا على هذا السلوك الخطير، وجه البابا نداء إلى القائمين والعاملين بقطاع الإعلام، فقال: ""يجب أن نكون حريصين على عدم تغيير جوهر الواقع" ، لتجنب "التضليل والافتراء والتشهير". وذكّر بما حدث لإحدى كلماته عن الحرب التي أُخرجت من سياقها.
وسلط الضوء على كيف يمكن أن تأخذ وسائل الإعلام "جملة خارج السياق" وتجعل الناس يقولون "ما لم تقصده. بعبارة أخرى، عليك أن تكون حذرًا جدًا. على سبيل المثال، مع الحرب - كما أوضح - كان هناك جدل كامل حول تصريح لي في مجلة يسوعية: "قلت لا يوجد أناس طيبون ولا أشرار هنا" وشرحت السبب. لكنهم أخذوا هذا البيان بأنفسهم وقالوا: "البابا لا يدين بوتين!"».
وأدان البرغوليو أولا، «التضليل الإعلامي: أقول ما يناسبني وأتكتم على البقية. لا، قل كل شيء، لا يمكنك التضليل". ثانياً: «الافتراء. هم يخترعون الأشياء وأحياناً يدمرون الإنسان بالاتصال». ثالثًا: "التشهير وهو ليس افتراءً، بل هو مثل أن ينسب إلى الإنسان فكرة كانت لديه في وقت آخر وتغيرت الآن". وبالنسبة للخطيئة الرابعة - يضيف - استخدمت الكلمة التقنية "كوبروفيليا"، أي حب البراز، حب الأوساخ، أي محاولة التعكير والبحث عن الفضيحة من أجل الفضيحة».
بالنسبة لبرغوليو، يجب على وسائل الإعلام «أن تحرص على عدم الوقوع في التضليل، والافتراء، والتشهير، والتواطؤ. ويكرر قائلا بأن قيمتهم هي التعبير عن الحقيقة. أنا أقول الحقيقة، لكني أنا من أعبر عنها وأضع نصيبي فيها. لكنني أوضح جيدًا ما هو لي وما هو موضوعي. وأمررها». ويجب أن نتوخى الحذر - ويختتم البابا - بأن التواصل لا يغير جوهر الواقع ».
يوضح البابا «فرنسيس» أن الواقع "هو أن حالة الحرب هي شيء أكثر عالمية، وأكثر خطورة، وليس هناك خير أو شر. كلنا نشارك وهذا ما يجب أن نتعلمه.. الحرب نتيجة لفشل للأجهزة متعددة الأطراف في إرساء دعائم سلام أبدي. نأخذ كمثال حقيقي ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا.
وقال البابا فرنسيس في إجابته إنه كان هناك رجاء كبير في الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية إلا أن المنظمة الأممية ليست لديها اليوم سلطة فرض، تساهم الأمم المتحدة في تفادي الحروب لكنها لا تملك السلطة لإيقاف حرب أو حل نزاع مثل ذلك الدائر حاليا في أوروبا.
🇻🇦 🇦🇷 ENTREVISTA EXCLUSIVA AL PAPA
— Agencia Télam (@AgenciaTelam) June 29, 2022
Bernarda Llorente (@bernardallorent), presidenta de Télam, en una charla mano a mano en el Vaticano con Francisco (@Pontifex_es)
🖱️ Este viernes, en https://t.co/Uui0LVqGGq pic.twitter.com/MGraZktC0d
وتابع أن هناك مؤسسات تعاني من أزمات وأخرى تعاني من نزاعات، وأضاف أن الأولى توحي برجاء في تطور محتمل أما تلك المعانية من نزاعات فهي منشغلة بحل قضايا داخلية، وشدد قداسته على الحاجة اليوم إلى الشجاعة والإبداع، فبدونهما لن تكون لدينا مؤسسات دولية يمكنها أن تساعدنا على تجاوز النزاعات الخطيرة.