وأضاف «غويريني»، في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية لدى عودته من قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدريد: مثّل البحر الأبيض المتوسط دائماً مركزًا عصبيًا للتدفقات الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، ما يجعله منطقة معقَّدة للغاية ووجهة للاندفاعات الجيوسياسية وأهداف الهيمنة لبعض الفاعلين الدوليين، وفي الوقت نفسه، مفترق طرق لعدم الاستقرار.
وتابع «غويريني» أنه في البحر المتوسط يتردد صدى العدوان الروسي على أوكرانيا و هشاشة منطقة الشرق الأوسط والصعوبات في بعض مناطق شمال إفريقيا لاسيما منطقة الساحل، ما قد ينتج عنه تهديدات مباشرة لأمن بلاده، وهو ما نراه مع ما يحدث في ليبيا حالياً.
واعتبر «غويريني» أن التعزيز الصحيح لجهاز الردع والدفاع على الجانب الشرقي والذي على علاقة وثيقة بالوضع الحالي "صحيح".
وأشار إلى أن ما طلبته إيطاليا وحصلت عليه بفضل دعم الحلفاء الآخرين إسبانيا وفرنسا واليونان في المقام الأول هو أن حلف الناتو لا يتجاعل التهديدات التي يمكن أن تأتي أيضًا من اتجاهات أخرى بما في ذلك الجنوب، مشدداً على أن الأمن الأوروبي الأطلسي غير قابل لتقسيم، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وتابع: نتحدث عن بحر يمثل أكثر الطرق فائدة بين المحيط الأطلسي والمحيط الهندي والمحيط الهادئ مع وجود نقطة مرور إلزامية في مضيق صقلية، حيث يوجد نحو 20 في المائة من الحركة التجارية البحرية العالمية، فيما يمثل البحر المتوسط أمرًا أساسيًا للاقتصاد الوطني و من أجل رفاهية وازدهار الأعمال و المواطنين.
وأكد أن أفريقيا هي الاتجاه الذي "كنا نتطلع إليه باهتمام منذ فترة"، مشيراً إلى الوضع المتداخل لليبيا وهشاشة بعض الدول في منطقة جنوب الصحراء ووجود الجماعات الإرهابية و رياح الحرب في القرن الأفريقي و مشكلة القراصنة.
وأشار إلى أنه في ضوء غزو أوكرانيا، نشرت روسيا أسطولًا من القوة لم يسبق له مثيل في البحر المتوسط، موضحاً أن القوات الروسية تخضع للمراقبة المستمرة.
وتابع أن البحر المتوسط هو أحد أكثر البحار التي تخضع لحراسة مشددة. و تطرق إلى عملية حارس البحر التابعة لحلف الناتو والقوات البحرية الدائمة للحلف، وعملية ايريني الأوروبية لمراقبة حظر الأسلحة على ليبيا، والعمليات الوطنية المختلفة وأنشطة التدريب على أساس ثنائي متعدد الأطراف ما يضمن التقييم الصحيح للوضع ويطلق عليه "الوعي بالحالة".
وذكر أن الوجود البحري الروسي المهم بالتأكيد والذي يتخذ أحيانا موقف عدواني لا يقلق لأنه يخضع للمراقبة المستمرة ويتم تقييم كل شيء بشكل صحيح.
وحول مكافحة الإرهاب، جرى الإعلان عن انتهاء مهمة تاكوبا في الساحل، عملية أوروبية بقيادة فرنسا والتي شاركت فيها أيضًا إيطاليا ما يذّكر بالانسحاب من أفغانستان، لكنه وفقاً للوزير الإيطالي مختلف تماماً.
وشدد غويريني على أن إيطاليا ستواصل دعم كييف، مضيفاً: أعتقد أن إيطاليا فعلت ولا تزال تفعل ما عليها بما يتماشى مع دورها الدولي ومع ما يفعله حلفاؤنا وشركاؤنا.
وأشار إلى أنه عادة ما يتحدث مع نظيري الأوكراني والذي يشكره على المساعدة المقدمه، موضحاً أنه سيواصل دعم كييف بما يتماشى مع القرارات البرلمانية ووفقاً لنتائج الأحداث الدولية الأخيرة التي شاركت بلاده فيها.