في الواقع، قدّمت الأرجنتين وإيران طلبًا رسميًا للانضمام إلى نادي الدول السائرة في التطور السريع بوتيرة منتظمة. هاتان الدولتان، في حالة انضمامهما للمجموعة، ستمثل بالتالي %43٪من سكان العالم و %25 من الناتج المحلي الإجمالي. باختصار، قوة اقتصادية لا يستطيع العالم أن يتجاهلها إلا على مسؤوليته الخاصة. علاوة على ذلك، أعادت القمة التأكيد على المبادئ التوجيهية التي حدّدها الرئيس الصيني «شي جين بينغ» في خطاب التنصيب والترحيب: زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري بين الدول الأعضاء، وإعداد سلة العملات لمواجهة الدولار واليورو في التجارة الدولية، وفي الواقع، تأكيد الارتباط المميز مع روسيا، في ضوء نظام العقوبات الذي يهدد يوميًا بمزيد من التشديد.
باختصار، فإن الرواية القائلة بأن موسكو كانت ستعزل نفسها عن العالم بقرار مهاجمة أوكرانيا تتعارض في الواقع مع الواقع، ومع طلبات المرشحين الجديدين، وليستا دولتين صغيرتين. في الواقع، ستنضم الأرجنتين إلى البرازيل، مما يخلق نوعًا من العمود الفقري البديل للهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية. في حين أن إيران، من دون العقوبات، ستجلب وضعًا جيوسياسيًا آمنًا ضخمًا، ولو لموقفها الاستراتيجي ودورها الرئيسي في الطاقة العالمية والعمليات النووية. باختصار، تجنب ذكر ما حدث، لا يمكن تفسيره إلا من خلال بديلين، ضعف الأنظار للأخبار أو الاختيار الاستراتيجي، والثاني من أجل إخفاء نظام جديد من التوازنات العالمية تحت السجادة الجيوسياسية.
