"دير شبيغل" تنشر مضمون مكالمتين هاتفيتين ساد فيهما صراخ الرئيس الألماني مع نظيره الأوكراني - الإيطالية نيوز

"دير شبيغل" تنشر مضمون مكالمتين هاتفيتين ساد فيهما صراخ الرئيس الألماني مع نظيره الأوكراني

 الإيطالية نيوز، الأحد 10 يوليو 2022 - نشرت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية الأسبوعية رواية مكالمتين هاتفيتين عاصفتين بين الرئيس ألمانيا الاتحادية «فرانك فالتر شتاينماير» والرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي».


تم إجراء المكالمات من قبل الإدارة الرئاسية لكييف في محاولة لإعادة الاتصال برئيس الدولة الألماني بعد أن مُنع من الوصول إلى البلاد. منتهزا هذه المناسبة، ضغط الرئيس «شتاينماير» على نظيره الأوكراني، «زيلينسكي»، لتوضيح سبب إلغاء زيارته لكييف في منتصف أبريل في اللحظة الأخيرة، حسبما زعمت مجلة "دير شبيغل" الألمانية.


وزعمت وسائل الإعلام في تقريرها يوم الجمعة أن الزعيمين تحدثا عبر الهاتف في 5 مايو لمدة 45 دقيقة.


في بداية المحادثة، ورد أن «زيلينسكي» أعرب عن أسفه للطريقة التي تم بها ازدراء «شتاينماير» من قبل المسؤولين الأوكرانيين، وتحدث عن سوء فهم كبير. ثم شكر رئيس الدولة الأوكرانية برلين على كل المساعدات التي قدّمتها إلى كييف، وقال إنه سيكون سعيدًا بالترحيب بنظيره الألماني في العاصمة الأوكرانية، على سبيل المثال للاحتفالات في نفس الأسبوع بمناسبة نهاية الحرب العالمية الثانية.


يقال إن «شتاينماير» رفض الدعوة في مثل هذا الإخطار القصير، مع رد «زيلينسكي» المزعوم بأنه يمكن ترتيب موعد آخر لاحقًا.


ومع ذلك، وفقًا لـ "دير شبيغل"، فإن العرض لم يرض الرئيس الألماني، الذي أصر على أنه قبل الموافقة على أي أحداث مستقبلية، يجب توضيح سبب رفض زيارته لكييف أولاً.


وبحسب ما ورد، عرّف «شتاينماير» إلغاء دعوته لزيارة كييغف بمثابة "إهانة تاريخية" لرئيس دولة، لم يسمع به من قبل في وقت السلم. قال الرئيس الألماني، حسبما زُعم، إن مثل هذا الانتهاك غير المقبول للبروتوكول الدبلوماسي يستدعي تفسيرًا من جانب أوكرانيا.


وكما يوحي مقال الصحيفة الألمانية، عندما حاول «زيلينسكي» التذرع بالجهل بالقضية في منتصف أبريل، رد «شتاينماير»، الذي كان لديه كل التبادل الدبلوماسي المكتوب على المكتب، بقسوة: "أرجوك أن تعفي نفسك ونفسي من الحاجة لقراءتها كلها الآن."


بعد محاولة أخرى من قبل الرئيس الأوكراني لإرضاء زميله، ورد أن الرئيس الألماني ضغط على «زيلينسكي» مرة أخرى، ورد عليه نظيره في كييف "برد فعل مراوغ، ولكن ربما يكون متعبًا بشكل مناسب".


وفقا ل"دير شبيغل"، لا يزال العديد من الموظفين في مكتب الرئيس «شتاينماير» مندهشين من القسوة المطلقة التي أظهرها الرئيس الذي عادة ما يكون حذرا خلال تلك المكالمة الهاتفية. وبحسب ما ورد، فإن بعض المسؤولين "فخورون بعض الشيء" لأن رئيسهم لم يبتلع الإهانة ببساطة.


عندما تواصل المنفذ للحصول على تعليق رسمي، اكتفى مكتب «شتاينماير» بالقول إنه لا يشارك محتويات المحادثات السرية.


وأشار بيان صادر عن المسؤولين الألمان بعد تلك المكالمة الهاتفية في مايو إلى أن المحادثات كانت "مهمة للغاية" لكلا الزعيمين. وفقا لها، أعرب «شتاينماير» عن تضامنه مع أوكرانيا ودُعي إلى كييف.


كان الرئيس الألماني يعتزم القيام بزيارة إلى العاصمة الأوكرانية في 13 أبريل، مع نظيره البولندي ورؤساء إستونيا وليتوانيا ولاتفيا.

من اليمين إلى اليسار: ألار كاريس، رئيس إستونيا، إيغيلز ليفيتس، رئيس لاتفيا،  فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، أندريه دودا، رئيس بولندا، و جيتاناس نوسيدا، رئيس ليتوانيا.
ومع ذلك، في اليوم السابق لزيارته، أوضح المسؤولون الأوكرانيون أن «شتاينماير» "غير مرغوب فيه" في العاصمة الأوكرانية. وكان رئيس الدولة الألمانية قد تعرّض في السابق لانتقادات متكررة من قبل السلطات الأوكرانية بشأن علاقاته مع روسيا.


وفقًا لوسائل الإعلام الألمانية، لا يزال اسمه مرتبطًا في كييف بمحاولة تنفيذ اتفاقيات "مينسك" في دونباس، سنة 2016، والمعروفة باسم "صيغة شتاينماير". كما دعم خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط بين ألمانيا وروسيا، والذي ألغته برلين بعد فترة وجيزة من هجوم روسيا على جارتها.


تسبب الإلغاء المفاجئ لدعوة الرئيس من قبل كييف في حيرة و "غضب" المسؤولين الألمان، كما قال المستشار «أولاف شولتز» في وقت لاحق.


بدت العلاقات بين برلين وكييف متوترة إلى حد ما لبضعة أسابيع، ساد فيها انتشار اللغة غير الدبلوماسية والاتهامات المتبادلة.