«بايدن» يبدأ زيارة حساسة للسعودية ولا يتوقع تعهد نفطي فوري - الإيطالية نيوز

«بايدن» يبدأ زيارة حساسة للسعودية ولا يتوقع تعهد نفطي فوري

 الإيطالية نيوز، الجمعة 15 يوليو 2022 - وصل رئيس الولايات المتحدة «جو بايدن» إلى المملكة العربية السعودية يوم الجمعة لمناقشة إمدادات الطاقة وحقوق الإنسان والتعاون الأمني ​​في رحلة تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات الأمريكية مع دولة تعهّد ذات مرة بجعل وريث عرش الحكم فيها "منبوذًا" على المسرح العالمي، حسبما ذكرت "رويترز".


دفعت المصالح المتعلقة بالطاقة والأمن الرئيس ومساعديه إلى اتخاذ قرار بعدم عزل المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم وقوة إقليمية تعمل على تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.


لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي قلل من التوقعات بشأن أي زيادة فورية لإمدادات النفط للمساعدة في خفض التكاليف المرتفعة للبنزين وتخفيف التضخم الأمريكي الأعلى منذ أربعة عقود.


قال البيت الأبيض إن «بايدن» سيعقد اجتماعًا ثنائيًا مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» في القصر الملكي في جدة، ثم سيعقد الرئيس وفريقه جلسة عمل مع ولي العهد «محمد بن سلمان» والوزراء السعوديين في القصر.


تستضيف جدة اجتماعًا أكبر للزعماء العرب يوم السبت.



وفي تعليق عن الزيارة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي «جيك سوليفان» للصحفيين إن «بايدن» سيناقش أمن الطاقة مع قادة منتجي النفط الخليجيين ويأمل أن يرى "أوبك +" المزيد من الإجراءات لتعزيز الإنتاج، لكن من غير المرجح أن تكون هناك أي إعلانات ثنائية بشأن المحادثات.


وقال «سوليفان»: "نعتقد أن أي إجراء إضافي يتم اتخاذه لضمان وجود طاقة كافية لحماية صحة الاقتصاد العالمي، سيتم في سياق أوبك +". وأضاف "نأمل في أن نرى إجراءات إضافية من جانب أوبك + في الأسابيع المقبلة."


تجتمع مجموعة أوبك + التي تضم روسيا في 3 أغسطس المقبل.


ستتم مراقبة رحلة «بايدن» الحساسة عن كثب بحثًا عن لغة الجسد والخطاب وستختبر قدرته على إعادة العلاقات مع ولي العهد السعودي القوي.


وخلصت المخابرات الأمريكية إلى أن «محمد بن سلمان» وافق بشكل مباشر على مقتل «جمال خاشقجي» كاتب العمود في واشنطن بوست في 2018، بينما ينفي ولي العهد أن يكون له دور في القتل.


وشدد «سوليفان» على أن «بايدن» يريد "إعادة تقويم" علاقات واشنطن مع السعودية وعدم قطعها.


رفض مستشارو البيت الأبيض الإفصاح عما إذا كان «بايدن» سيصافح الأمير، الحاكم الفعلي للمملكة. ومن المقرر أن يلتقي «بايدن» مع مجموعة أوسع من القادة العرب في قمة في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر يوم السبت.


وقال مسؤول كبير في إدارة «بايدن» في وقت سابق "الرئيس سيلتقي نحو عشرة زعماء وسيحييهم كما يفعل عادة."


في بداية رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط، قال المسؤولون إنه سيتجنب الاتصالات الوثيقة، مثل المصافحة، كإجراء وقائي ضد كوفيد -19. لكن انتهى الرئيس بالمصافحة في إسرائيل.


وقال «بايدن» يوم الخميس إن موقفه من مقتل «خاشقجي» واضح "تماما". تعهد «بايدن» بجعل «محمد بن سلمان» "منبودًا" قبل أقل من عامين بعد مقتل الصحفي وأثناء حملته الانتخابية للرئاسة. 


قال «بايدن» إنه سيرفع قضية حقوق الإنسان في السعودية، لكنه لم يذكر على وجه التحديد ما إذا كان سيتطرق إلى قضية مقتل «خاشقجي» مع قادتها.


وجددت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، «ريما بنت بندر آل سعود»، في مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، "اشمئزاز" المملكة من القتل، واصفة إياه بأنه فظاعة شنيعة، وقالت إنه لا يمكن تعريف العلاقات الأمريكية السعودية. وقالت إنه لا ينبغي النظر إلى العلاقة في نموذج النفط مقابل الأمن "الذي عفا عليه الزمن وبلِيَ".


وأضافت: "لقد تغير العالم والمخاطر الوجودية التي تواجهنا جميعًا، بما في ذلك أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ، لا يمكن حلها من دون تحالف أمريكي سعودي فعال".


حركات "رائدة"

قال المسؤول في الإدارة إن «بايدن» سيشجع السلام وسيضغط من أجل شرق أوسط أكثر تكاملا خلال زيارته. وتشمل المواضيع تعزيز الهدنة في اليمن و "التوازن" في أسواق الطاقة والتعاون التكنولوجي في شبكات الجيل الخامس والسادس.


قبل الزيارة، قالت المملكة العربية السعودية إنها ستفتح مجالها الجوي لجميع شركات النقل الجوي، مما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل، فيما وصفه «بايدن» بأنه خطوة تاريخية ومهمة نحو بناء شرق أوسط أكثر تكاملاً واستقرارًا.


وقال «بايدن»: "سأفعل كل ما بوسعي، من خلال الدبلوماسية المباشرة والمشاركة بين القادة، لمواصلة دفع هذه العملية الرائدة".


وسيكون أول رئيس أمريكي يطير من إسرائيل مباشرة إلى جدة، وهي خطوة يقول البيت الأبيض إنها تمثل "رمزًا صغيرًا" لتدفئة العلاقات الإسرائيلية السعودية. قبل عامين، أعطت الرياض إيماءة ضمنية للإمارات العربية المتحدة والبحرين لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.


أسست الصفقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة والمعروفة باسم اتفاقيات أبراهام محوراً جديداً في المنطقة، حيث تشارك دول الخليج إسرائيل مخاوفها بشأن برامج إيران النووية والصاروخية وشبكة الوكلاء. تنافست المملكة العربية السعودية السنية وإيران الشيعية لسنوات على النفوذ الإقليمي، لكنهما بدأتا محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوترات.


وقال السفير السعودي إن الجهود الأمريكية السعودية لضمان السلام والأمن يجب أن تركز على تعزيز التعاون و "تعزيز نظام قائم على القواعد" لمواجهة "رؤية الفوضى التي تروج لها إيران".


خلال زيارته لإسرائيل، وقّع «بايدن» ورئيس الوزراء «يائير لابيد» على تعهد مشترك برفض أسلحة إيران النووية، وهو ما نفته الجمهورية الإسلامية.