أظهرت بيانات الجمارك الصينية أن شحنات الرقائق الدقيقة من الصين إلى روسيا تضاعفت أكثر من الضعف، أي ما يقرب من 50 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022 مقارنة بالعام السابق، بينما خضعت صادرات المكونات الأخرى، مثل لوحات الدوائر المطبوعة، التي ارتفعت إلى ضعف النسبة المئوية المسجلة سابقا.
في المقابل، وفيما يتعلق بالطاقة، تقوّض روسيا المملكة العربية السعودية وتصبح المورد الرئيسي للنفط للصين على الرغم من العقوبات الأمريكية وحلفائها ضد موسكو لعدوان أوكرانيا.
تتلقى مصافي التكرير في بكين إمدادات النفط الروسية بخصم حاد في الأسعار، مما دفع واردات البلاد ترتفع إلى نسبة %55 سنويًا في شهر مايو وحده.
على العموم، بلغ إجمالي مشتريات النفط الروسي، بما في ذلك الإمدادات عبر خط أنابيب شرق سيبيريا والمحيط الهادئ والشحن، ما يقرب من 8.42 مليون طن، وفقًا للأرقام الصادرة منذ ما يقرب من نصف شهر عن الإدارة العامة للجمارك الصينية.
كما بلغت الشحنات من روسيا إلى الصين ما يقرب من 2 مليون برميل يوميًا، بزيادة بنحو %25 من 1.59 مليون في أبريل. من بين الشركات المملوكة للدولة في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط في العالم، نشطت شركة التكرير العملاقة Sinopec و Zhenhua Oil، في اتجاه تغذيه التخفيضات الضخمة بعد انسحاب شركات النفط الغربية والشركات التجارية الكبرى بسبب العقوبات.
في هذا الصدد، بلغت تخفيضات الأسعار ذروتها بنسبة %30، مما ساعد موسكو على إبقاء التدفقات النقدية عند مستويات مناسبة في خضم المجهود الحربي: جمع الكرملين نحو 20 مليار دولار في مايو من صادرات النفط الخام.
إن تحرك بكين نحو الشريك "اللامحدود" هو أيضًا جزء من الموقف الدقيق للقيادة الشيوعية بشأن الصراع الأوكراني، والذي شهد تقديم الرئيس «شي جين بينغ» دعمًا قويًا في مكالمته الهاتفية الأخيرة مع نظيره «فلاديمير بوتين».
وانتقدت الصين تدريجياً العقوبات الغربية ووصفتها بـ "الإرهاب المالي" و "التسلح الاقتصادي"، ثم هاجمت إمدادات الأسلحة إلى كييف، من جهة، لأنها تؤجج الحرب ولا تحث على السلام، ومن جهة أخرى، لأنها قد تصل إلى أيدي متطرفين وتجار الأسلحة في السوق السوداء.