الإيطالية نيوز، الأحد 12 يونيو 2022 - إلى جانب أزمة القمح التي سيتم حلها، يواصل الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» السعي للحصول على دعم قوي لشؤونه المالية التي تعاني من انقطاع النفس، بينما يمكن تمديد الاتفاقيات الإبراهيمية إلى الهند.
ويتجلى ذلك في القمة المحتملة للتوائم الأربعة إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية والهند خلال زيارة الرئيس الأمريكي «جو بايدن» للأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف إسرائيل، التي تحدث خلال أسبوعين.
تضخم قياسي ورد فعل العائلات والشركات
كان يوم الثلاثاء 7 يونيو يومًا آخر معقدًا لليرة التركية. بعد أزمة العملة المزدوجة في 2021 و 2018، أدى التضخم الذي خرج عن السيطرة الآن إلى خسارة %15 من قيمته أمام الدولار منذ بداية مايو.
وبذلك جرى تداول الليرة بانخفاض بنسبة %2.3 إلى 17.15 للدولار. وهذا يعزز وعي المستثمرين بأن الوقت قد حان للتخلص من انخفاض قيمة العملة، المتأثرة بالتضخم القياسي وعجز الحكومة عن وقف الزيادات غير المنضبطة في الأسعار.
من ناحية، أعلنت الحكومة أنها تريد خفض التكاليف المالية وتحفيز النمو الاقتصادي، لكنها من ناحية أخرى لا تمارس سياسات مصرفية مستدامة، لأن مجلس إدارة البنك المركزي يستجيب للمزاج الرئاسي بدلاً من القواعد الفنية. كلمات «أردوغان» الأخيرة لا تساعد: قال إن معتقداته الدينية تتطلب منه عدم الموافقة على زيادة أسعار الفائدة، مما تسبب في رد فعل غاضب من الشركات والعائلات التي تجد نفسها في صعوبة موضوعية.
تركيا تدعو الهند وهذه الأخيرة ترد
تريد أنقرة إقامة المزيد من العلاقات مع نيودلهي لأنها أدركت أنه إذا وُلدت مجموعة رباعية مثل تلك الموجودة بين الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند في دولة معادية للصين، فإن هذه الدولة الواقعة على مضيق البوسفور سوف يتم سحقه بشكل لا يمكن إصلاحه.
لكن رئيس الوزراء الهندي «مودي» لم ينس الدعم التركي لباكستان عندما قررت نيودلهي رفع الوضع الخاص لجامو وكشمير في عام 2019. بعد اثني عشر شهرًا، كان أداء «أردوغان» أسوأ إن أمكن، عندما ساوى بين كفاح كشمير الباكستانية والدفاع عن وطن الإمبراطورية العثمانية في حملة «جاليبولي» ضد فرنسا وروسيا وبريطانيا العظمى بمناسبة الحرب العالمية الأولى. هذه التصريحات في الحقيقة خطوة دبلوماسية تركية لم تمر مرور الكرام في الهند.
من بين أمور أخرى، الهند هي لاعب على طاولة القمح، منذ أسبوعين أعلنت حظرا على بيع القمح "لإدارة الأمن الغذائي العام للبلاد". هذه خطوة قومية لها تداعيات، بينما على الجبهة الداخلية التركية يبرز تقرير الأمم المتحدة عن الفقر في البلاد: ما يقرب من 15 مليون مواطن لديهم نظام غذائي غير كاف، كما ورد في خريطة الجوع الحية لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة. في الأشهر الثلاثة الماضية وحدها، دخل نصف مليون تركي في دوامة سوء التغذية، بما في ذلك %1.7٪من الأطفال من دون سن الخامسة وما يصل إلى %6 من الأطفال الأتراك يعانون من سوء التغذية المزمن.