«شي» يحذر «بايدن»: "الولايات المتحدة 'تلعب بالنار عندما يتعلق الأمر بتايوان وكل من يلعب بالنار سيحترق" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

«شي» يحذر «بايدن»: "الولايات المتحدة 'تلعب بالنار عندما يتعلق الأمر بتايوان وكل من يلعب بالنار سيحترق"

 الإيطالية نيوز، الإثنين 23 مايو 2022 - حذر الزعيم الصيني «شي جين بينغ» الرئيس «جو بايدن» من أن إدارته "تلعب بالنار" على إثر الابتزاز عن طريق استخدام تايوان، التي تعتبرها الصين مقاطعة انفصالية. وحث «شي» الولايات المتحدة على عدم تشجيع استقلال تايوان، واصفا إياه بأنه "خطير".


ونقلت وكالة أنباء الصين "شينخوا" الرسمية عن «شي» قوله خلال اجتماع افتراضي مع «بايدن»، اليوم الاثنين، "مثل هذه التحركات خطيرة للغاية مثل اللعب بالنار". وأضاف "كل من يلعب بالنار سيحترق".


وقال «شي» "لدينا صبر وسنسعى جاهدين من أجل آفاق إعادة التوحيد السلمي بأقصى قدر من الإخلاص والجهود". "ومع ذلك، إذا استفزتنا القوى الانفصالية من أجل" استقلال تايوان "أو فرضت علينا أيدينا أو حتى تجاوزت الخط الأحمر، فسنضطر إلى اتخاذ إجراءات حازمة".


وقال البيت الأبيض في بيان يتطرق للاجتماع إن «بايدن» "يعارض بشدة الجهود الأحادية الجانب لتغيير الوضع الراهن أو تقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".


لم تؤيد الولايات المتحدة الدعوات المطالبة باستقلال تايوان، ولديها سياسة طويلة الأمد تتمثل في تركها غير واضحة كيف سترد إذا حاولت الصين الاستيلاء على الجزيرة المحكومة ديمقراطيًا التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة. أرسل «بايدن» مؤخرًا إشارات متضاربة حول هذا الموقف.


وصلت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى مستويات تاريخية في السنوات الأخيرة، ولا تزال تايوان في قلب الخلافات العديدة بين القوتين الرئيسيتين.


في عام 1979، أقامت الولايات المتحدة رسميًا علاقات مع الحكومة الشيوعية الصينية وقطعت العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع تايوان. لكن واشنطن استمرت في الحفاظ على علاقات غير رسمية ولكن قوية مع تايوان. والولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة. إذ بموجب قانون العلاقات مع تايوان لعام 1979، تلتزم الولايات المتحدة بتزويد تايوان بأسلحة دفاعية.


ينص القانون على أن "الولايات المتحدة ستوفر لتايوان مثل هذه المواد الدفاعية والخدمات الدفاعية بالكمية التي قد تكون ضرورية لتمكين تايوان من الحفاظ على قدرة كافية للدفاع عن النفس".


لقد دفعت الصين الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا لوقف بيع الأسلحة لتايوان، محذرة من أنها قد تثير نزاعًا أوسع. قدمت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة أسلحة متطورة مثل مقاتلات F-16 ودبابات القتال الرئيسية وصواريخ Harpoon المضادة للسفن المفيدة لصد غزو أكبر بحرية في العالم. وفي الوقت نفسه، تحت قيادة «شي»، أصبح الجيش الصيني عدوانيًا بشكل متزايد اتجاه تايوان - فقد أرسل عددًا من موجات كبيرة من الطائرات العسكرية إلى منطقة الدفاع الجوي بالجزيرة الشهر الماضي.


كما أدلى «بايدن» بتصريحات أخيرة تتعارض مع سياسة الحكومة الأمريكية طويلة الأمد المتمثلة في "الغموض الاستراتيجي" اتجاه تايوان. ببساطة ، لطالما كانت الولايات المتحدة غامضة عن قصد بشأن ما إذا كانت ستصل إلى الدفاع عن تايوان إذا تعرضت للهجوم. لكن يبدو أن «بايدن» الشهر الماضي ألزم الولايات المتحدة بالدفاع عن تايوان، مما دفع البيت الأبيض إلى التراجع عن تصريحاته وذكر أنه لم يكن هناك تغيير في السياسة.


كتب الرئيس، الذي تم تحديد مسيرته السياسية الطويلة من نواح كثيرة من خلال التركيز على السياسة الخارجية، في عام 2001 مقال رأي انتقد الرئيس آنذاك «جورج دبليو بوش» لقوله إن الولايات المتحدة ستفعل "كل ما يلزم" للدفاع عن تايوان.


كتب «بايدن» في ذلك الوقت: "الكلمات مهمة". "هناك فرق كبير بين الاحتفاظ بحق استخدام القوة وإلزام أنفسنا، مسبقًا، بالدفاع عن تايوان. يجب ألا يتنازل الرئيس لتايوان، ناهيك عن الصين، عن القدرة تلقائيًا على جرنا إلى الحرب عبر مضيق تايوان".


باختصار، انتقد «بايدن» «بوش» لتقديمه إشارات متضاربة بشأن تايوان كرئيس، وفعل الشيء نفسه عندما كان في البيت الأبيض.


وفي تعليق عن هذا الشد السياسي الصيني أمريكي، أكد كبار خبراء جيوسياسيون في الصين على أهمية الرسائل الواضحة من الولايات المتحدة بشأن تايوان. في هذا الصدد، قالت «بوني غلاسر» (Bonnie Glaser)، مديرة برنامج آسيا في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، مؤخرًا لـ "إنسايْدر": "من المهم أن يكون للولايات المتحدة سياسة واضحة ورسائل متسقة إلى الصين وتايوان وبقية العالم بشأن هذه القضية لأنها على الأرجح القضية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى صراع عسكري أمريكي صيني." كما أكد «ماثيو فونايول» (Matthew Funaiole)، زميل بارز في مشروع الطاقة الصيني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن "نهج الولايات المتحدة المشوش أو الغامض اتجاه تايوان يضعف الردع".


وأضاف «ماثيو فونايول»: "لدى الولايات المتحدة سياسة طويلة الأمد من الغموض الاستراتيجي فيما يتعلق بما إذا كانت ستتدخل إذا هاجمت الصين تايوان. لقد خدمت هذه السياسة الولايات المتحدة جيدًا في الماضي وستستمر في خدمة المصالح الأمريكية في المستقبل. ولكي ينجح ذلك، فإن واشنطن يجب أن يكون خطها السياسي متسقًا." 


على الرغم من أن «شي» اتخذ نبرة حادة بشأن قضية تايوان، إلا أن الزعيم الصيني و«بايدن» كانا ودودين نسبيًا في اجتماعهما الافتراضي غير المثمر إلى حد كبير يوم الثلاثاء. وأشار «شي» إلى «بايدن» باعتباره "صديقًا قديمًا"، مضيفًا أن "الصين والولايات المتحدة بحاجة إلى زيادة التواصل والتعاون"، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".


«بايدن»، الذي جعل تحدي النفوذ العالمي المتنامي للصين أولوية قصوى، افتتح الاجتماع بالقول "كما قلت من قبل، يبدو لي أن مسؤوليتنا كقادة للصين والولايات المتحدة هي ضمان المنافسة بين بلادنا لا تنحرف الى صراع سواء كان مقصودا او غير مقصود". وأضاف "مجرد منافسة بسيطة ومباشرة".