وفي ختام الاجتماع أكدت الزعيمتان على أن هجوم روسيا على أوكرانيا كسّر الحيز الأمني لكلا البلدين وأجبرهما على إعادة النظر في مشاركتهما في الحلف الأطلسي. وقالت «مارين»: "لقد غيّر هجوم روسيا على أوكرانيا بيئتنا الأمنية تمامًا" و "لم يكن هناك عودة للوراء، علينا أن نقرر ما إذا كنا سنقدّم طلبًا لنيل العضوية الناتو أو نستمر في طريقنا الحالي".
علاوة على ذلك، عبّر القادة الثلاثة خلال هذا الاجتماع عن الصداقة والتقارب بين بلدانهم، وفي بداية الاجتماع أبرز «شولتز» أهمية فنلندا والسويد باعتبارهما "شريكين وثيقين وأعضاء مهمّين في الاتحاد الأوروبي". بالإضافة إلى ذلك، أشارت أندرسون» إلى أنه على الرغم من حل القضايا الأمنية على المستوى الوطني، يتم تنسيق العديد من القضايا بشكل وثيق مع فنلندا.
كيف تتكيف روسيا مع الجغرافيا السياسية الحالية؟
أصبحت الطموحات الإقليمية ل«فلاديمير بوتين» تشكل تهديدًا حقيقيًا لجميع دول البلطيق. منذ غزو أوكرانيا، تخشى دول أخرى قريبة من روسيا ولا تنتمي إلى الناتو أن تمتد الهجمات إلى دول أخرى قريبة من روسيا. تعدّ فنلندا واحدة من هذه الدول المهدَّدة بشكل مباشر لأنها تشترك في حدود 1300 كيلومتر مع روسيا، والتي تحركت بالفعل، مما أدى إلى تقليص الأراضي الفنلندية بعد الحرب العالمية الثانية، والتي وضعت هذه الدول على جانبين متعارضين.
دفع الخوف من العدوان الروسي السويد وفنلندا إلى إعادة النظر في عضويتهما في الحلف الأطلسي، الذي تنتمي إليه بالفعل دول الشمال الأوروبي الأخرى مثل النرويج وأيسلندا والدنمارك وألمانيا.
ووفقًا لإحدى الصحف الفنلندية الرئيسية "Iltalehti"، سيقرر البرلمان الفنلندي في 12 مايو التقدم بطلب للحصول على عضوية الناتو. إذا انضمت فنلندا إلى الحلف، فمن المتوقع أن تطلب السويد منها أيضًا تجنب كونها الدولة الشمالية الوحيدة خارج الناتو. قد يأتي هذا القرار في وقت يؤيد فيه المواطنون السويديون الانضمام إلى التحالف في أعقاب التهديد الروسي.
الاقتصاد العالمي وتغيّر المناخ ومواضيع أخرى
علق «شولتز» في نهاية الاجتماع بأنه جرت مناقشة موضوعات أخرى ذات أهمية، مثل "النموذج الاقتصادي الألماني والتحديات الجديدة للاقتصاد العالمي"، واعتبر "الغزو الروسي لأوكرانيا لا يعرّض الأمن القومي لبعض الدول للخطر فحسب، بل يشكل أيضًا صعوبة إضافية للاقتصاد الألماني، خاصة فيما يتعلق بواردات الوقود الرخيصة." في أعقاب الغزو، تعرضت ألمانيا لضغوط من أوكرانيا وحلفائها للاستيلاء على مصادر الطاقة الروسية. في مواجهة هذه الضغوط، تحركت الحكومة الألمانية وتعلن الآن أنها مستعدة لدعم حظر الاتحاد الأوروبي المحتمل أو الحظر الجزئي على شحنات النفط الروسية. في غضون ذلك، يتصاعد التوتر بين دول الاتحاد فيما يتعلق بشراء الغاز والوقود من روسيا، بسبب الطلب الروسي بالدفع بالروبل.