الإيطالية نيوز، الثلاثاء 3 مايو 2022 - قال رئيس الوزراء «ماريو دراغي»، متحدثًا أمام الجلسة العامة لبرلمان الاتحاد الأوروبي، مستخدما أسلوبا دبلوماسية، بأن "مساعدة أوكرانيا تعني قبل كل شيء العمل من أجل السلام."
وأضاف:"إن أولويتنا هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وإنقاذ الأرواح والسماح لتلك التدخلات الإنسانية لصالح المدنيين والتي تعتبر اليوم وما زالت صعبة للغاية".
وشدد رئيس مجلس الوزراء الإيطالي بعد ذلك على أن "الهدنة ستعطي زخما جديدا للمفاوضات التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن. يمكن لأوروبا ويجب عليها أن تلعب دورا مركزيا في تعزيز الحوار ".
كما أكد «دراغي» أن هذا هو موقف بلادنا: "إيطاليا، كدولة مؤسِّسة للاتحاد الأوروبي، كدولة تؤمن بعمق بالسلام، مستعدة للالتزام على خط المواجهة للتوصل إلى حل دبلوماسي".
ثم انفتح «دراغي»، مرة أخرى أمام برلمانيي الاتحاد الأوروبي، على مراجعة المعاهدات للتعامل مع حالة الطوارئ هذه. وقال "المؤسسات الأوروبية خدمت المواطنين الأوروبيين بشكل جيد، لكنها غير ملائمة للواقع الذي نواجهه اليوم. نحن بحاجة إلى فدرالية براغماتية". وأضاف أنه إذا كان "هذا يتطلب بداية مسار يؤدي إلى مراجعة المعاهدات، فينبغي تبنيه بشجاعة وثقة". ولكن قبل كل شيء، كان طلب رئيس الوزراء الإيطالي "التغلب على مبدأ الإجماع، الذي يؤدي إلى منطق حكومي دولي يتكون من عمليات النقض المتقاطعة، والتحرك نحو قرارات تتخذها أغلبية مؤهلة".
قبل كلمة «دراغي» بوقت قليل، دعا رئيس الوزراء البريطاني «بوريس جونسون»، متحدثًا عبر رابط فيديو إلى البرلمان الأوكراني، بدلاً من ذلك إلى "انتصار كييف" واستخدم نغمات متناقضة تمامًا. في غضون ذلك، في نحو الساعة 12، أجرى الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» مكالمة لمدة ساعتين مع «فلاديمير بوتين»: إشارة يمكن أن تظهر إعادة فتح شكل من أشكال الحوار.
الحرب في أوكرانيا وإصلاحات مؤسسات الاتحاد الأوروبي
تناول رئيس الوزراء الإيطالي الأزمة في أوكرانيا فوصفها في كلمته بأنها "واحدة من أخطر الأزمات في تاريخ" أوروبا. أزمة إنسانية وأمنية وطاقية واقتصادية. وهذا يحدث بينما لا تزال بلداننا تكافح عواقب أكبر حالة طوارئ صحية في المائة عام الماضية. لذا دعا إلى التسلح بـ "نفس الاستعداد والتصميم ، ونفس روح التضامن، يجب أن يوجهنا في التحديات التي نواجهها اليوم".
لقد خدمت المؤسسات التي بناها أسلافنا على مدى العقود الماضية المواطنين الأوروبيين جيدًا، لكنها غير كافية للواقع الذي نواجهه اليوم نظرا لمرور الإطار الجيوسياسي بتحول سريع وعميق. لذا، يجب أن نتحرك بأقصى سرعة، وأن نتأكد من أن إدارة الأزمات التي نمر بها لا توصلنا إلى نقطة البداية، ولكنها تسمح بالانتقال نحو نموذج اقتصادي واجتماعي أكثر عدلاً واستدامة."
وأضاف قائلا: "نحن بحاجة إلى فدرالية براغماتية تشمل جميع المجالات المتأثرة بالتحولات الجارية - من الاقتصاد إلى الطاقة إلى الأمن. إذا كان هذا يتطلب بداية مسار يؤدي إلى مراجعة المعاهدات، فيجب تبنّيه بشجاعة وثقة حتى تتوفر لدينا القدرة على إيجاد حلول في الوقت المناسب لمشاكل المواطنين".
الغاز: الاتحاد الأوروبي ينظر إلى البحر الأبيض المتوسط
في حديثه عن خفض واردات الوقود الأحفوري من روسيا، لاحظ «دراغي» بعد ذلك أنه "يجعل من الحتمي أن تتطلع أوروبا إلى البحر الأبيض المتوسط لتلبية احتياجاتها. وقال:"إنني أشير إلى حقول الغاز، كوقود انتقالي، ولكن قبل كل شيء إلى الفرص الهائلة التي توفرها مصادر الطاقة المتجددة في إفريقيا والشرق الأوسط. تتمتع دول جنوب أوروبا، وإيطاليا على وجه الخصوص، بموقع استراتيجي لجمع إنتاج الطاقة هذا والعمل كجسر إلى بلدان الشمال." وأوضح أن "مركزية الغد لدينا تمر من خلال الاستثمارات التي سنكون قادرين على القيام بها اليوم."