الإيطالية نيوز، الإثنين 2 مايو 2022 - ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، بأن السلطات التنظيمية الصينية ورؤساء البنوك الوطنية والمؤسسات الأجنبية الموجودة في البلاد عقدت اجتماعا طارئا لمناقشة كيفية حماية الأصول الصينية في الخارج من العقوبات الأمريكية الافتراضية المشابهة لتلك التي فرضتها واشنطن مؤخرًا على روسيا في أعقاب الصراع الأوكراني.
وسرعان ما قيل سبب هذا التخوف يعزى إلى شعور المسؤولين الصينيين بالقلق من احتمال أن يتم اتخاذ نفس الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد موسكو، في المستقبل غير البعيد، ضد بكين في حالة نشوب صراع عسكري إقليمي أو أزمة أخرى.
نتذكر أن إدارة الرئيس «شي جين بينغ» حافظت على دعمها الثابت لـ «فلاديمير بوتين» خلال الأزمة الأوكرانية، على الرغم من أن البنوك والشركات الصينية ظلت حذرة من التعامل مع الكيانات الروسية على وجه التحديد خوفًا من فرض عقوبات أمريكية.
ووفقًا للمعلومات التي جمعتها الصحيفة بالمهتمة بالشؤون المالية، فقد عُقد الاجتماع في 22 أبريل وشهد، من بين أخرين، مشاركة مسؤولين من البنك المركزي الصيني ووزارة المالية، فضلاً عن مسؤولين تنفيذيين من عشرات مؤسسات الائتمان المحلية والدولية مثل المصرف "إتش إس بي سي" (HSBC) المُشتق مِن الأحرف الأولى لِشَرِكَة "هونغ كونغ وشنغهاي لِلخِدماتِ المصرفيّة"، وهو بنك استثماري بريطاني متعدد الجنسيّات وشركة قابضة لِلخِدماتِ الماليَّة، وَهُوَ أكبر بنك في أوروبا. من جانبها ، أفادت وزارة المالية أن جميع البنوك الكبرى العاملة في الصين كانت ممثلة في الاجتماع.
في الوقت الحالي على الأقل، لا يوجد خطر في الأفق من أن الولايات المتحدة قد تفرض عقوبات على بكين مماثلة لتلك المعلنة في محاولة لإضعاف الاقتصاد الروسي. ومع ذلك، وأيضًا وقبل كل شيء في ضوء التوترات الدولية العديدة، لا يمكن للقيادة الصينية أن تتقاعس في التفكير في أسوأ سيناريو، حتى ولو كان ذلك لتجنب الوقوع في حالة عدم الاستعداد في حالة الانهيار الدبلوماسي المفاجئ.
وبعد ذلك، بالعودة إلى الاجتماع، أوضحت المصادر التي استمعت إليها "الفاينانشيال تايمز" أن القمة افتتحت بتصريحات مسؤول رفيع في وزارة المالية قال إن إدارة الرئيس «شي» وضعت في حالة تأهب من قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على تجميد الأصول الدولارية للبنك المركزي الروسي. بعبارة أخرى، الخوف الذي أظهره التنين الأسيوي بسيط بقدر ما هو مفهوم: ماذا قد يحدث إذا ذلك الذي تعاني منه روسيا قد تعاني منه أيضا الصين بدورها؟
لم يذكر المشاركون أي سيناريوهات معينة، ولكن يُعتقد أن العامل التخريبي قد يكون غزوًا نهائيًا لـ "تايوان". إذا هاجمت الصين "تايوان"، فإن الفصل بين الاقتصادات الصينية والغربية سيكون أكثر خطورة من الفصل الذي حدث بين الاقتصادات الغربية نفسها وروسيا. هذا لأن البصمة الاقتصادية للصين تؤثر على كل جزء من العالم".
الحلول والتدابير المضادة
طلب «يي هويمان» و«شياو جانج»، على التوالي الرئيس والرئيس السابق للجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية، من ممثلي البنوك تقديم كيف يمكنهم العمل لحماية الأصول الصينية في الخارج، ولا سيما احتياطياتها البالغة 3.2 تريليون دولار. ما يجب القيام به، كيف يتصرفون.
وبحسب المصادر التي استمعت إليها "فاينانشيال تايمز" نفسها، اقترح بعض ممثلي مؤسسات الائتمان الحاضرين في الاجتماع مطالبة الشركات المصدرة بتبادل جميع عائداتها بالعملة الأجنبية بالرنمينبي، بينما اقترح آخرون خفض حصة الـ 50 ألف دولار التي يمكن للمواطنين الصينيين شراؤها كل عام للسفر إلى الخارج والتعليم. من ناحية أخرى، فإن إمكانية تنويع الاحتياطيات إلى "الين الياباني" أو "اليورو" لن تكون ممكنة. أخيرًا، رفض البعض فكرة أن الولايات المتحدة قادرة على قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين، نظرًا لوضعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم وعلاقات تجارية وثيقة.
قال مصدر آخر من "الفاينانشيال تايمز" إن "النظام المصرفي الصيني غير مستعد لتجميد أصوله الدولارية أو استبعاده من نظام سويفت" كما حدث في حالة روسيا، ولهذا السبب بدأت الصين في التحقيق في جميع الفرضيات لتجنب أي احتمال لمخاطرة.