الآن، تُظهر صورة الأقمار الصناعية التي التقطت قبل ساعات قليلة ما يحدث في المياه الإيطالية، وبالتحديد على البحر الأيوني بالقرب من ساحل كالابريا: "التحدي هو بين حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، التي تراقبها المدمرة الروسية "كولاكوف".
الفرق بين "ترومان" و"كولاكوك"
تبدو وكأنها لعبة شطرنج، ينتظر المرء تحركات الآخر، وينظر إلى مسافة. حاملة الطائرات "ترومان" هي الرائد في انتشار الناتو في البحر الأبيض المتوسط: كما ذكرت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية، فهي تمتلك قاذفات مقاتلة من طراز "F18 هورنت" توجهت إلى البحر الأسود ودول البلطيق "للتدريب" إذا تدخلت لمساعدة الدول الأقرب إلى مناطق الحرب. من ناحية أخرى، فإن "كولاكوف" هي سفينة من الحقبة السوفيتية تم تحديثها بالكامل في عام 2010: وفقًا لمطلعين، فهي مجهزة أيضًا بصواريخ "كاليبر كروز"، وهو السلاح نفسه الذي يضرب به الروس مناطق في أوكرانيا. تتحرك هذه السفينة في الوقت نفسه الذي تتحرك فيه "الطراد فارياغ"، وهي سفينة حربية كبيرة قادرة على الاشتباك مع أهداف متعددة آن واحد وبالتالي يطلق عليها "قاتل حاملة الطائرات".
ما هي المهمة الروسية المزدوجة
"الطراد فارياغ" هي ثالث أكبر سفينة من فئة "اسْلاڤا" لطرادات الصواريخ الموجهة التي تم تصميمها للبحرية السوفيتية التي تخدم الآن البحرية الروسية. يوجد «بوتين» في المياه الإيطالية منذ فبراير، وقد نشر قوة بحرية لم يسبق لها مثيل من قبل بما في ذلك الطرادات والمقاتلات والفرقاطات والغواصات، ومن المحتمل أن تكون إحداها تعمل بالطاقة النووية أيضًا. كما تم تجهيز جميع هذه المركبات بصواريخ "كاليبر كروز"، وهي عائلة صواريخ "كروز" الروسية. لماذا هذا الاكتظاظ في البحر المتوسط؟ لسببين: الأول السيطرة على تحركات الناتو، والثاني التدخل لمنع دخول البحر الأسود. أما فيما يتعلق بحاملة الطائرات الأمريكية "ترومان"، حاملة الطائرات الثامنة من فئة "نيميتز" التابعة للبحرية الأمريكية، سُمّيت على اسم «هاري ترومان»، وهو الرئيس الثالث والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، تولى المنصب من 12 أبريل 1945 حتى 20 يناير 1953. "ترومان"، بانتظار التعزيزات الأمريكية لقاذفات بي 52 التي تحلق فوق مناطق تواجد الأطقم الروسية.
يرى الوضع الحالي أن السفينتين الحربيتين الروسيتين "فارياغ" "وكولاكوف" تطاردان حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" في البحر الأيوني. لكن الأمر ليس بهذه البساطة بالنسبة لموسكو لأن الإقامة الطويلة في البحر تخلق مشاكل لأسطول «بوتين» الذي لا يمكنه الوصول إلى شبه جزيرة القرم لأن تركيا تمنع عبور الوحدات العسكرية لمضيق البوسفور. في ظل هذه الفوضى، يراجع البنتاغون أيضًا أولوياته: فوجئت ترومان بالأزمة الأوكرانية أثناء وجودها في مياه الخليج الفارسي، حيث تلقى طاقمها أمرًا بالتوقف، ثم انضم إليها بعد ذلك بعض الطرادات.