لماذا التقى «بوتين» بالمستشار النمساوي ولم يلتق بقادة غربيين آخرين؟ - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الثلاثاء، 12 أبريل 2022

لماذا التقى «بوتين» بالمستشار النمساوي ولم يلتق بقادة غربيين آخرين؟

 الإيطالية نيوز، الثلاثاء 12 أبريل 2022 - لماذا التقى «بوتين» بالزعيم النمساوي وليس بالآخرين؟ يكمن السبب في الوضع الحيادي للنمسا، وهي دولة أوروبية لا تنتمي إلى الناتو والتي - نتيجة لذلك - كانت قادرة على الحوار مع الكرملين من دون القيود التي يفرضها تحالف عسكري معاد لروسيا.


وكان لقاء أمس بين المستشار النمساوي «كارل انهامّر» (Karl Nehammer) والرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» (Vladimir Putin) في موسكو "صعبًا للغاية" و "غير ودّي". أعلن عن ذلك - كما أوردته صحيفة "كرونين تسايتونغ" النمساوية - رئيس حكومة فيينا في نهاية مواجهة وجهاً لوجه نوقشت فيها العقوبات وجرائم الحرب، لكنها مثّلت الاجتماع الأول بين زعيم أوروبي و رئيس الكرملين. لم تكن نتيجة القمة بين الاثنين سعيدة، لكن من الصعب الحديث عن زخة باردة في ظل الظروف.


زيارة «نهامّر» كانت أول زيارة لموسكو من قبل رئيس حكومة في الاتحاد الأوروبي منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، في 24 فبراير، وكان رد فعل موسكو قاسياً للغاية ليس بسبب الموقف الذي تشغله النمسا، فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي. بينما كان المستشار جالسا على طاولة مع «بوتين»، في الواقع، أصدر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، «جوزيب بورّيل»، بيانًا رمزيًا إلى حد ما حول نوايا "القارة العجوز": "دعونا لا نتمسّك بأي أوهام، روسيا ستكون قادرة على دعم الحرب أيضا حتى مع فرض عقوبات على الغاز. لذا، حان الوقت الآن لمنح أوكرانيا المزيد من الأسلحة".


كما كان «نهامّر» قد نشر تغريدة في الـ10 أبريل معلناً فيها عن زيارته لموسكو، وقال فيها: "سألتقي بفلاديمير بوتين في موسكو غدا. نحن محايدون عسكرياً لكن موقفنا واضح من حرب العدوان الروسية على أوكرانيا. عليه أن يتوقف! إنها بحاجة إلى ممرات إنسانية ووقف إطلاق نار وتحقيقات كاملة في جرائم الحرب."


في الواقع، وقعت فيينا على "إعلان الحياد" الدائم في 26 أكتوبر 1955، تلزمها بعدم الانضمام إلى التحالفات العسكرية في وقت السلم (يحظر القانون النمساوي صراحة إقامة قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي الوطنية)، وتأكيد رغبتها في البقاء خارج نطاق أي صراع مستقبلي".


لم يكن الخيار النمساوي خيارًا حرًا، بل كان بمثابة حل وسط سياسي: "لقد كان نتيجة للاحتلال العسكري للأحزاب الأربعة (الولايات المتحدة، والبريطانية، والفرنسية، والسوفياتية) في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والتي استطاعت النمسا تحرير نفسها منها بفضل توقيع قوى الاحتلال على "معاهدة الدولة النمساويةفي 15 مايو 1955 (دخلت المعاهدة حيز التنفيذ في 27 يوليو 1955). طلب السوفييت من فيينا التوقيع أيضًا على "مذكرة موسكو"، لمنعها من الانضمام إلى الناتو إلى الأبد. لهذا رحب «بوتين» بـ «كارل نهامر» في الكرملين. "إعلان الحياد" كان إعلانا من قِبل البرلمان النمساوي يضمن أن الدولة ستكون محايدة بشكل دائم. وتم تشريع هذا الإعلان في 26 أكتوبر 1955 باعتباره قانونًا دستوريًا صادرًا عن البرلمان، أي كجزء من دستور النمسا.