الحرب في أوكرانيا: فرنسا وألمانيا تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

الجمعة، 22 أبريل 2022

الحرب في أوكرانيا: فرنسا وألمانيا تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي

الإيطالية نيوز، الجمعة 22 أبريل 2022 - أوضح رئيس الإليزيه في مقابلة مع "لا كورييري"، أهداف السياسة الخارجية الأوروبية فقال: " يجب أن نصر على التحدث إلى رئيس الكرملين للإعداد للسلام، "حتى لو كان من الصعب جدًا"، وإلا فإن "غير الأوروبيين" مثل الصين والهند وتركيا "سيبنون السلام في أوروبا". في الوقت نفسه، يصر المستشار الألماني على عدم إمداد كييف بالأسلحة الثقيلة: "أفعل كل ما في وسعي لتجنب تصعيد مع الناتو يمكن أن يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. وحذر من ان عواقب خطأ واحد ستكون مأساوية."


"الإصرار على التحدث إلى «بوتين»، "حتى لو كان من الصعب للغاية، حتى لو كان غير فعال في بعض الأحيان"، "الاستعداد للسلام": وإلا "فإن غير الأوروبيين هم من سيبنون السلام في أوروبا". الاستمرار في إرسال الأسلحة "لمساعدة الأوكرانيين قدر الإمكان"، ولكن مع من دون تجاوز "الخط الأحمر، وهو عدم الدخول في حرب مشتركة". و"تحدث إلى شركائنا في الخليج والهند والصين لتجنب انقسام العالم". هذه هي أهداف السياسة الدولية الأوروبية التي حددها الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» في مقابلة مشتركة مع صحيفة في بلاده، واحدة ألمانية وإيطالية، "كورييري ديلا سيرا". رؤية ماكرون للأزمة الأوكرانية مماثلة تقريبا مع تلك التي يتبناها المستشار الألماني «أولاف شولتز»، الذي عبّر في الساعات نفسها في مقابلة مع  "دير شبيغل" بعنوان "يجب ألا تكون هناك حرب نووية": "أفعل كل شيء لتجنب تصعيد مع الناتو قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة".

 ويوضح أنه "من المهم للغاية تقييم كل خطوة بعناية فائقة والتنسيق الوثيق مع بعضنا البعض"، لأن "عواقب أي خطأ واحد ستكون مأساوية"، كما يحذر.

بدأ «ماكرون» في المقابلة التي أجريت في باريس: "إذا أوقفت روسيا الغاز، فستكون هناك حاجة إلى بذل جهود. نحن نعيش ساعات دراماتيكية وعسيرة للغاية." وأضاف: "مع توقع 9 مايو (ذكرى الانتصار على النازية، محرر)، ستكثف روسيا هجماتها على شرق أوكرانيا وسيتعين علينا اتخاذ قرارات. وإذا قررنا فرض عقوبات جديدة، أو إذا قررت روسيا فرض عقوبات مضادة على الهيدروكربونات، ولكن حتى على الغاز، فمن الواضح أن الأوروبيين سيتعين عليهم طلب تضحيات من جميع العائلات." 

وأوضح متحدثا عن احتمال النقص في الغاز خلال فصل الشتاء: "لن نرى العواقب في ربيع أو صيف 2022 (قمنا بتجديد المخزونات)، لكن هذا لن يحدث في الشتاء المقبل إذا لم يعد لدينا الغاز الروسي. ويحذر المجتمع الأوروبي قائلا: "أريد أن أطمئنكم، ليس هذا هو السيناريو الذي نجد أنفسنا فيه اليوم، لكن هذا السيناريو يمكن أن يأتي".

"الأخطار .. تصعيد نووي وحلف شمال الأطلسي"
 على صعيد التوتر الدولي، يعترف رئيس الإليزيه، "من الواضح أن هناك رغبة في التصعيد من جانب روسيا": ويوضح أن الخطرين "هما التصعيد الرأسي والأفقي. الأول هو التغيير في طبيعة الحرب واستخدام الأسلحة غير التقليدية، من الأسلحة الكيميائية إلى الأسلحة النووية البالستية. التصعيد الأفقي هو حرب مشتركة بين دول حليفة أو قوى أخرى. أعتقد أننا يجب أن نفعل كل شيء لتجنب هذا الحريق من خلال وقف الحرب. لهذا السبب، إلى جانب سياسة الضغط والعقوبات التي نتبعها، يجب أن نواصل الحديث مع شركائنا في الخليج والهند والصين لتجنب تفكك العالم. لذا، "إن مسؤولية أوروبا أن تواصل الحديث مع الآخرين لتفادي حدوث انقسام في العالم". وللسبب نفسه، يضيف «ماكرون»، "سيتعين علينا مواصلة الحديث مع «فلاديمير بوتين»": "يومًا ما سيكون هناك وقف لإطلاق النار. ستكون هناك قوى ضمانة وسنكون بينهم. أقول هذا بخطورة كبيرة، وأجرؤ على القول، بثقل أخلاقي، لكن إذا اخترنا بسبب التعب عدم التحدث معه بعد الآن، فإننا نترك مسؤولية التحدث مع «بوتين» إلى الرئيس التركي، وإلى رئيس الوزراء الهندي، وإلى الرئيس الصيني، ما يسمح لغير الأوروبيين ببناء السلام في أوروبا. لذا، حتى لو كان الأمر صعبًا للغاية، حتى لو كان أحيانًا غير فعال، علينا الإصرار في المفاوضات مع «بوتين»".

شولتز: "تجنبوا المواجهة العسكرية المباشرة"
فيما يتعلق بتزويد المقاومة الأوكرانية بالأسلحة الثقيلة (مثل الدبابات)، يحدد «ماكرون» أن كل دولة من دول الاتحاد الأوروبي "تتحمل مسؤوليتها فيما يتعلق بتوازنها السياسي، وأنا لا أتدخل في الحياة السياسية لكليهما. ويوضح: "نحن منسقون للغاية ، ونقدم بالفعل إمدادات مهمة ويجب أن نواصل السير على هذا الطريق مع الحذر من اجتياز خط أحمر دائمًا، وهو عدم الدخول في الحرب المشتركة".
 
ويقول إن الجدل الدائر في قلب السياسة الألمانية يتعلق "بخيار يخص ألمانيا بطريقة سيادية". فيما يتعلق بالأسلحة، كما يوضح، فإن باريس وبرلين لديهما "نفس الإستراتيجية: يجب أن نساعد الأوكرانيين قدر الإمكان، لكن يجب أن نكون حريصين على ألا نشارك في الحرب أبدًا".

من جهته، كرر المستشار الألماني «شولتز»، الذي يتعرض لضغوط منذ أيام بسبب إحجامه عن تزويد الأوكرانيين بالأسلحة الثقيلة، وجهة نظر  في المقابلة مع "دير شبيغل": "قلت منذ البداية إنه يجب عمل كل شيء لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وقوة عظمى مدججة بالسلاح مثل روسيا، قوة نووية".

"مساعدة كييف دون تصعيد لا يمكن السيطرة عليه"
 يقول «شولتز»: "روسيا في ورطة رهيبة، والعقوبات تتسبب في أضرار جسيمة للاقتصاد، وسلسلة الهزائم العسكرية لم يعد من الممكن أن تخفيها دعاية الحكومة الروسية. «بوتين» يتعرض لضغط هائل". هل يمكن أن تتفاعل بالأسلحة الذرية عند تسليم الدبابات إلى كييف؟ يجيب المستشار: "لن نصل إلى أي شيء مع هذه التبسيطات..سننظر في كل شيء بعناية، وسنعيد تقييم الوضع باستمرار، وسنناقشه مع أقرب حلفائنا ولن نذهب بمفردنا."

وأضاف: "علينا تعديل مبادئنا يوميًا مع الواقع، لكن المبادئ لا تتغير: نحن نواجه المعاناة الرهيبة التي تسببها روسيا في أوكرانيا بكل الوسائل المتاحة لنا، دون خلق تصعيد لا يمكن السيطرة عليه يؤدي إلى معاناة لا حصر لها في جميع أنحاء القارة، ربما حتى في العالم".

وعندما سئل عما إذا كان لا يخشى الندم في المستقبل لعدم القيام بالمزيد، أجاب: "لا يمكنك التصرف بمسؤولية دون إعطاء نفسك الفرصة لتغيير رأيك في وقت متأخر. لكن علي أن أتصرف الآن. وأفعالي تستند إلى مبادئي".