رفع «محمدو ولد صلاحي»، الموريتاني الذي عاش في مونتريال لمدة تقل عن شهرين، دعوى قضائية بقيمة 35 مليون دولار زعم فيها أن المعلومات الاستخبارية الخاطئة التي قدّمتها السلطات الكندية ساهمت في اعتقاله في السجن العسكري الأمريكي، إذ قال إنه تعرّض للضرب المبرح، والحرمان من النوم، والاعتداء الجنسي.
وجاء في بيان جرى تقديمه نيابة عن «صلاحي»، البالغ من العمر 51 عامًا، في المحكمة الفيدرالية الكندية يوم الجمعة 22 أبريل، أن السلطات الكندية اتخذت إجراءات "تسببت في اعتقاله، وساهمت فيه، وأطالت أمده، وتعذيبه واعتداءه واعتداءه الجنسي عليه في خليج غوانتانامو".
وجاء في الدعوى أن "السلطات الكندية أخرجت تصريحات صلاحي من سياقها، ثم قدمتها إلى السلطات الأمريكية كدليل قاطع على ارتكاب مخالفات، على الرغم من علمها (أو التجاهل المتهور أو العمى المتعمد) أن «صلاحي» قد يتعرض لسوء المعاملة نتيجة لذلك".
حدث بناء موقع السجن على مساحة صغيرة من كوبا استأجرتها أمريكا كقاعدة بحرية منذ عام 1903، وقد اختير موقع السجن عمدًا لكونه خارج أراضي الولايات المتحدة، وبالتالي لا يخضع لقوانين الولايات المتحدة. أُنشئ هذا السجن لاحتجاز المشتبه بهم في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وأصبح السجن البحري يرمز إلى تجاوزات "الحرب على الإرهاب" الأمريكية بسبب أساليب الاستجواب القاسية التي يقول النقّاد إنها ترقى إلى مستوى التعذيب.
وقال «صلاحي» للصحافة الكندية: "يجب أن يفهم الكنديون أن هذه قصة كندية". "من دون كندا لم أكن لأُختَطَف. لولا كندا لم أكن لأتعرّض للتعذيب".
وقال محاموه في الشكوى: "لقد طال اعتقال «صلاحي» وسوء معاملته لأن استخدام الاعترافات القسرية من قبل السلطات الكندية أثبت صحة استمرار التعذيب والاحتجاز".
بعد إطلاق سراحه من غوانتانامو عام 2016، يعمل «صلاحي» حاليًا ككاتب في المسرح الهولندي Noord Nederlands Toneel، بعد انتقاله من وطنه في غرب إفريقيا في ديسمبر.
استند فيلم هوليوود "الموريتاني"، الذي صور العام الماضي، إلى أحد كتبه التي كتبها خلال فترة وجوده في غوانتانامو، والذي تم ترشيحه لخمس جوائز "بافتاس".
يروي المخرج «كيفين ماكدونالد» قصة اعتقال «صلاحي» خارج منزل عائلته في موريتانيا في نوفمبر 2002، وسجنه في غوانتانامو من دون محاكمة، والعمل الدؤوب لمحامي الدفاع عنه.
شدد الرئيس الأمريكي «جو بايدن» خلال نائبه في عهد «باراك أوباما»، وخلال السباق الرئاسي لعام 2020، على ضرورة إغلاق معتقل غوانتانامو. ومع ذلك، منذ توليه منصبه، أطلق «بايدن» سراح معتقل واحد فقط في غوانتانامو.
مع هذا الإفراج، انخفض عدد المعتقلين في غوانتانامو إلى 39 ولكن لا تزال هناك تساؤلات حول قدرة «بايدن» على إغلاق السجن سيئ السمعة.