صورة تعبيرية: قصف المساكن المدنية من قبل قوات التحالف سابقا |
الإيطالية نيوز، الإثنين 14 مارس 2022 - أفاد التحالف الذي تقوده السعودية في 12 مارس أنه نفذ 21 هجوماً على محافظتي "حجة" و"مأرب" في اليمن لردع المتمردين الحوثيين الشيعة. وقال الحوثيون، في اليوم السابق، إنهم ضربوا المزيد من مصافي "أرامكو" السعودية في العاصمة السعودية "الرياض" وفي مدينتي "جيزان" و"أبها" في الجنوب في 10 مارس.
وبحسب مصادر سعودية، فإنّ الهجمات المستهدفة في 12 مارس أدّت إلى تدمير 15 آلية عسكرية وسقوط ضحايا في صفوف الحوثيين. وبحسب ما أوردته "العربية"، فقد شنّ التحالف في الأشهر الأخيرة هجمات على أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن، محذّرا المدنيين من الاقتراب أو التجمّع حول المواقع المعنية مسبّقا. وأكدت الرياض، في 10 مارس، تعرض مصفاة في العاصمة لهجوم من قبل الحوثيين، موضّحة أن ذلك لم يوقف الإمدادات النفطية. وفي 10 مارس أيضا، اعترضت قوات الدفاع السعودية طائرة مسيّرة أطلقها المتمردون اليمنيون ضد مدينة جيزان الجنوبية.
زعم الحوثيون أنهم استخدموا ثلاث طائرات من دون طيّار من طراز "صمد 3" ضد "الرياض" وستة أخرى ضد "جيزان" و"أبها". وقال المتحدث باسم الجماعة إن الهجمات جاءت ردّا على حظر التحالف دخول الوقود إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يتفاقم نقص الوقود. يخضع الوصول الجوي والبحري إلى اليمن لسيطرة التحالف الّذي تقوده الرياض والّذي يقول إن القيود ضرورية لمنع تهريب الأسلحة. وتتّهم السعودية إيران بتسليح الحوثيين وألقت باللّوم على طهران في هجمات سابقة بما في ذلك هجوم 2019 على منشأتي نفط في المملكة، لكن الجانب الإيراني ينفي مثل هذه المزاعم.
أصبحت هجمات الطائرات من دون طيّار والصواريخ على المملكة العربية السعودية من قبل الحوثيين أمرًا شائعًا في سياق الصراع في اليمن. كما أصبحت المملكة هدفا للمتمردين منذ تدخل الرياض في الحرب الأهلية في 26 مارس 2015، ما أدى لتحالف دولي لدعم الحكومة المعترف بها دوليا ضد الحوثيين. حاليا، تضم هذه المجموعة التي تقودها السعودية المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وقطر. في المقابل، يتم دعم المتمردين الشيعة من قبل إيران وميليشيات حزب الله اللبنانية الموالية لإيران، على الرغم من نفي الأطراف علاقتهم.
وفي عام 2022، نظّم المتمردون أيضًا هجمات غير مسبوقة ضد الإمارات في 17 و 24 و 31 يناير الماضي. وهدّد الحوثيون بمواصلة ضرب الإمارات طالما أنهم يدعمون الجماعات التي تقاتل الميليشيات في حرب اليمن. منذ عام 2019، قلّصت الإمارات وجودها العسكري في اليمن بشكل كبير، لكنها لا تزال تلعب دورًا مركزيًا من خلال القوات المحلية التي شكّلتها وسلّحتها.
في اليمن، تدور حرب أهلية، وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم، منذ أن بدأ الحوثيون القتال للسيطرة على المناطق الجنوبية من البلاد. في 21 سبتمبر 2014، بدعم من النظام السابق للرئيس الراحل «علي عبد الله صالح»، نفّذ الحوثيون انقلابًا سمح لهم بالسيطرة على مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء التي لا تزال تحت سيطرتهم حتى اليوم. تم وضع الرئيس الشرعي، «عبد ربه منصور هادي»، في البداية قيد الإقامة الجبرية في منزله في العاصمة، وبعد أسابيع، تمكّن من الفرار، وتوجّه أولاً إلى عدن، المقر المؤقت الحالي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ثم إلى السعودية، حيث لا يزال يقيم. في الوقت الحالي، يسيطر الحوثيون على شمال البلاد.