الإيطالية نيوز، الأربعاء 23 مارس 2022 - وصفت روسيا، في 23 مارس، اقتراح بولندا بشأن نشر بعثة حفظ سلام دولية مشكلة من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا بأنه "متهور"، محذرة من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين القوات الروسية وحلف شمال الأطلسي.
وأدان المتحدث باسم الكرملين «ديمتري بيسكوف» ، خلال إحاطة مع الصحفيين، ما اقترحته وارسو، مشيرًا إلى أن تنفيذ المبادرة "سيكون [...] متهورًا للغاية وخطيرًا للغاية".
وتحدث وزير خارجية الاتحاد الروسي، «سيرغي لافروف» (Sergey Lavrov)، بكلمات مماثلة ، خلال اجتماع مع طلاب وموظفي "معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية" (MGIMO).
وقال «لافروف» "سيؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة بين القوات المسلحة الروسية وحلف شمال الأطلسي"، مذكرا بأن الجهات الفاعلة العالمية حاولت دائما تجنب صراع بهذا الحجم. في غضون ذلك، أعلن «ينس ستولتنبرغ» (Jens Stoltenberg)، الأمين العام للحلف الأطلسي، عن نشر 4 مجموعات قتالية جديدة للناتو في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا ، وعلق على اقتراح وارسو. وذكر «ستولتنبرغ» أن الكتلة الدفاعية الغربية ليست متورطة في الصراع الجاري، أكد وأن الناتو لن ينقل القوات إلى أوكرانيا. ومع ذلك، شدد الأمين العام على أن الحلف سيواصل تقديم الدعم العسكري إلى كييف، بما في ذلك أدوات الحماية من التهديدات النووية والبيولوجية.
وجاءت تصريحات الإدانة من موسكو بعد أن أعلن رئيس الوزراء البولندي «ماتيوز موراويكي» في 18 مارس أن وارسو ستوقع طلبًا رسميًا لإنشاء بعثة حفظ سلام تابعة للناتو في أوكرانيا. ومع ذلك، جرى تقديم المبادرة خلال زيارة قادة بولندا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك إلى كييف في 15 مارس. في تلك المناسبة، التي مثلت "حدثا تاريخيا" لممثلي هذه البلدان، أعلن المسؤول البولندي الكبير، «ياروسلاف كاتشينسك» (Jaroslaw Kaczynsk): "أعتقد أنه من الضروري تشكيل بعثة حفظ سلام تابعة للناتو. ربما، هيكل دولي أوسع". واقترح «كاتشينسك» إنشاء بعثة حفظ سلام عملياتية على الأراضي الأوكرانية من أجل ضمان إيصال المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فإن فرقة العمل، كما تصورها المسؤول البولندي، سيكون لها أيضًا قوات مسلحة خاصة بها، وذلك لضمان الخصائص الدفاعية أيضًا.
هذه التطورات هي جزء من التوترات الدولية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا. حتى الآن، سيطر الكرملين على محطة تشيرنوبيل التي جرى إيقاف تشغيلها، والتي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر شمال كييف، ومحطة زابوريزهجيا للطاقة النووية، وهي الأكبر في أوروبا، في جنوب شرق البلاد. تسيطر موسكو أيضًا على مدينة "خيرسون" الجنوبية وجزء كبير من "ماريوبول"، التي يحدها البحر الأسود وبحر "آزوف". من خلال القيام بذلك، يحاول الكرملين عزل الساحل الأوكراني، ومنع أوكرانيا من تلقي المساعدات الإنسانية والإمدادات العسكرية عن طريق البحر. ومع ذلك، استمرت المقاومة الأوكرانية في رفض تسليم ماريوبول للغزاة، حيث رفض الجيش الإنذار الروسي بشأن استسلام المدينة في 21 مارس. المناطق الأكثر تضررا من التفجيرات هي "خاركيف" و"تشرنيهيف" ومدينة "ميكولايف" الجنوبية، التي يغسلها البحر الأسود، وكذلك العاصمة "كييف"، حيث لا تزال أصوات الإنذار من الغارات الجوية مستمرة. وروسيا متهمة باستخدام الفوسفور والقنابل العنقودية، وكلاهما محظور بموجب الاتفاقيات الدولية.