الإيطالية نيوز، الإثنين 28 مارس 2022 - شارك الشيخ «عبدالله بن زايد آل نهيان»، وزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة الإمارات العربية المتحدة، و«سامح شكري» وزير خارجية مصر، و«ناصر بوريطة» وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والدكتور «عبد اللطيف بن راشد الزياني»، وزير خارجية مملكة البحرين، في "قمة النقب" التي بدأت أعمالها مساء الأحد في صحراء النقب الجنوبي بدعوة من وزير خارجية إسرائيل «يائير لبيد». وشارك في القمة أيضا وزير خارجية الولايات المتحدة «أنطوني بلينكين».
وناقش المشاركون خلال القمة التحديات المشتركة، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز السلم والأمن الدوليين.
كلمة وزير خارجية الإمارات العربية
وجه «عبدالله بن زايد آل نهيان» الشكر إلى «يائير لابيد» على هذه الدعوة، مؤكدا أن دولة الإمارات تدعم وتدعم كافة الجهود الدولية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم أجمع. وأكد أن دولة الإمارات تؤمن بأن السلام هو حجر الزاوية في التنمية الشاملة والمستدامة في المجتمعات. وأكد على أهمية العمل المشترك لترسيخ قيم السلام والتعايش والتسامح في جميع أنحاء العالم، قائلا إن هذه القيم هي الركائز الأساسية لتحقيق تطلعات الأمم وبناء مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.
وشكر «عبدالله بن زايد آل نهيان» «لبيد» على دعوته للمشاركة في القمة ، وقال إن إسرائيل "ليست فقط شريكا ولكنها صديقة أيضا، ونحن ممتنون لدعوتكم". وأضاف أن القمة حدث تاريخي، مشيرًا إلى أنه منذ توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل قبل 43 عامًا، لم تتح الفرصة للطرفين للتعرف على بعضهما البعض والعمل على تغيير الرواية التي تصور الإسرائيليين والعرب كأعداء. وأوضح: "ما نحاوله اليوم هو بناء مستقبل جديد لأنفسنا وأطفالنا والأجيال القادمة".
وتابع "إنها تجربة جديدة بالنسبة لي ولناصر بوريطة والدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني أن أكون في إسرائيل". "كانت إسرائيل جزءًا من المنطقة لفترة طويلة وقد حان الوقت للتعرف بشكل أفضل".
وأعتقد أن رؤية الإمارات العربية المتحدة لأكثر من 300 ألف زائر إسرائيلي في العام ونصف العام الماضي، واستقبال الجناح الإسرائيلي في إكسبو 2020 دبي لما يقرب من مليوني زائر، دليل على فضولنا وحرصنا على معرفة بعضنا البعض بشكل أفضل.
ودعا الشيخ عبد الله كل المعنيين إلى محاربة خطاب الكراهية والعنف في المنطقة، قائلا "سننتصر بلا شك، ويمكننا أن نفعل ما هو أفضل في كثير من المجالات".
كلمة وزير خارجية المملكة المغربية
بعد تقديم الشكر عن الدعوة وحسن الضيافة في أراضي أولى القبلتين وحإضنة المسجد الأقصى، قال «ناصر بوريطة» "ما نبنيه هو جبهة موحدة ملتزمة بالسلام والازدهار والاستقرار، وعلاقة خاصة تدفع بلداننا للعمل معًا لمواجهة الهجمات على البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة."
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، «بوريطة»، على ضرورة بناء ديناميكية جديدة للسلام واتخاذ إجراءات ملموسة تفتح آفاقًا واعدة لشعوب منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
صرح «بوريطة»، خلال لقاء صحفي مشترك، "يجب أن نبني ديناميكية وفق خطوات ملموسة يشعر بها الناس وتساهم في تحسين حياة العالم وفتح آفاق واعدة للشباب والشعوب في منطقتنا". وفي السياق ذاته شدد الوزير المغربي على ضرورة الحفاظ على أمن إسرائيل ومصالحها.
كما أعرب «بوريطة» عن تقديره وامتنانه للدور الذي تلعبه واشنطن في دعم عملية السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أن الولايات المتحدة كانت دائما شريكا موثوقا يمكننا الاعتماد عليه في بناء السلام.
وأشار الوزير المغربي إلى أن "قمة النقب" حملت العديد من الرسائل الإيجابية لسكان المنطقة، لكنها حملت أيضًا رسائل واضحة وحازمة لمن يعمل بشكل مباشر أو من خلال جهات مساعدة، بأننا هنا للدفاع عن قيمنا ومصالحنا وحماية هذه الديناميكية.
من جهة أخرى، ندد «بوريطة» بالهجوم الذي استهدف، الأحد، مدينة الخضيرة جنوب حيفا. وقال الوزير "وجودنا هنا اليوم هو أفضل رد على هذه الهجمات".
كما أشار إلى أن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل لم يكن قرارا انتهازيا، بل اتخذ عن قناعة، مذكرا في هذا السياق بالروابط القوية القائمة بين المملكة والجالية اليهودية، فضلا عن التدخل التاريخي من قبل المملكة في عملية السلام.
وأضاف "الدينامية الإقليمية مهمة للغاية، وكذلك الاستقرار الإقليمي من أجل تعزيز السلام بين إسرائيل وفلسطين، وقد لعب المغرب دورًا رائدًا في عملية السلام في الشرق الأوسط، وهو اليوم مستعد أيضًا للمساعدة في إعطاء دفعة جديدة لهذه الديناميكية".
واستعرض «بوريطة» آفاق العلاقات المغربية الإسرائيلية، وأشار إلى أنه تم إحراز الكثير من التقدم منذ توقيع الإعلان الثلاثي في الرباط، مستشهدا بالزيارات العديدة التي تم إجراؤها على الجانبين، وإطلاق الخطوط الجوية ، فضلا عن تنظيم اجتماعات واجتماعات مكثفة.
وأشار في هذا الصدد إلى أن هذه العلاقات ستشهد قريباً ديناميكية مهمة ستسهم بشكل أكبر في تعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الدبلوماسي.
أخيرا، أشار إلى "نحن هنا اليوم لأننا نؤمن حقًا بالسلام، وليس السلام الذي نتجاهل فيه بعضنا البعض، ولكن السلام القائم على بناء القيم والمصالح المشتركة والسلام الذي يبعدنا عن الحرب".