محمد الكيلاني: "رؤية روسيا في أوكرانيا (التقسيم)" - الإيطالية نيوز

محمد الكيلاني: "رؤية روسيا في أوكرانيا (التقسيم)"

الكاتب: محمد فؤاد زيد الكيلاني/ الأردن

الإيطالية نيوز، الخميس 31 مارس 2022 - تستمر المعارك في أوكرانيا باستعمال شتى أنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة، وهذه العملية لا ترحم كبيراً ولا صغيراً، ولا يوجد متعادل لغاية هذه اللحظات، فالجيش الروسي يستخدم القوة المفرطة لتحقيق هدف العملية الخاصة الذي أعلن عنها، والجيش الأوكراني يقاوم بدعم غربي واضح، وبأسلحة متطورة من الولايات المتحدة الأمريكية، والناتو لا يريد أن يكون طرفاً في هذه المواجهة.


هذا الوضع داخل أوكرانيا جعل روسيا تعيد حساباتها من جديد على كل الأصعدة، حسب رأي الخبراء، سواء من خلال الاقتصاد والطاقة أو تغير علاقاتها بالدول المساندة لأوكرانيا وخصوصاً الغرب. واضح للغاية بأن روسيا بدأت بإستراتيجية جديدة في القتال، بالتلميح إلى تقسيم أوكرانيا لكي يتم السيطرة على الأرض، فالعملية العسكرية في أوكرانيا على الرغم من قسوتها لم تحقق الهدف المرجو منها كما جاء في بعض وسائل الإعلام، نقلا عن خبراء عسكريين.


وحسب بعض الخبراء، من الممكن أن يكون سهلاً تقسيم أوكرانيا، بما أن جغرافية الأرض تسمح بذلك، مع وجود نهر داخل أوكرانيا شرقي وغربي النهر، وهذا ما ترفضه أوكرانيا جملة وتفصيلاً، وتحارب من أجل عدم تحقيقه. ما يجعل العملية العسكرية تستمر بهذا الشكل المعقد، ومن المحتمل أن تستغرق وقتا أطول، قد يفتح الطريق إلى حرب  الاستنزاف أو الأرض المحروقة. 


هذا الخيار إن طبق يخفف من عمليات النزوح والقتل اليومي من الجنود والمدنيين لكلا الطرفين، وهذا التقسيم، حسب رأي البعض، إذا حدث، يمكِّن روسيا مستقبلاً من السيطرة على أوكرانيا وإضعافها وبتجريدها من السلاح المتطور، وهذا أحد دوافع هذه العملية الخاصة في أوكرانيا.


الأحداث الدائرة الآن على الأرض الأوكرانية لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية في دول أوروبا. أصبحت موسكو في وضع لا تحسد عليه أمام هذه المقاومة الشرسة من قبل الجيش الأوكراني، فإستراتيجية روسيا في هذه العملية هي السيطرة على مواقع بعينها، ثم الانتقال إلى مدن أخرى وهكذا، حتى تحكم الطوق على كييف في نهاية المطاف.


هل العالم سيقبل بعملية التقسيم إن حصلت؟ هناك أصوات ترتفع بعدم التقسيم وتدعم أوكرانيا من أجل حفظ وحدتها. هل سيكون للأمم المتحدة دور في هذا المخطط الروسي إن جرى تحقيقه على الأرض؟ هناك أسئلة كثيرة الأيام القادمة، فقط هي الكفيلة بالإجابة عليها.


التقسيم في العالم ليس جديدا، فألمانيا، زمن الحرب العالمية، قُسمت إلى شرقية وغربية، وكوريا أيضاً كوريتين، واليمن إلى يمنيين، وكثيراً كان يتم التقسيم في نهاية الحرب العالمية الأولى والثانية.