وأدان الرئيس الأوكراني، في خطابه الذي استمر 12 دقيقة، بالغزو الروسي، مشيرًا إلى أن قوات موسكو تدمر مدنًا بأكملها في البلاد المحاصرة. ومع مقارنة ماريوبول بجنوة، المدينتان المينائيتان، قال: "تخيلوا جنوة محترقة تمامًا"، محذرًا من أن "أوكرانيا هي بوابة للجيش الروسي لدخول أوروبا، لكن الهمجية يجب ألا تدخل".
وبشأن الوضع على الأرض، قال «زيلينسكي» أن "القوات الروسية أبطأت تقدمها" وأن جيش كييف استعاد السيطرة على "ماكاريف"، وهي مدينة تبعد 60 كم عن العاصمة. ومع ذلك، لا تزال القنابل تسقط على "ماريوبول"، وهي مدينة يعاني فيها الوضع الإنساني من صعوبة بالغة. بالإضافة إلى ذلك، عادت قوات الدفاع الجوي إلى العمل في "أوديسا"، وهي مدينة ساحلية على البحر الأسود، ووفقًا ل«زيلينسكي» "دمرت بالفعل عشرات المستشفيات بالكامل في البلاد."
تلا الخطاب دقيقتان من التصفيق من قبل النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الحاضرين في المجلس. وأشاد رئيس الوزراء «ماريو دراغي» بمقاومة الأوكرانيين للغزو الروسي. وقال رئيس الوزراء الإيطالي: "لقد أعجبت إيطاليا بشجاعة وعزم ووطنية الرئيس والشعب الأوكراني"، مشددًا على أنه "في مواجهة الفظاظة، لن نعطي بظهورنا لأولئك الذين يفرون من الحرب، يجب أن نقدم الترحيب لهم. و في مواجهة المجازر يجب أن نرد بالمساعدة بما في ذلك المساعدات العسكرية للمقاومة”.
وأضاف الوزير الأول الإيطالي: "لقد اصطدمت غطرسة الحكومة الروسية بكرامة الشعب الأوكراني، الذي نجح في كبح جماح أهداف موسكو التوسعية وفرض تكاليف باهظة على الجيش الغازي. إن مقاومة ماريوبول وخاركيف وأوديسا - وجميع الأماكن التي تسقط فيها ضراوة الرئيس «بوتين» - هي مقاومة بطولية".
كما تحدث وزير الخارجية «لويجي دي مايو»، مشددًا على أن "كل شعب في العالم يستحق أن يعيش في سلام وحرية. وأوكرانيا تستحق ذلك أيضًا"، مؤكدة" أقصى دعم لمقاومة الشعب الأوكراني".
في إيطاليا، تمت الموافقة على مرسوم "أوكرانيا مكرر" ونشره، والذي ينص على تخصيص أكثر من نصف مليار يورو لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين وتقديم الرعاية الصحية لهم، مع السعي إلى إدماجهم في المدارس والوظائف، بدءا بالأطباء والممرضين والعاملين الصحيين.
تتمثل خصوصية خطاب «زيلينسكي» في القاعة، على وجه الخصوص، في استخدام جدلية خطابية أقل من السرد المعتمد في مداخلات الفيديو مع ممثلي دول أخرى، مثل إسرائيل، وكندا، وفرنسا (اليوم 23 مارس). علاوة على ذلك، في 22 مارس نفسه، أجرى «دراغي» محادثات هاتفية مع رئيس الجمهورية الفرنسية ، «إيمانويل ماكرون». في قلب المحادثة، وضع الزعيمان الحرب في أوكرانيا، والتحضير لقمتي الناتو ومجموعة السبع، والمجلس الأوروبي هذا الأسبوع. كما استمع «ماكرون» إلى الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» عبر الهاتف. وكشفت صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أنه خلال الاتصال الهاتفي الثنائي الذي طلبته باريس، بحسب وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي"، ناقش الطرفان محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
