وجاء البيان الإيراني بعد أن أعلن وزير الخارجية العراقي «فؤاد حسين» في منتدى دبلوماسي في أنطاليا بتركيا في 12 مارس أن بلاده ستستضيف جولة خامسة من المحادثات بين الرياض وطهران، الخصمين الإقليميين الرئيسيين، في 1 مارس المقبل.
هل تكون الأحداث السابقة سببا في تعليق المفاوضات؟
في 12 مارس، قالت السعودية إنها أعدمت 81 رجلاً في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود. ونقلت "رويترز" عن نشطاء قولهم إن 41 من الذين حدث إعدامهم هم من الشيعة من منطقة "القطيف" الشرقية التي كانت تاريخيا شقاقا بين الحكومة التي يهيمن عليها السنة في الرياض والأقلية الشيعية.
أدانت إيران، الدولة الشيعية، الإعدامات الجماعية في السعودية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «سعيد خطيب زاده» إن عمليات الإعدام تشكل "انتهاكًا للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي". كما نددت ميليشيات "حزب الله" اللبنانية الموالية لإيران بالوقائع ووصفتها بـ "جريمة مروعة". وزعم المتمردون الشيعة في اليمن، الحوثيون، أن من بين من أعدموا اثنين من "أسرى حرب" يمنيين.
مبادرات تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية
في سياق عام 2021، في العاصمة العراقية بغداد، تم تنظيم أربع جولات من المفاوضات بين إيران والمملكة العربية السعودية والتي تم تعريفها على أنها "محادثات استكشافية" تركز بشكل أساسي على القضايا الثنائية والإقليمية. وعقدت ثلاثة اجتماعات في نهاية رئاسة الرئيس الإيراني السابق «حسن روحاني»، فيما عُقد آخرها في 21 سبتمبر برئاسة «إبراهيم رئيسي»، التي بدأت ولايتها في 3 أغسطس 2021. بشكل عام، تم تعريف أجواء المحادثات التي عقدت حتى الآن على أنها "جادة ومحترمة وودية" لكن الرياض قالت إنها لا تريد "غض الطرف عن الحرب في اليمن وانتهاك الاتفاق النووي الإيراني". على وجه الخصوص، كانت الرياض قد طلبت من إيران التوصل إلى هدنة في اليمن كخطوة أولى لإصلاح العلاقات الدبلوماسية. من جهتها، طهران دعت أولاً إلى تطبيع العلاقات
ومن بين المؤشرات الإيجابية، سافر ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين في 17 يناير إلى مدينة جدة السعودية لإعادة فتح مكتب تمثيلي لإيران في "منظمة التعاون الإسلامي" (OIC)، بعد توقف دام ستة سنوات.
قطعت السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية عام 2016 بعد أن أضرم محتجون إيرانيون النار في السفارة السعودية ومكتب قنصلي في مشهد في 2 يناير من ذلك العام، رداً على إعدام رجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، بتهمة التحريض على الفوضى. ثم دعمت الرياض حملة "الضغط الأقصى" التي شنها الرئيس الأمريكي آنذاك «دونالد ترامب» على طهران بفرض عقوبات قاسية على إيران بعد انسحاب واشنطن أحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018. كما اتهمت الرياض إيران بشن هجوم على منشآتها النفطية في عام 2019، وهي تهمة نفتها طهران.
لقد حاربت الرياض وطهران على مدى عقود من أجل النفوذ الإقليمي ووضعا نفسيهما في كثير من الأحيان على طرفي نقيض في النزاعات والصراعات في الشرق الأوسط، من سوريا إلى لبنان إلى اليمن.