ستسجل الكتل البرلمانية المختلفة هذا الإثنين في مجلس النواب طلبا لمثول رئيس الحكومة الإسبانية، «سانشيز»، لتقديم تقرير عن التغيير في موقف الحكومة فيما يتعلق بالصحراء الغربية.
على وجه التحديد، فإن المجموعات البرلمانية التي طلبت توضيحات بشأن موقف رئيس الحكومة من وضع الصحراء الغربية، التي لقيت اعترافا بسيادة المغرب عليها من قبل الولايات المتحدة، هي الحزب القومي "الكناري الجديدة" (NCa)؛ و"ائتلاف الكناري" (CC) وهو ائتلاف لعدة أحزاب قومية، يتألف من محافظين وتقدميين واستقلاليين؛ وحزب "معا لأجل كتالونيا" (Junts per Catalunya)؛ و"الحزب الديمقراطي الأوروبي الكتالوني" (PDeCAT)؛ و "ترشح الوحدة الشعبية" (CUP)؛ وحزب "إوسكال هيريا بيلدو"، وهو آئتلاف لأحزاب سياسية نشيطة في إقليم الباسك؛ وحزب "التكتل القومي الغاليسي" (BNG)، وهو اتحادأحزاب سياسية عامل في إقليم غاليسيا؛ و"الحزب القومي الباسكي" (PNV).
ترد العريضة على الأخبار التي نُشرت يوم الجمعة 18 مارس بأن «سانشيز» استسلم لضغوط المغرب، التي طلبت توضيح موقفه بشأن الصحراء، من خلال تأييد خطة اقتراح المملكة المغربية للحكم الذاتي على الصحراء الغربية لاعتبارها "أساسًا جادًا وموثوقًا" لنية إيجاد حل للصراع، والذي بدوره يفتح نقطة خلاف جديدة مع شركائه في "بوديموس" ويهدد بظلاله على العلاقة مع الجزائر في لحظة حرجة بسبب أزمة الطاقة.
طلبت مجموعات برلمانية مثول سانشيز في الكونجرس بسبب تغيير موقفه بشأن الصحراء
وفي رسالة إلى الملك «محمد السادس»، كشفت الرباط وليس "مونكلوا" (المقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة الإسبانية) عن محتواها، نقل عن «سانشيز» أن "إسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".
وفي تعليق لصالح القرار الشجاع والتاريخي الذي اتخذته الحكومة الإسبانية بقايدة بيدرو سانشيز، قال وزير الرئاسة، «فيليكس بولانيوس» (Félix Bolaños)، اليوم السبت، بأن موقف الحكومة من دعم المغرب في نزاع الصحراء يظهر أن إسبانيا ستكون لها علاقة "جيدة" و "مستقرة" مع المغرب، مع الالتزام بالتعاون ضد مافيات الاتجار بالبشر وضد الهجرة غير الشرعية.
وقد أوضح «بولانيوس» أنه من المهم تحقيق هذا "الاستقرار" لأن "العالم يحتاج إلى التعاون بين الدول والعمل معًا ضد المشاكل الشائعة"، في إشارة إلى الهجرة غير الشرعية في هذه الحالة.
دافعت الحكومة الإسبانية في جميع الأوقات عن الحاجة إلى حل سياسي مقبول للطرفين، أي بالنسبة للمغرب وجبهة البوليساريو، في إطار المعايير التي حددتها الأمم المتحدة، وبهذا المعنى فقد دعمت جهود مبعوث الأمم المتحدة الجديد للصحراء الغربية، «ستافان دي ميستورا» (Staffan de Mistura)، للتوصل إلى الاتفاق المذكور.
إن الاعتراف الآن بخطة الحكم الذاتي المغربية كحل محتمل قد تلقى انتقادات من جبهة البوليساريو الإنفصالية، تحديدا من مندوبها في إسبانيا، «عبد الله العربي»، جعل الأمر قبيحًا أنهم لم يتم إخطارهم مسبقًا بهذا التغيير. وفي رأيه ، فإن سانشيز "يخضع للضغط والابتزاز" من المغرب بتأييده للخطة المذكورة باعتبارها "حصيلة" لاستئناف العلاقات السياسية والدبلوماسية المتضررة بين البلدين.
ردود الأفعال لم تتوقف عند هذا الحد، بل قرار «سانشيز» أشعل أيضا غضب الأب المتبني للبوليساريو، الجزائر، التي أعلنت، في بيان، عبر وزارة خارجيتها عن استدعاء سفيرها في مدريد بشكل طارىء للتشاور فور علمها بتغيير موقف الحكومة الإسبانية الذاهب إلى صالح اقتراح الحكم الذاتي للصحراء، وهو الاقتراح الذي طرحته المملكة المغربية.