وفقا لتقارير من وكالة الأنباء الروسية "تاس" الموالية للحكومة، أدلى «فوتشيتش» ببعض التعليقات خلال حملته الانتخابية في "كيكيندا"، وهي مدينة في شمال شرق البلاد.
دعوني أقول لكم شيئا: إن واجبنا هو التسامح وليس النسيان. لن ننسى «بوجانا توسيتش»، البالغة من العمر 11 شهرا، قُتلت في ميردار، بالقرب من كورسومليجا. لكي لا ننسى الصغيرة «ميليكا راكيتش» التي قُتلت في باتانيكا، ولا ننسى الصغيرة «سانجا ميلينكوفيتش»، التي قُتلت في فارفارين.ليس لدينا الحق في نسيان هذا. سنصبح أكثر قوة مما كنا عليه في تلك الأيام، عندما قصفنا غير مسؤولين […] وشنّوا حربا ضدنا وعدوان على بلدنا" هذه كانت كلمات «فوتشيتش» التي نقلتها وكالة الأنباء "تاس". ويشير الرئيس الصربي بهذه العبارات، بطريقة غير مباشرة، بحسب تقارير "تاس"، إلى العدوان الذي نفّذه الناتو على يوغوسلافيا السابقة عام 1999، في صراع استغرق 78 يوما.
جاءت الحملة العسكرية لحلف الناتو ، التي أطلق عليها اسم عملية قوة الحلفاء، في أعقاب فشل المفاوضات لحل أزمة كوسوفو. وجرت المفاوضات في "رامبوييه" و"باريس" (فرنسا) في فبراير ومارس 1999. وبحسب مصادر غير رسمية، استشهدت صحيفة "يوراكتيف"، لقي نحو 2500 مدني و 1000 جندي وشرطي مصرعهم في الصراع. ووفقاً لبيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، غادر نحو 230،000 مدني من الصرب والغجر كوسوفو عقب وصول القوات الدولية، بينما عاد نحو 800،000 لاجئ من أصل ألباني.
وفي البيان المتعلق بكوسوفو المؤرخ 23 أبريل 1999، الذي اعتمده مجلس شمال الأطلسي، حُددت أسباب عملية الناتو في الجمهورية السابقة. كان الغرض من تدخل الحلف، الذي لم يوافق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هو إنهاء حملة متعمدة من القمع والتطهير العرقي والعنف التي شنها النظام اليوغوسلافي في منطقة كوسوفو ضد مواطنيه من أصل ألباني.
وأدلى «فوتشيتش» بتصريحات مماثلة في 14 مارس، في مدينة "فرانيي" الجنوبية، خلال الحملة الانتخابية لإعادة انتخابه. "قال حينها: "سنحمي أطفالنا والمستقبل، لدينا عدد كافٍ من الجنود. مصالحنا هي السلام والتسويات، لأن زمن المذابح [الانتفاضات الشعبية ضد الأقليات، إضافة توضيحية من المحرر] والاضطهاد قد انتهى."
في هذا السياق، من المهم التأكيد على أن روسيا عارضت توسع الناتو نحو الشرق، مستشهدة بهذا التقدم كأحد الأسباب التي دفعتها إلى غزو أوكرانيا في 24 فبراير، على الرغم من أن كييف، بحكم الأمر الواقع، بعيدة كل البعد عن الانضمام إلى الحلف الأطلسي. بالتفصيل، تعارض موسكو دخول دول من أصل "سلافي" إلى حلف الناتو تشترك معها في الروابط التاريخية والدينية مع الكنيسة الأرثوذكسية، مثل صربيا. تحظى منطقة غرب البلقان، التي تضم صربيا والجبل الأسود وكوسوفو وألبانيا ومقدونيا الشمالية والبوسنة والهرسك، باهتمام خاص من موسكو.