الإيطالية نيوز، السبت 12 فبراير 2022 - زعمت الولايات المتحدة أن الحشد العسكري الروسي على الحدود الأوكرانية قد وصل إلى حالة "حرجة". بعد حث جميع المواطنين على العودة إلى الوطن من الخارج، بالأخص أولئك المقيمين في أوروبا، أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا يمكن أن تغزو الدولة الواقعة في أوروبا الشرقية قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 20 فبراير.
في مساء يوم الجمعة 11 فبراير، تصاعدت التوترات الحادة بالفعل بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بغزو محتمل لأوكرانيا. وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فإن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قد يشن هجوما عسكريا واسع النطاق على أوكرانيا في أي وقت، مشيرة إلى أن الأزمة، التي بدأت في نوفمبر الماضي، دخلت الآن "مرحلة حرجة". في البداية، استبعد الخبراء العسكريون الأمريكيون غزوًا روسيًا قبل اختتام أولمبياد بكين، لتجنب الخلافات بين «بوتين» ونظيره الصيني «شي جين بينغ». في الأيام الأخيرة، دفعت تقارير المخابرات الأمريكية، وكذلك الانتشار العسكري الروسي المستمر، الخبراء في الخارج إلى تغيير توقعاتهم. وأعلنت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عما أعلنه مسؤولون أميركيون بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن روسيا تدرس "الأربعاء 15 فبراير" موعداً محتملاً "لبدء العمل العسكري". ومع ذلك، حذرت هذه المصادر من أن تحديد موعد محدد لعدوان في نهاية المطاف في أوكرانيا يمكن أن يكون جزءًا من حملة موسكو للتضليل الإعلامي.
وقال «جيك سوليفان» (Jake Sullivan)، مستشار الأمن القومي لبايدن، إن "الروس في وضع يسمح لهم بتنظيم عمل عسكري واسع النطاق في أوكرانيا بين عشية وضحاها"، مضيفًا أن الغزو قد يبدأ خلال دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وتابع المستشار: "لا نعرف بالضبط ما قد يحدث"، وحث بحرارة جميع المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا على مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن. وقال «سوليفان»: "إن الخطر كبير والتهديد حقيقي. علينا أن نتصرف بحذر". وتابع أنه إذا قرر بعض المواطنين البقاء في الدولة الحرجة، فسوف يخاطرون بعدم قدرتهم على العودة إلى الولايات المتحدة في حالة تدهور الوضع. اختتم المستشار: "لا يوجد احتمال لإجلاء عسكري أمريكي في حالة حدوث غزو روسي."
ورفضت الخارجية الروسية التصريحات الأمريكية الأخيرة ووصفتها بـ "الدعاية البحتة". وذكر البيان الرسمي الذي صدر مساء الجمعة أن "حملة تضليل منسقة واسعة النطاق جارية ضد موسكو". في المذكرة، نشرت وزارة الخارجية أيضًا مثالاً لعناوين الصحف الدولية، مثل "الغارديان" البريطانية، و"بلومبيرغ" الأميركية، والمحطة التليفزيونية السويسرية "SRF"، و"لوبوان" الفرنسية وغيرها الكثير.
كما انتقدت وزارة الخارجية نشر صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة، متهمة الصحيفة بتبني توجّه مثير للقلق ومعادٍ لروسيا. "إنها مستمرّة في هذا الاتّجاه، وتفسر بطريقة مشوّهة مناورات القوات المسلحة الروسية التي نفّذتها بلادنا على أراضينا"، كما ورد في المذكرة، حيث تشير إلى أنها ستكون إحدى "التقنيات الرئيسية" التي قد تكون استخدمت في حملة التضليل الغربي حول مخاطر "الغزو الوشيك".
على الرغم من أن واشنطن أوضحت أنها لا تنوي نشر قواتها على الأراضي الأوكرانية، إلا أنها كررت مع ذلك الدعم العسكري الذي تنوي تقديمه إلى البلاد، بعد أن أعلنت عن إرسال 3000 جندي آخر إلى بولندا. كذلك، في 11 فبراير، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي «جو بايدن» (Joe Biden) أجرى محادثات هاتفية مع الدول الأعضاء في الناتو لبحث "الدبلوماسية والردع".
من جانبها، غيّرت أوكرانيا، التي لطالما قلّلت من مخاطر الغزو، خطابها. أفادت كييف أن موانئها قد تم إغلاقها بحكم الأمر الواقع.
في الوقت نفسه، طلبت حكومة أوكرانيا من مواطنيها التزام الهدوء وتجنب الذعر. جاء في مذكرة من وزارة الخارجية أنه "في الوقت الحالي، من الضروري الحفاظ على الهدوء والوحدة داخل البلاد لتجنب الأعمال المزعزعة للاستقرار التي تثير الذعر".
في المقابل، أعلن الكرملين أن «بايدن» و«بوتين» سيجريان محادثات هاتفية في 12 فبراير، مضيفًا أن الرئيس الروسي سيتحدث أيضًا مع نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون».
من جانبها، نفت موسكو دائمًا أي نوايا حربية، رغم أنها نشرت أكثر من 130 ألف جندي في شرق وشمال وجنوب أوكرانيا. وبحسب الكرملين، فإن أي انتشار عسكري داخل أراضيه يندرج ضمن "الشؤون الداخلية". وتواصل موسكو حث الناتو على تقديم ما يسمى بـ "الضمانات الأمنية"، باستثناء توسع حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا وتجنب نشر أسلحة الحلف على أراضيها. على وجه الخصوص، في 15 ديسمبر، طلبت موسكو رسميًا سلسلة من الضمانات التي، بالإضافة إلى استبعاد كييف من الناتو ، تشمل وقف أي نشاط عسكري أوروبي - أطلسي في شرق أوروبا ودول أخرى.