روسيا - المملكة المتحدة: وزيرا الخارجية يتحدثان بشأن الأزمة الأوكرانية - الإيطالية نيوز

روسيا - المملكة المتحدة: وزيرا الخارجية يتحدثان بشأن الأزمة الأوكرانية

الإيطالية نيوز، الخميس 10 فبراير 2022 - سافرت وزيرة الخارجية البريطانية «ليز تروس» إلى روسيا في 10 فبراير للقاء نظيرها «سيرغي لافروف». وهددت لندن بفرض عقوبات قاسية إذا غزت روسيا أوكرانيا بينما نفت موسكو وجود مثل هذه النوايا.


وحثت «تروس» روسيا على سحب جنودها من الحدود الأوكرانية. وقالت الوزير على وجه الخصوص: "علينا أن نرى القوات والمعدات العسكرية المتمركزة على الحدود الأوكرانية تتحرك إلى مكان آخر، لأنها، في الوقت الحالي، توجد في وضع خطير للغاية"، بهذه الطريقة فقط يمكن لروسيا إظهار التزامها بالدبلوماسية.


وأضافت «تروس» بعد ذلك أن «لافروف» أكد مجددًا أن موسكو ليس لديها نية لغزو أوكرانيا، لكن المندوبة البريطانية قالت "يجب أن تتبع الكلمات الأفعال". وقالت «تروس» إن التقدم "لا يمكن أن يأتي على حساب سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، ولا على حساب "سياسة الباب المفتوح" للناتو.


وتابعت وزيرة خارجية لندن إن أي توغل عسكري افتراضي في أوكرانيا سيؤدي إلى صراع طويل الأمد، ويلحق الضرر بالشعب الأوكراني والشعب الروسي والأمن الأوروبي، ولهذه الأسباب، يجب "تجنبها بأي ثمن".


وأشار «تروس» إلى أن لندن وحلفاءها يمكن أن يفرضوا عقوبات على الأفراد والمؤسسات الروسية وأن الولايات المتحدة قد أعلنت أن مشروع "نورد ستريم 2 سوف" يتوقف.


وأشارت «تروس» أيضًا إلى الحاجة إلى تعزيز الناتو، في ضوء الوضع الراهن. "ردًا على تصرفات روسيا وسلوكها المهدد على الحدود الأوكرانية، تعمل المملكة المتحدة مع حلفائها في الناتو لضمان تعزيزهم للدفاع. [...] الناتو هو تحالف دفاعي. وهذا بالتأكيد هو النهج الذي يجب اتباعه، لكن سيكون من الأفضل لو خفضت روسيا التصعيد ولم تكن هذه الردود ضرورية".


بدوره، أكد «سيرغي لافروف» أن: "طلب إخراج القوات الروسية من أراضيها لم يتغير، رغم كل حججنا، وهو أمر مؤسف". وفقًا لما أوردته صحيفة الغارديان، قال «لافروف» إن الأطراف لم تجد سوى القليل من الأرضية المشتركة وأن المحادثات لم تتضمن "أي شيء سرًا، ولا ثقة. فقط هتاف الشعارات من على المنابر ”.


 وأعرب وزير الخارجية الروسي عن "خيبة أمله" من حقيقة أن المحادثة كانت مثل "حوار بين الصم والبكم"، يبدو أنه يَسمع فيه ولا يُستمع له. وصرح «لافروف» بأن التفسيرات الروسية انتهى بها الأمر على "أرضية غير جاهزة". وأضاف: "يبدو الأمر كما لو كانوا يقولون إن روسيا تنتظر تجميد الأرض حتى تتمكن الدبابات من دخول أوكرانيا بسهولة [...] يبدو أن زملائنا البريطانيين اليوم كانوا على نفس الأرضية، حيث ارتدت جميع الحقائق التي قدمناها."


وقال «لافروف» في تصريحاته إن العلاقات بين موسكو ولندن وصلت إلى "أدنى مستوياتها في السنوات الأخيرة" وحذّر من أن التهديدات الغربية لن تخيف روسيا. كما هاجم «لافروف» بعض الدول الغربية لسحبها دبلوماسيين غير أساسيين من أوكرانيا، مشيرًا علنًا إلى أن روسيا يمكن أن تحذو حذوها إذا اعتبرت أن الغرب يستعد لاستفزاز. وقال «لافروف»: "لقد راجعنا أفعالهم وربما نوصي أيضًا موظفينا غير الأساسيين من المؤسسات الدبلوماسية بالعودة إلى ديارهم لبعض الوقت".


وواصل «لافروف» قائلا، حسب ما جاء في بيان خارجية موسكو: "المحادثة شملت أوكرانيا وبيلاروسيا والصين وإيران. وتحدثنا بإسهاب عن عدم إحراز تقدم بشأن اتفاقيات مينسك، التي لم يتم تخريبها فقط من قبل كييف، ولكن الآن مرفوضة علانية من قبل ممثلي النظام الأوكراني. لقد أبلغنا عن خطواتنا نحو إقناع أولئك الذين لديهم نفوذ على نظام كييف بإقناع «فلاديمير زيلينسكي» وحكومته بالوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاقيات مينسك كما وافق عليها قرار مجلس الأمن الدولي. يبدو أن لدينا تفسيرات مختلفة لاتفاقيات مينسك، على الرغم من أنني لا أرى كيف يمكن تفسيرها بشكل مختلف عما هو مكتوب هناك بالأبيض والأسود. كما تحدثنا عن علاقاتنا مع جمهورية بيلاروسيا، بما في ذلك الإعداد وإجراء التدريبات العسكرية التي تبدأ الآن وتثير القلق في لندن والغرب."


وكان الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» قد تحدث، في وقت السابق، مع نظيره الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، فأعرب عن قناعة روسيا بأن المزيد من توسع الناتو من شأنه أن ينتهك بشكل صارخ الالتزامات التي تعهد بها قادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في القمتين المنعقدتين في اسطنبول وأستانا. واقترح العمل معًا لإيجاد نهج مقبولة بشكل عام لضمان الأمن لأوكرانيا والدول الأوروبية والاتحاد الروسي.


وحشدت موسكو أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، لكنها تصر على أنه ليس لديها خطط لغزو أو مهاجمة البلاد. لكن روسيا طلبت من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي تزويدها بضمانات أمنية تستبعد توسع الحلف في أوكرانيا ونشر أسلحة التحالف على أراضيها. على وجه الخصوص، في 15 ديسمبر، طلبت موسكو رسميًا ضمانات أمنية تشمل، بالإضافة إلى استبعاد كييف من الحلف الأطلسي، وقف أي نشاط عسكري أوروبي - أطلسي في أوروبا الشرقية وانسحاب الكتائب متعددة الجنسيات من مواليد من إستونيا وبولندا ولاتفيا وليتوانيا. في 26 يناير، في رد مكتوب، رفضت واشنطن والتحالف المقترحات الروسية للحد من انضمام أعضاء جدد بما في ذلك أوكرانيا. ومع ذلك، تم تقديم اقتراحات بشأن المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل محادثات الحد من التسلح وزيادة الشفافية بشأن تحركات القوات والتدريبات العسكرية. في الوقت الحالي، تقوم روسيا بتقييم رد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، في حين أن الجهود الدبلوماسية جارية من جهات مختلفة.