بدلا من «ستولتنبرغ» رد «أليسّاندرو مينوتو ريتْسو» (Alessandro Minuto-Rizzo)، رئيس مؤسسة كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو ونائب سكرتير الناتو السابق، على مستشار الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» «كاراجانوف»، حول الاتهامات لحلف شمال الأطلسي.
وقال «ريتْسو» إن الأزمة الحالية تجعلنا نراجع الجروح القديمة وتدفع لمراجعة التسعينيات و تظهر سلسلة من الدبابات في الثلج وتنذر بإمكانية اندلاع حرب في أوروبا.
وأضاف أن روسيا تعتبر تفكّك الاتحاد السوفيتي مأساة ملأت بنفسها نهاية القرن العشرين، وقال الرئيس الروسي هذا مرات عدة، فيما يرى قوى معادية (الناتو) تقترب بشكل خطير من حدود الوطن.
واعتبر أن «بوتين» قرر فقط زيادة التوتر إلى أقصى حد حتى الوصول لحد حرب دموية، فيما سيكون التهديد المعلق الطريقة الوحيده للاستماع واستقبال نظرائه السياسيين والعسكريين. فيما يرى أن هذه هي اللحظة الأنسب لرفع مستوى الأزمة مع إدارة أمريكية لا تزال غير متطورة بشكل كامل وأوروبا أضعف بسبب الوباء والاختلافات السياسية بين دول الاتحاد الأوروبي.
واعتبر أن روسيا تقلّل من الأوروبيين، مشيراً إلى أن روسيا من وجهة النظر العسكرية يمكنها أن تكون متفوّقة ولا يجب نسيان أن الاتحاد الأوروبي قوة ناعمة قوية مع اقتصادات عالية وقدرات تكنولوجية.
وأشار إلى الندم على البعد التاريخي لروسيا حتى حل الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991، فيما ينبغي إضافة أن الأمر يتعلق بقرارات تتّخذ داخل الدولة وأنه من المستحيل إعادة كتابة التاريخ. وقال إنه من الواضح أن هذه هي اللحظة الملائمة للدبلوماسية والمناقشة الصريحة من دون تحيّزات، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وتطرّق إلى طلب الدول المستقلّة من بولندا إلى بلغاريا الانضمام إلى الحلف الأطلسي وحصلت عليها في أوائل القرن الحادي والعشرين، وذلك في أعقاب سنوات من الانتظار والمفاوضات.
وذكر أنه بالتأكيد لا أحد يعتقد أنه كان هناك أخطاء في واشنطن أو بروكسل، على الأقل على مستوى المعلومات والنبرات المستخدمة، موضحاً أنه ليس سببًا جيدًا للذهاب إلى الحرب.
وعبّر عن الأمل في أن تؤدّي المفاوضات الجيّدة في النهاية إلى استرخاء النفوس، مع انخفاض التسلّح وحوار بنّاء وغير عدائي.
وأكّد أن أوروبا الغربية مرّت أيضًا بحروب دامية في أوقات غير بعيدة، لكن يمكننا القول أنه من هذا المنطلق نشأت مجموعة من الدول المتحضّرة والديمقراطية. فيما تتخوف روسيا من التطويق ويمكن فهم الأبعاد التاريخية لهذا الخوف. لكن لا يبدو أنه مبرر.
وتابع أن الشعب الروسي كان يشعر بالفخر بدوره كقوة عظمى، مضيفاً: ندرك بكل سرور أن هذا بلد عظيم ذو ثقافة عظيمة وهذا أمر لا شكّ فيه.
وقال إن روسيا تظل على أية حال دولة مهمة جداً، معبراً عن الأمل في أن تعود إلى البيت الأوروبي الكبير، موضحا أن هذا لا يعني وجوب الموافقة على سياسة حكّام موسكو فيما يخص القضايا الأمنية الأساسية.
وشدد على ضرورة خفض حدة النبرة من جميع الجهات وتصريحات «كاراجانوف» لا تساعدنا على الإطلاق، مؤكداً أم لا أحد يريد مهاجمة روسيا أو تطويقها أو إنكارها. وفي حال كان هناك أي سوء تفاهم فيمكن التعامل معه بالحوار.