ويأتي هذا فيما تتصارع روما مع الأحداث في أوكرانيا مع انتشار قوات الكرملين عبر الحدود. وكان دي مايو أدان خلال خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ، الأربعاء، "قرار روسيا إرسال قوات لها مهام حفظ سلام كما وصفت نفسها".
واستبعد مزيد من الاجتماعات الثنائية مع القادة الروس حتى "تظهر مؤشرات على تهدئة التوترات"، فيما تطرق إلى الموقف الذي تم اتخاذه في الساعات الأخيرة إلى جانب شركاء أوروبيين و الحلفاء، وفقاً لموقع "ديكود 39" الإيطالي.
وقال «ماركو مينّيتي» إن روسيا حقفت نجاحًا تكتيكيًا واضحًا، فيما تمثل الهدف من كل استراتيجية توتر وضغط في تغيير حدود ما هو ممكن ومسموح بالتدريج مع تقليل الكلفة التي ينبغي دفعها، ومع الاعتراف الأحادي بدونباس غيرت روسيا حدودها بمئات الكيلومترات.
هذا ما كتبه «مينّيتي» وهو رئيس مؤسسة ميد أور الإيطالية ووزير الداخلية الإيطالي السابق، في صحيفه "لا ريبوبليكا" الإيطالية الأربعاء. فيما حاول مقاله تقييم التطورات الأخيرة فيما بدأ الجيش الروسي غزوه لأوكرانيا، وتحليلها لتحديد طريقة للمضي قدمًا للشركاء الغربيين.
وقال إن الشعور كان مشاهدة كتاب قواعد اللعبة الروسي المكتوب، فيما تحدى الانتشار العسكري على الحدود مع أوكرانيا و المناورات في بيلاروسيا، القنوات الدبلوماسية لمحاولة توسيع الخلافات في الجبهة المعاكسة مع كسب الوقت.
وفي أعقاب خطابه أمام الأمة فإن أهداف الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» الإمبريالية الجديدة ينبغي أن يراها الجميع. وبحسب «مينّيتي»، يعد نجمه الشمالي نوع جديد من "القومية الإمبريالية".
وقال إنه بالنسبة لأوكرانيا مثل أماكن أخرى البحر الأبيض المتوسط وسوريا وليبيا وأفريقيا الوسطى والساحل. كل هذا يضاف إلى "تحد غير مسبوق ينبغي مواجهته بحزم وتصميم من الديمقراطيات الغربية الكبرى.
وذكر الوزير السابق أن الكرملين ليس المؤلف الوحيد لهذا الكتاب، مضيفاً أنه لا يمكن ولا يجب ترك أوكرانيا والقوة والتنسيق اللذان استجابت بهما الدول ذات التفكير المماثل تشير إلى أنه جرى تعلم الدرس.
وأشار إلى أنه من الآن سيكون "تشديد العقوبات وتنفيذها ومنها العقوبات الفردية حاسماً، فيما كشف التاريخ أن النجاح التكتيكي يمكن أن يتحول بسرعة إلى مقامرة دراماتيكية.
وأدان وزير الدفاع الإيطالي «لورينسو غويريني» انتهاك وحدة الأراضي الأوكرانية، مشدداً على أن اعتراف روسيا بالمنطقة الانفصالية دونيتسك ولوغانسك "ينتهك اتفاقيات مينسك ويهدد جهود حل النزاع".
وأضاف أن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يقومان بالعمل ويواصلان العمل في سبيل حل سياسي، وتابع أنه على مدار أيام انتظرنا أن يتبع الأقوال الروسية حول التهدئة أفعال، إلا أن الوقائع سارت في الاتجاه المعاكس.
ومضى قائلا أنه فيما تواصل إيطاليا الاعتقاد بأن الطريق الدبلوماسي هو الطريق الصحيح فهي تؤمن أيضًا بالحاجة إلى رد حازم.
وقال إن الرد كله يتعلق بالتماسك مع الحلفاء، سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي، مع العقوبات وعلى مستوى الناتو عبر "الحفاظ على أدوات الردع" التي تساهم فيها إيطاليا بشكل كبير من خلال أصولها في لاتفيا ورومانيا ومنطقة المتوسط وأماكن أخرى.
كما أشار وزير الدفاع الإيطالي إلى أن هذا هو كل ما يتعلق بالردع، وأضاف: "حث روسيا على عدم تأجيج الصراع واختيار مسار الدبلوماسية [...] نواصل مطالبة روسيا بالتراجع والالتزام بحسن نية بالمساهمة في حل سياسي دبلوماسي...".
وحاول «غويريني» إزالة الشكوك بشأن عزم روما على فرض العقوبات، حيث أشار رئيس الوزراء الإيطالي «ماريو دراغي» (Mario Draghi) إلى أنها ستؤذي إيطاليا بسبب اعتمادها على الغاز (الروسي).
أيضاً أشار إلى عدم وجود تردد من جانب إيطاليا، لكن هناك التزام كامل بالخيارات التي على المستوى الأوروبي يساعدون في جعلها على المستوى الأوروبي.
وأكد أن الطاقة تعد قضية مهمة بالنسبة للمواطنين وينظر إليها بأقصى قدر من الاهتمام، لكن هذا بالتأكيد لا يعيق الحزم الذي يجب أن نتعامل به مع هذه الأزمة.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا يعاني من نقص في سياسة عسكرية مناسبة لأن التماسك الأوروبي "ظهر في الخيارات المشتركة معًا في حلف الأطلسي. نعمل على "البوصلة الاستراتيجية" حيث تقدم إيطاليا أيضًا مساهمة مهمة فيها. هذه ليست مجرد مناقشة عن الأرقام والأصول على الأرض..."