وأدّى وجود الجيش حول المَبنى الحكومي القريب من المطار، إلى تَصاعد حدَّة التوتّر في العاصمة، حيث أُغلقت المتاجر والبنوك، وتم إخلاء بعض المناطق، وتسيير دوريات سيارات مُحمَّلة بالجنود في شوارع العاصمة بيساو. بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الإذاعة الحكومية أن إطلاق النّار أَلحَق أضرارًا بمبنى الحكومة وأن بعض "الغزاة" يحتجزون مسؤولين حكوميين.
وإذا تأكد ذلك فسيكون هذا ثاني انقلاب في غرب إفريقيا خلال أسبوعين بعد استيلاء الجيش على السلطة في بوركينا فاسو في 24 يناير. سيكون هذا هو التغيير الداخلي المسلح الألف في المنطقة، بعد تلك التي حدثت في غينيا ومالي وتشاد والسودان، خلال عام 2021.
وفي هذا الصدد، أدانت "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا" (ECOWAS) التطورات الجديدة في بيساو، مؤكدة أنها تتابع تطور الوضع بقلق بالغ. وأضافت المنظمة في بيان أن "الإيكواس تدين محاولة الانقلاب هذه وتحمل الجيش مسؤولية أمن الرئيس «عمر سيسوكو إمبالو» وأعضاء حكومته".
كما تحدث الاتحاد الأفريقي عن انقلاب عسكري ودعا إلى إطلاق سراح السلطة التنفيذية. ومن جانب الأمم المتحدة، دعا الوزير «أنطونيو غوتيريش» إلى وقف فوري للقتال والاحترام الكامل للمؤسسات الديمقراطية في البلاد.
غينيا بيساو، مُستعمرة بُرتغالية سابقة، هي واحدة من أفقر الدول في العالم. لسنوات، ابتُليت بعدم الاستقرار السياسي والفقر والفساد وتُعتبر موقع عبور استراتيجي للاتجار الدولي بالمخدرات. منذ أن أعلنت استقلالها في عام 1974، عانت الدولة الأفريقية الصغيرة من عشرات الانقلابات. آخر انقلاب وقع في عام 2012. بالإضافة إلى ذلك، مرّت بيساو بفترة طويلة من الجُمود المؤسسي، بدءًا من أغسطس 2015.