جرى نقل الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات إلى المستشفى ليلة الخميس الماضية في حالة خطيرة للغاية بعد سقوطها من الطابق الرابع للمبنى، وسط تورينو على مسافة أمتار قليلة من بورتابالاتسو ومقر بلدية تورينو. بدت حالة الطفلة الصغيرة التي أصيبت بعدة إصابات، بما في ذلك صدمة في الجمجمة والصدر، يائسة على الفور، وكانت جهود الأطباء لإنقاذ حياتها غير مجدية.
بالنسبة للمحققين في فرقة الأمنية الطائرة بقيادة «لويجي ميتولا» وبتنسيق من المدعي العام «فالنتينا سيلارولي»، أدت العناصر المكتسبة والشهادات التي جرى جمعها في مراحل التحقيق المبكّرة إلى إعادة بناء ما حدث.
الفرضية التي رجحها المحققون في هذه القضية هي أن المتهم «محسن أزهر»، صاحب والدة الضحية الصغيرة «فاطمة اسكيكي» كان يحمل هذه الأخيرة بين دراعية، من المرجح أنه كان في حالة سكر، ثم بدأ يلاعبها بطريقة مبالغ فيها برميها نحو الأعلى في الهواء فيلتقطها بيديه، لكن لم تسلم الضحية من عواقب هذه اللعبة المميتة ففقدت توازنها، ذاهبة إلى أسفل المبنى ساقطة من الطابق الرابع. على هذا البناء للوقائع، يواجه المتهم المغربي تهمة القتل العمد.
عندما وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، بدا واضحًا أن «محسن أزهر» مخمورا. يسأل رجال الأمن عن سيجارة، وبدأ بالصراخ والبصق على رجال الشرطة. المغربي يضرب بقبضتيه على نافذة عجلة القيادة وهو جالس في المقعد الخلفي للسيارة المتوقفة أمام الباب. واصل الصراخ بأنه يريد الخروج من السيارة "وإلا سأكسّرها" وأنه موجود بالفعل في السجن وأن "القوانين الإيطالية سيئة". وقال «محسن» للقضاة الذين استجوبوه الليلة بمساعدة المحامي «أليساندرو سينا»: "أشعر بالذنب لما حدث ولم انتبه".
إعادة وقائع وظروف حدوث الجريمة
فاطمة لم تسقط بطريقة عرضية لأنها كانت تطل من السياج الذي يحد الشرفة، ولكن قُتلت. ولا يزال هناك مجال لتحديد ما إذا حدث ذلك طوعا أو من غير قصد. وفقا للمحققين، كان الرجل يحمل الطفلة بين ذراعيه في الطابق الخامس. ثم سقطت منه خلال مشادة مع شريكته في الشرفة السفلى. لاستعادة هذه القصة المرعبة، ينبغي الرجوع إلى مساء يوم الخميس، عندما، في نحو الساعة 9:45، سمعت «استيفانيا»، وهي فتاة تعمل في مخبز "مخبز البازيليكا" الذي يشترك في الفناء مع المبنى في "فيا ميلانو"، رقم 18، دويا (صوت مثل الصوت الذي يحدثة كيس ممتلى بالرمل عند ترميه من مكان عال إلى الأسفل). وروت «استيفانيا» والدموع باكية: "كنت قد أنهيت للتو نوبتي في العمل، وخرجت لإفراغ السطل الممتلىء بمياه متسخة بسبب التنظيف كما أفعل كل مساء. حينها، سمعت صوت بلغة أجنبية. كان رجل وامرأة ترد عليه باللغة الإيطالية، كان الأمر يبدو نقاشا وليس شجارا".
وأضافت الشاهدة: "أخذت الطفلة الصغيرة أنفاسًا قليلة، ثم أخذت نفسًا أعمق، وكان قلبها ينبض ببطء شديد، وطلبت من شريكي الاتصال بالمساعدة التي وصلت بعد فترة وجيزة ثم وصلت الشرطة.. مباشرة بعد نزلت والدة الطفلة وظلت تقول "ابنتي الصغيرة، ابنتي الصغيرة"، ثم جاء شريكها (محسن أزهر)، وغطيت الطفلة الصغيرة التي كانت باردة بسترة وبقيت بجانبها".
صباح أمس، أمام المبنى الذي كانت تعيش فيه الفتاة الصغيرة، تُركت باقة من الورود البيضاء المخططة باللون الوردي مصحوبة بعبارة "وداعاً يا عزيزتي! العبي الآن بسعادة مع الملائكة الآخرين. ستبقين دائما في قلوبنا.