جاءت تصريحات رئيس الدبلوماسية الروسية في الحادي والثلاثين من ديسمبر، غداة محادثة هاتفية في 30 ديسمبر شملت رئيس الولايات المتحدة، «جو بايدن» (Joe Biden)، ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» (Vladimir Putin). حدث هذا بدوره في سيناريو التوترات بين موسكو والقوى الغربية فيما يتعلق بأوكرانيا، والتي نتجت بعد أن نشرت روسيا قرابة 100 ألف جندي على الحدود، في ظل احتمال تقارب كييف مع الناتو.
وفي هذا السياق، وبحسب ما ورد من المتحدث باسم البيت الأبيض «جين بساكي» (Jen Psaki)، فإن الرئيس الأمريكي "حث روسيا على تخفيف التوترات مع أوكرانيا" و "أوضح أن الولايات المتحدة وحلفائها وشركائها سيردون بطريقة حازمة إذا قامت موسكو بغزو أوكرانيا". على وجه التحديد، يمكن لواشنطن أن تفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا اتخذت روسيا مزيدًا من الإجراءات العسكرية ضد أوكرانيا.
بعد هذه التصريحات، قال «سيرجي لافروف» إنه يعارض "المناقشات التي لا نهاية لها" حول هذه القضية، والتي من شأنها أن تخاطر بتدمير الطلبات الروسية، وقال إن موسكو ستتخذ "جميع الإجراءات الضرورية لضمان توازن استراتيجي" و "إزالة التهديدات غير المقبولة لأمن روسيا" إذا جرى تجاهل مخاوفها ولم يصل "رد بنّاء" من الغرب في "وقت معقول". بالإضافة إلى ذلك، قال «لافروف» نفسه إنه لاحظ زيادة في إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا وعدد أكبر من التدريبات العسكرية المشتركة التي أجرتها كييف والقوى الغربية. في ضوء ذلك، أكد الوزير أن موسكو ستحمي مواطنيها الذين يعيشون في شرق أوكرانيا.
كما هو موضح أعلاه، فإن روسيا، التي تعتبر أوكرانيا تهديدًا لأمنها، تطالب باستبعاد كييف من الحلف الأطلسي، لحلف الناتو لوقف أي نشاط عسكري أوروبي - أطلسي في أوروبا الشرقية وسحب كتائبها متعددة الجنسيات من بولندا ودول البلطيق: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، التي كانت ذات يوم مدرجة في الاتحاد السوفيتي. في هذا الصدد، في 31 ديسمبر، كرر أحد المتعاونين مع «بوتين» أن روسيا تريد كتابة "ضماناتها الأمنية" وتقنينها. من جانبهما، رفضت واشنطن والتحالف حتى الآن المقترحات الروسية.
في الوقت الحالي، وفقًا لما أوردته وكالة "أسوشيتيد برس"، يتركز الاهتمام على محادثات جنيف بين المسؤولين الروس والأمريكيين، والمقرر عقدها في 9 و 10 يناير المقبل. الأمل هو أن هذه يمكن أن تساعد في تخفيف التوترات، ولكن، في الوقت نفسه، من المتوقع أن تكون هناك "مضاعفات". ومن المتوقع أن تعقب محادثات جنيف، التي سيقودها الجانب الأمريكي مسؤولون كبار في وزارة الخارجية، محادثات بين روسيا والناتو واجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، من المقرر إجراء محادثات هاتفية بين «بايدن» والرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» (Volodymyr Zelens'kyj) في 2 يناير. وفقًا للبيت الأبيض، يعتزم الزعيمان مراجعة الاستعدادات للمشاركة الدبلوماسية القادمة.
وبشأن محادثات 9 و 10 يناير في جنيف، قال «دانييل فرايد» (Daniel Fried)، سفير الولايات المتحدة السابق لدى بولندا وأحد الرؤساء «باراك أوباما» و«جورج دبليو بوش» ومستشاري «بيل كلينتون» الرئيسيين لأوروبا الشرقية: "الأسبوعان المقبلان سيكونان صعبين". لقد قامت إدارة «بايدن» بعمل ذي مصداقية إلى حد ما في تشكيل وتأطير المفاوضات. ومع ذلك، فإن الاختبار الأصعب لم يأت بعد، لأن «بوتين» سيستمر في الانخراط في التهديدات والمخاطر ليرى مدى تصميمنا".
بالتوازي مع ذلك، وبعد محادثة هاتفية بين «بايدن» و«بوتين»، أصدرت مجموعة من 24 مسؤولًا سابقًا في الأمن القومي الأمريكي وخبراء روس بيانًا حثت فيه رئيس البيت الأبيض على تحديد العقوبات المحتملة على الفور وعلناً والتي يمكن أن تتكبدها موسكو في إذا قررت القيام بعمل عسكري. الهدف هو التأثير على حسابات الكرملين من حيث التكاليف والفوائد والتأكد من أن هذا يمكن أن يفهم مدى الضربة الاقتصادية التي قد يواجهها.