وقال متحدث باسم الجيش المالي لم يذكر اسمه لـ"رويترز" إن القوات المالية حصلت على طائرات ومعدات من الروس وإن تلقي تدريب في الموقع سيكون أرخص من الذهاب إلى روسيا. ومع ذلك، لم يوضح المتحدث عدد الجنود الروس الذين جرى إرسالهم إلى "تمبكتو". وقال سكان لـ"رويترز" في وقت لاحق إنهم رأوا رجالا روس يرتدون الزي الرسمي يقودون سيارات في أنحاء المدينة لكنهم لم يعرفوا عددهم.
في 24 ديسمبر 2021، أعلنت الحكومة المالية أن "مدربين روس" وصلوا إلى البلاد، لكن باماكو وموسكو قدّمتا حتى الآن القليل من التفاصيل حول الانتشار، بما في ذلك عدد الجنود المشاركين أو المهمة المحددة للقوات الروسية. وصدر النبأ بعد أن أدانت فرنسا و 15 دولة من بينها إيطاليا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة وإسبانيا والنرويج والسويد وكندا، في 23 ديسمبر، نشر مرتزقة روس ينتمون إلى مرتزقة فاغنر الروسية لتقديم الدعم المادي للمقاتلين في هذا البلد الإفريقي. هذا الاتهام، نفته الحكومة المالية وجود مرتزقة روس على أراضيها، مشيرة إلى أن القوات الروسية في البلاد جزء من اتفاق ثنائي.
جاء وصول القوات الروسية إلى مالي عقب انتشارها في عدة نقاط حرجة أخرى في القارة الأفريقية، في إطار ما وصفه محللون كمحاولة من موسكو لاستعادة نفوذها في القارة بعد غياب طويل بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.
بعد ذلك، تأتي آخر الأخبار عن الأنشطة الروسية في مالي مع تقليص فرنسا لبعثة مكافحة الإرهاب المعروفة باسم "برخان". في 14 ديسمبر، غادرت القوات الفرنسية مدينة "تمبكتو" حيث أعلن الرئيس الفرنسي السابق «فرانسوا هولاند»، في 2 فبراير 2013، بدء الهجوم العسكري الفرنسي في مالي الذي ساعد البلاد على صد المتمردين الإسلاميين من المناطق الشمالية. جاء قرار سحب الجنود الفرنسيين من "تمبكتو" في إطار برنامج تقليص وجود باريس في هذه الدولة الأفريقية. أعلنت فرنسا في يونيو 2021 أنها ستسحب أكثر من 2000 جندي من منطقة الساحل بحلول أوائل عام 2022، مع تركيز جهودها العسكرية على تحييد عمليات المتمردين وتعزيز وتدريب الجيوش المحلية.
جاء القرار وسط تنامي عدم الاستقرار السياسي في هذه الدولة الأفريقية، حيث أدى العقيد «أسيمي غويتا» (Assimi Goita)، بعد أن قاد انقلابين في أقل من عام، اليمين كرئيس مؤقت في 7 يونيو. تعهدت الحكومة التي يهيمن عليها الجيش في البداية بإجراء انتخابات بحلول نهاية فبراير 2022، لكنها اقترحت الآن فترة انتقالية تتراوح بين ستة أشهر وخمس سنوات.
وزادت التقارير عن انتشار "فاغنر" في الأشهر الأخيرة من توتر العلاقات المتوترة بالفعل بين الحكومة الفرنسية وقادة الانقلاب. وجاءت التوترات المتزايدة أيضًا في وقت أصبحت فيه المشاعر المعادية للفرنسيين شائعة جدًا بين سكان مالي، الذين اتهموا باريس بالفشل في احتواء تصعيد الجماعات المسلحة للعنف. أغلق الجيش الفرنسي بالفعل قواعده في "كيدال" و"تيساليت"، في الشمال، لكنه يحافظ على وجوده في "غاو"، وهي منطقة لا تزال غير مستقرة إلى حد كبير، حيث تركزت العمليات في السنوات الأخيرة.