وفي مذكرة نقلتها "يورونيوز"، يُقرَأ أنه في يوم الجمعة 14 يناير جرى حجز شاحنتين ومصادرتهما عند معبر "ميردار" الحدودي، الواقع على الحدود مع صربيا. كان على متن السيارة ستة أشخاص، مُنعوا من الوصول.
في هذا الصدد، من المهم التأكيد على أن صربيا، في 16 يناير، ستجري استفتاء لتعزيز استقلال سلطتها القضائية كجزء من الإصلاحات اللازمة لتسهيل دخول دولة البلقان إلى الاتحاد الأوروبي. لذلك، فإن الوثائق التي جرى إرسالها إلى كوسوفو كانت ستستخدم من قبل الأقلية العرقية الصربية للمشاركة في التصويت يوم الأحد.
جاء الرفض الكوسوفي بعد أن رفضت سلطات "بريشتينا"، في 14 يناير، طلب الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا العظمى تنظيم استفتاء على الإصلاحات الدستورية لصرب كوسوفو. وبررت السلطات هذه الخطوة من خلال التأكيد على أنها ستكون انتهاكًا واضحًا لدستور البلاد وقوانينها. على وجه التحديد، لاحظ رئيسة جمهورية كوسوفو «فيوزا عثماني» (Vjosa Osmani) ورئيس الوزراء «ألبين كورتي» (Albin Kurti) ورئيس البرلمان جلوك كونجوفكا أن "افتتاح مراكز الاقتراع في كوسوفو يشكل انتهاكًا لدستور وقوانين كوسوفو، وكذلك كممارسات دولية". وبحسب "بريشتينا"، فإن فتح صناديق الاقتراع للأقلية الصربية يمثل "انتهاكًا لوحدة أراضي دولة مستقلة وذات سيادة" من قبل صربيا.
وتنص الوثيقة الصادرة عن قيادة كوسوفو أيضًا على أن المواطنين الصرب المقيمين في البلاد، والذين يحملون جنسية مزدوجة، "لهم الحق في التصويت وفقًا للمعايير والممارسات الدولية، أي بالبريد أو عبر مكتب الاتصال في بريشتينا". كما جاء في البيان المشترك من الرئيس ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان: "إن دستور كوسوفو، والقوانين السارية [...]، وكذلك القانون الدولي والممارسات الدولية لا تعترف بحق دولة ما في إجراء استفتاء في إقليم ذي سيادة لدولة أخرى. لذلك، فإن الممارسات المطبقة حتى الآن منذ عام 2012 غير دستورية، وبالتالي، لا تمثل التزامًا للمؤسسات الحالية لجمهورية كوسوفو، نابعة من الإرادة الواضحة للمواطنين المُعبَّر عنها في 14 شباط 2021".
وقال محللون دوليون إن مثل هذا القرار قد يزيد من توتر العلاقات بين كوسوفو وصربيا. بعد إعلان كوسوفو الاستقلال من جانب واحد، في 17 فبراير 2008، شهدت "بريشتينا" و"بلغراد" تباطؤًا تدريجيًا في العلاقات الثنائية. بدأت "بريشتينا" و"بلغراد" عدة جولات من المحادثات منذ عام 2013 لمحاولة حل القضايا العالقة، لكن لم يتم إحراز تَقدّم يُذكَر منذ ذلك الحين.
وعلى الرغم من الاعتراف بكوسوفو من قبل 74 دولة في العالم، بما في ذلك %86 من أعضاء الناتو و %81 من الاتحاد الأوروبي، لا تزال هناك معارضة من بعض القوى العظمى، مثل روسيا (الحليف التاريخي لبلغراد) والصين والهند، والبرازيل، وشكوك بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا وقبرص واليونان وسلوفاكيا ورومانيا.
في سبتمبر 2020، وقع الرئيس الصربي «ألكسندر فوسيتش»(Aleksandar Vucic) ورئيس الوزراء الأسبق لكوسوفو، «عبد الله هوتي» (Avdullah Hoti)، اتفاقية تاريخية في البيت الأبيض لتطبيع العلاقات الاقتصادية بين دولتي البلقان، تنص على تعاونهما لجذب الاستثمارات وخلق فرص عمل في بعض القطاعات.