كازاخستان: الصين تعرض دعما عسكريا لمواجهة "قوى خارجية" - الإيطالية نيوز
Facebook social icon TikTok social icon Twitter X social icon Instagram social icon WhatsApp social icon Telegram social icon YouTube social icon

آخر الأخبار

كازاخستان: الصين تعرض دعما عسكريا لمواجهة "قوى خارجية"

الإيطالية نيوز، الإثنين 10 يناير 2022 - أعلنت الصين يوم الاثنين 10 يناير استعدادها لتعزيز تعاون "قوى النظام والأمن" مع جارتها كازاخستان، بهدف دعم "نور سلطان" في محاربة "القوى الخارجية" التي تتهمها السلطات الكازاخستانية بالوقوف وراء "محاولة الانقلاب".


كشف وزير الخارجية الصيني «وانغ يي» (Wang Yi) عن دعم بكين، في تعليقه على الاحتجاجات العنيفة التي هزت الدولة الواقعة في آسيا الوسطى منذ 2 يناير، خلال محادثات هاتفية مع وزير خارجية كازاخستان، «مختار تيلوبيردي» (Mukhtar Tileuberdi).


وقال «وانغ»: "أظهرت الاضطرابات الأخيرة في قازاغستان أنه لا تزال هناك تحديات خطيرة يجب مواجهتها في آسيا الوسطى، وكشفت مرة أخرى أن بعض القوى الخارجية لا تريد السلام والهدوء في منطقتنا". وتأتي المحادثات بين "بكين" و"نور سلطان" بعد أن اتهمت السلطات الكازاخستانية، "من دون تقديم أي دليل"، "متطرفين إسلاميين تدربوا في الخارج" بتدبير موجة الاحتجاجات. ثم اتخذت هذه الأخيرة، التي كانت ذات طابع سلمي، منعطفًا عنيفًا إلى حد ما، لا سيما بعد الأمر الصادر عن سلطات البلد "بفتح النار الحي على مثيري الشغب لقتلهم". علاوة على ذلك، سمح التحذير من وجود "إرهابيين" بين المتظاهرين أيضًا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي (CSTO)، وهي تحالف عسكري تقوده موسكو، بإرسال نحو 2500 جندي إلى كازاخستان لفترة قصيرة من الزمن.


علّق محللون دوليون بإسهاب على تورط الصين في قضية كازاخستان. تخشى بكين، مثل موسكو، من أن يؤدي عدم الاستقرار والتعبئة الشعبية في دولة مجاورة إلى تهديد واردات الطاقة ومشاريع "مبادرة الحزام والطريق" (BRI)، وهي مبادرة صينية قامت على أنقاض طريق الحرير في القرن التاسع عشر من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، فضلاً عن الأمن في منطقة "شينجيانغ"، بغرب الصين. هذه الأخيرة استراتيجية بشكل خاص لأنها تشترك في 1770 كيلومترًا من الحدود مع كازاخستان.


وقال «لي مينجيانغ»، الأستاذ المشارك في مدرسة "إس راجاراتنام" للدراسات الدولية في سنغافورة: "لا تريد الصين أن توسع الولايات المتحدة مجال نفوذها في كازاخستان وآسيا الوسطى بسبب الاضطرابات". وأضاف الخبير: "إذا توجت ثورة ملونة بإرساء الديمقراطية السياسية في دولة مجاورة، فإن النتيجة يمكن أن تشجع النخبة المثقفة المؤيدة لليبرالية في الصين على إطلاق شيء مماثل".


في البداية، لاحظت الصين التطورات في الاضطرابات الكازاخستانية من بعيد. ومع ذلك، فإن تصريحات 7 يناير التي أدلى بها الرئيس «قاسم جومارت توكاييف» بشأن وجود "إرهابيين مدربين في الخارج" بين مثيري الشغب، وكذلك الأمر بإطلاق النار على الحشد، دفعت الرئيس الصيني، «شي جين بينغ»، إلى تقديم دعم عسكري لـ النظير في قمع ما أسمته بكين "ثورة الألوان". في 7 يناير نفسه، أجرى «شي» محادثات هاتفية مع «توكاييف». وأشاد الزعيم الصيني بقمع نظيره الكازاخستاني ، قائلا: "في لحظة حاسمة، اتخذ إجراءات حازمة وفعالة، وسرعان ما أعاد الهدوء".


في السنوات الأخيرة، شهدت آسيا الوسطى، ولا سيما "نور سلطان"، زيادة حادة في نفوذ الصين، التي أقامت علاقات اقتصادية عميقة مع جيرانها. على سبيل المثال، في كازاخستان، استثمرت الصين عشرات المليارات من الدولارات، خاصة في قطاع الطاقة. وعلى  القدر نفسه من الأهمية، نؤكد أن بكين قد استخدمت البلاد "كنقطة انطلاق" لمبادرة الحزام والطريق، المعروفة أيضًا باسم "طريق الحرير الجديد"، وهو مشروع مهم للسياسة الخارجية للرئيس «شي». ومع ذلك، على الرغم من مصالحها الاستراتيجية ونفوذها المتزايد في البلاد، فقد لاحظت بكين دائمًا الأحداث على مسافة آمنة، مثل وصول - بناءً على طلب «توكاييف» - القوات الروسية في كازاخستان، في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي. في هذا السياق، من المهم التأكيد على أن القوات الروسية المنتشرة في كازاخستان ركزت على تأمين المطارات والمواقع الاستراتيجية الأخرى، بدلاً من قمع الاحتجاجات. لذلك، فسر بعض المحللين تدخل موسكو على أنه جزء من استراتيجية طويلة الأمد للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» لتعزيز ثقة الكرملين ومجال نفوذه في جميع أنحاء المنطقة، ربما على حساب الصين. على الرغم من ذلك، من المناسب أيضًا أن نتذكر القرب المتزايد بين بكين وموسكو، والتي غالبًا ما وُضعت في جبهة موحدة فيما يتعلق بالغرب. ومع ذلك، قد تمثل آسيا الوسطى ساحة مواجهة محتملة بين القوتين العظميين، خاصة وأن الاستثمارات الصينية الأخيرة قد أضعفت سيطرة موسكو القوية والتاريخية.