الإيطالية نيوز، الأربعاء 26 يناير 2022 - قلّل سفير أوكرانيا لدى اليابان، «كورسكي سيرجي» (Korsunsky Sergiy)، من خطورة نشوب "حرب شاملة" بين كييف وموسكو، مؤكّدا المخاطر الكبيرة للغاية بالنسبة لأوروبا، بما في ذلك وجود 15 مفاعل نووي وخطوط أنابيب الغاز والنّفط في بلاده.
وبحسب ما ورد تسعى كييف إلى حل دبلوماسي للتوتّرات الحالية مع روسيا في 26 يناير، ووفقًا للدبلوماسي الأوكراني في اليابان، هناك فرصة ضئيلة لوقوع حرب شاملة، على الرغم من احتمال حدوث صراعات طفيفة. وقال «كورسونسكي» خلال مؤتمر صحفي عقد في 26 يناير في العاصمة اليابانية طوكيو: "أعتقد أن حربًا واسعة النطاق يصعب توقّعها، لكننا قد نشهد المزيد من الصراعات المحلية". وأضاف "إذا توصّلنا إلى الخيار العسكري، دعني أقول لكم إنّنا مستعدّون بالتأكيد وجيشنا مستعدّ جيدا".
لكن الدبلوماسي شدّد على المخاطر الجسيمة في هذا السيناريو. وقال كورسونسكي "إذا كانت الحرب على وشك أن تندلع، فإنها ستكون الأولى في تاريخ البشرية ضد دولة لديها 15 مفاعلًا نوويًا و 30 ألف كيلومتر من أنابيب الغاز والنفط على أراضيها، المليئة بالغاز والنفط". وأضاف: "إذا دمّرت كل هذه البنى التحتية، فلن يكون هناك مزيد من أوكرانيا. لكن هذه ليست سوى واحدة من العواقب. لن يكون هناك وجود لأوروبا الوسطى بعد الآن، ومن المحتمل أن تتأثّر أوروبا الغربية أيضا". وأوضح "إن خطر وقوع كارثة نووية، بسبب الأضرار العرضية للمفاعل، يعيد إلى الأذهان الوضع الذي حدث في تشيرنوبيل في عام 1986، مع عواقب بسبب النفايات المشعّة في جميع أنحاء القارّة."
فيما يتعلّق، مع ذلك، بالمخاطر المتعلقة باحتياجات الطاقة الأوروبية، أفادت أنباء أطلقتها وكالة "رويترز" حصريًا في 25 يناير أن الولايات المتّحدة تجري محادثات مع الدول الرئيسية المنتجة للطاقة ومع الشركات في جميع أنحاء العالم للاتفاق على تحويل محتمل للإمدادات إلى أوروبا في حالة غزو روسيا لأوكرانيا. وفي حديثه للصحفيين عبر الهاتف، لم يحدّد بعض "مسؤولي إدارة بايدن" الدول أو الشركات التي يجرون محادثات معها لضمان استمرار تدفق الطاقة في أوروبا للفترة المتبقية من فصل الشتاء، لكنهم قالوا إن قائمتهم تشمل مجموعة واسعة من المورّدين، بما في ذلك بائعي الغاز الطبيعي المسال.
أخيرًا، فيما يتعلّق بالعلاقات بين الدول الثلاث المذكورة، تعتبر اليابان حليفًا استراتيجيًا لواشنطن، وقد تسبّب موقف طوكيو من الأزمة الأوكرانية بالفعل في رد فعل حاد من الدبلوماسيين الرّوس. في يوم الجمعة 21 يناير، اتّفق رئيس الوزراء الياباني «فوميو كيشيدا» (Fumio Kishida) والرئيس الأمريكي «جو بايدن» (Joe Biden) على مواصلة التعاون الوثيق بشأن الوضع في أوكرانيا خلال مؤتمر عبر الفيديو. في غضون ذلك، التقى السفير «كورسونكي» بنفسه مع القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة في اليابان، إلى جانب رئيس جمعية الصداقة البرلمانية اليابانية الأوكرانية، «موري إيسوكي» (Mori Eisuke)، في 21 يناير، لإعادة تأكيد دعم الولايات المتحدة لاحترام السيادة الأوكرانية.
في 22 يناير، أفادت وكالة "تاس" الروسية أن سفارة موسكو في طوكيو استنكرت "محاولات اليابان تهديد روسيا" في سياق التوترات في أوكرانيا من خلال "إجراءات حاسمة بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة وغيرها. وصفت بأنها "غير مقبولة، لا معنى لها وذات نتائج عكسية" في سياق العلاقات الروسية اليابانية. كما نصحت البعثة الدبلوماسية الروسية الجانب الياباني "بقراءة أعمق لجوهر المبادرات الروسية بشأن الضمانات الأمنية المتبادلة مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي" وكذلك "التقييم الحيادي للنشاط العدواني لتحالف الناتو بشأن توسعه "شرقا" فيما يتعلق بالحدود الروسية والاستعمار العسكري لأراضي أوكرانيا المجاورة.