وقالت وكالة الأنباء الفرنسية، "فرانس 24"، إنه لم يتم حتى الآن تسريب أي تفاصيل عن المحادثات الهاتفية من باريس. من ناحية أخرى، نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "ريا نوفوستي" ما أفرج عنه الكرملين. كان تركيز المحادثة على مسألة الضمانات الأمنية طويلة المدى والمضمونة قانونًا التي تطلبها روسيا.
جرى تسليم عريضة المطالب الروسية إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في 15 ديسمبر 2021. وأشار «بوتين» إلى أن الجانب الروسي يدرس بعناية الردود المكتوبة التي وردت من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في 26 يناير، ثم يقرر كيفية التصرف. في الوقت نفسه، كرر الرئيس الروسي أن وثيقة واشنطن لم تتناول عددا من القضايا الجوهرية. الأولى: حصر توسع الحلف الأطلسي نحو الشرق، والثانية عدم نشر منظومات الصواريخ على أبواب الاتحاد. ثالثًا، استعادة الإمكانات العسكرية الأوروبية لـ"معمارية 1997". علاوة على ذلك، على موقع الكرملين على الإنترنت، تم توضيح أنه، في مايو من ذلك العام، في باريس، تم التوقيع على "القانون التأسيسي للعلاقات المتبادلة والتعاون والأمن بين الناتو وروسيا"، وهي وثيقة أقرت ولادة مجلس الناتو - روسيا.
بعد ذلك، أضاف «بوتين» أن سؤالًا محوريًا آخر لم تتم الإجابة عليه أيضًا. هكذا تنوي الولايات المتحدة وشركاء الحلف اتباع مبدأ الأمن غير القابل للتجزئة. هذا الأخير موجود ضمن المواد الأساسية لـ"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" (OSCE) [2-3 ديسمبر 1998] وفي تلك التي تربط بين روسيا وحلف شمال الأطلسي. ويتصور أن الدول المشاركة، في هذا السياق، يجب أن تسترشد دائمًا بمفهوم شامل للأمن، وعدم قابلية الأمن للتجزئة، والمبدأ القائل بأنه لا ينبغي لأي دولة مشاركة في "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" أن تسعى إلى تعزيز أمنها على حساب الآخرين.
وفيما يتعلق بالصراع في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، قال «ماكرون» و«بوتين» إن قمة نورماندي الرباعية في 26 يناير تشير إلى نية الأطراف الحوار. من جانبه، أكد رئيس الكرملين مجددًا أن كييف يجب أن تلتزم باحترام اتفاقيات مينسك وبدء المفاوضات مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك اللتين نصبت نفسها بنفسها. في هذا الصدد، من المهم التأكيد على أنه في المنطقة المذكورة أعلاه، منذ فبراير 2014، كان هناك صراع مستمر بين القوات المسلحة في كييف والانفصاليين. ورغم أن الكرملين ينفي مرارًا تورطه في الحرب، فقد أجريت تحقيقات كشفت عن وجود مرتزقة موالين لروسيا في المنطقة، فضلاً عن التمويل العسكري والاقتصادي الذي ترسله موسكو إلى حركات الاستقلال.
في وقت سابق، تم الكشف عن أن رئيس الإليزيه، خلال محادثات مع «بوتين»، يعتزم تقييم ما إذا كانت موسكو تبحث عن "مواجهات" أو "مشاورات". وبالمثل، قال وزير الخارجية الفرنسي، «جان إيف لودريان»، إن الغرب لا يزال منفتحًا على الحوار. وخلص الوزير إلى أن الأمر متروك الآن للرئيس الروسي ليقرر ما إذا كان سيكون "قوة مزعزعة للاستقرار" أو يسعى لإجراءات تهدئة.