الرئيس الأوكراني يحث الناتو والولايات المتحدة على الهدوء والكف عن خلق الذعر" - الإيطالية نيوز

الرئيس الأوكراني يحث الناتو والولايات المتحدة على الهدوء والكف عن خلق الذعر"

الإيطالية نيوز، السبت 29 يناير 2022 - مع استمرار روسيا في تعزيز وجودها العسكري بالقرب من حدود أوكرانيا، حذّر المسؤولون الأمريكيون من أن هجومًا روسيًا على البلاد قد يكون "وشيكًا"، لكن المسؤولين في أوكرانيا اتّخذوا نبرة مختلفة تمامًا وهم يسعون لتجنّب الذّعر والوقاية اقتصاد البلاد الناشئ.


على وجه الخصوص، حذّر رئيس أوكرانيا، «فولوديمير زيلينسكي» (Volodymyr Zelensky)، الأطراف التي تلقي حطب الحديث لإشعال نار الحرب بذريعة حماية أوكرانيا، في تلميح صريح إلى الولايات المتحدة والناتو وبريطانيا


في حديثه بعد يوم من مكالمة هاتفية مع «بايدن»، قال الرئيس الأوكراني إن الوضع الأمني ​​حول بلاده لا يختلف كثيرًا عن الوضع في العام الماضي، وأنه على الرغم من كونه خطيرًا، إلا أنه لا يعني بالضرورة أن الصراع وشيك أو لا مفر منه. وأضاف «زيلينسكي» إنه لا يختلف بشأن جدية التهديد الرّوسي مع الرئيس الأمريكي، لكنه أشار إلى أنه يختلف في نبرة تعليقاتهما العامة بشأن هذه المسألة.


ومع عجز الميزانية المحدود والاحتياطيات المرتفعة، يكون الاقتصاد الأوكراني في وضع أفضل بكثير لمواجهة موجات الصدمة من هجوم روسي مما كان عليه عندما غزت موسكو في عام 2014. لكن التهديد الذي يلوّح في الأفق بدأ بالفعل في إحداث خسائر، حيث انخفضت قيمة الهريفنيا الأوكرانية نحو 8 في المائة مقابل الدولار منذ نوفمبر الماضي. وكان «زيلينسكي» قال يوم الجمعة إن بلاده خسرت ما يقرب من نصف مليون دولار من الاستثمارات منذ بدء التعزيز الروسي وستتطلب ضخ ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد.


وقال زيلينسكي في يوم الجمعة نفسه: "بعد شن الحرب مع روسيا ووكلائها في دونباس لما يقرب من ثماني سنوات، والتي أودت بحياة أكثر من 14000 شخص، لم يكن لدى الأوكرانيين أوهام بشأن قدرات موسكو، ويستعد الجيش الأوكراني للأسوأ. السياسيون والجمهور الأوكرانيون ليسوا غرباء عن العيش تحت تهديد روسيا. وأضاف: "نحن ممتنون جدًا للمساعدة، لكننا تعلمنا التعايش مع هذا والتطور معه. تعلمنا حماية أنفسنا، والدفاع عن أنفسنا، وهذه هي حياتنا لنقودها."


إن التصريحات المفاجئة لرئيس جمهورية أوكرانيا تتناقض كُلِّياً مع سعي الولايات المتحدة لحشد جبهة موحدة في مواجهة هجوم روسي محتمل، بينما حذر المسؤولون في أوكرانيا، التي تواجه أكثر من 100 ألف جندي روسي على حدودها، من إثارة الذعر.

 في هذا السياق، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الاثنين 24 يناير، عن خطط لإجلاء أسر الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في كييف، وصف «أوليج نيكولينكو»، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، الخطوة بأنها "سابقة لأوانها" ومثال على "الحذر المفرط".


يتساءل بعض الخبراء عما إذا كان المسؤولون الأوكرانيون قد أساءوا قراءة البيئة السياسية حيث تسعى موسكو لفرض تنازلات كبيرة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بشأن الترتيبات الأمنية لما بعد الحرب الباردة في أوروبا. هنا، قالت «أليونا غتمانتشوك»، مديرة مركز أوروبا الجديدة، وهي مؤسسة فكرية مقرها كييف: "لا أستبعد أن بعض صانعي القرار الأوكرانيين لا يرون بصدق الفرق بين التعزيزات الحالية وبعض سابقاتها من وجهة نظر عسكرية، من دون مراعاة السياق السياسي، الذي في رأيي، مختلف هذه المرة".


في أوائل نوفمبر 2021، أظهرت مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الصناعية المتاحة للجمهور تحركات غير مفسرة لمعدات وعتاد عسكري روسي بالقرب من الحدود الأوكرانية، سارعت واشنطن في بدء تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء والشركاء في أوروبا وحلف شمال الأطلسي لتنبيههم إلى خطط موسكو، وكان صريحًا بشكل غير عادي في دعوة الكرملين علنًا.


نشأت التوترات بين روسيا والغرب بعد تكديس القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، ما أثار مخاوف من غزو افتراضي. ونفت موسكو وجود خطط لمثل هذا الهجوم، لكنها حثت الغربيين على تقديم ضمانات أمنية تستبعد توسع الناتو في أوكرانيا ونشر أسلحة الحلف على أراضيها. في 17 ديسمبر، نشرت وزارة الخارجية الروسية لأول مرة الضمانات الأمنية المقدمة إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي قبل يومين لحل المشكلة. بالإضافة إلى استبعاد كييف من الحلف الأطلسي، قدمت روسيا مطالب أخرى مثل وقف أي نشاط عسكري أوروبي - أطلسي في أوروبا الشرقية وانسحاب كتائب الناتو متعددة الجنسيات من بولندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا. في 26 يناير، رفضت واشنطن والتحالف المقترحات الروسية للحد من انضمام أعضاء جدد بما في ذلك أوكرانيا. ومع ذلك، تم تقديم اقتراحات بشأن المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل محادثات الحد من التسلح وزيادة الشفافية بشأن تحركات القوات والتدريبات العسكرية.


دعت إدارة «بايدن» إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي في الحادي والثلاثين من يناير قد يفتح باب مناقشة وجهاً لوجه بشأن أوكرانيا بين الولايات المتحدة وروسيا. في غضون ذلك، وضعت الولايات المتحدة وحلفاء الناتو قواتها في حالة تأهب قصوى وعززوا شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.