الإيطالية نيوز، الإثنين 24 يناير 2022 - بدأت الدول الأعضاء في الناتو في نشر سفن وطائرات مقاتلة إضافية في عمليات انتشار الحلف في أوروبا الشرقية اليوم الاثنين، ما يعزز الردع والدفاع عن الحصار العسكري الغربي، بينما تواصل روسيا نشر قواتها على طول الحدود مع أوكرانيا. أُعلن عن ذلك يوم الاثنين ذاته في نشرة رسمية على موقع التحالف الأطلسي.
وقال الأمين العام لحلف الناتو «ينس ستولتنبرغ» (Jens Stoltenberg): "أرحب بالحلفاء الذين يساهمون بقوات إضافية في الناتو. سيستمر الناتو في اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم، بما في ذلك من خلال تعزيز الجزء الشرقي من الحلف. سنستجيب دائمًا لأي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك من خلال تعزيز دفاعنا الجماعي".
بالتفصيل، أرسلت الدنمارك فرقاطة إلى بحر البلطيق وهي مستعدة لنشر أربع مقاتلات من طراز F-16 في ليتوانيا، لدعم مهمة الدوريات الجوية لحلف الناتو في منطقة البلطيق. بالإضافة إلى ذلك، وافقت إسبانيا أيضًا على إرسال سفن عسكرية إلى أوروبا الشرقية للانضمام إلى أسطول الحلفاء، وتدرس وضع مقاتلين في بلغاريا. من جانبها، جعلت فرنسا نفسها مستعدة لنشر قوات في رومانيا. كما كررت هولندا دعمها لأوكرانيا، معلنة أنها مستعدة لإرسال طائرتين مقاتلتين من طراز F-35 إلى بلغاريا، اعتبارًا من أبريل، لدعم أنشطة الدوريات الجوية للناتو في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، وضعت أمستردام سفينة حربية ووحدات من القوات البرية في حالة تأهب، في انتظار نشر نهائي للقوات العسكرية. أخيرًا، تدرس الولايات المتحدة إمكانية زيادة وجودها العسكري في القسم الشرقي من الحلف الدفاعي.
كما تضمن أيضا البيان الذي نشره الناتو قوله: "الناتو هو حلف دفاعي. وَكَرَدٍّ على ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014، عزز الناتو وجوده في الجزء الشرقي من الحلف، بما في ذلك مع أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات في إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا. هذه الوحدات، بقيادة المملكة المتحدة وكندا وألمانيا والولايات المتحدة على التوالي، متعددة الجنسيات وجاهزة للقتال." وحَدَّد "إن وجودهم يوضح أن الهجوم على حليف واحد سيعتبر هجومًا على الحلف بأكمله."
في وقت لاحق، في 24 يناير، انتقد المتحدث باسم الكرملين «دميتري بيسكوف» (Dmitry Peskov) قرار الناتو. وبحسب المسؤول الروسي، فإن هذه الخطوة ستساعد في "تأجيج التوترات الأمنية". لكن «بيسكوف» أوضح أن التصعيد "ليس بسبب ما نقوم به نحن، روسيا"، على عكس ذلك، بسبب الإجراءات التي "يعتمدها الناتو والولايات المتحدة"، وكذلك فيما يتعلق بـ "المعلومات" التي كُشف عنها. وقال «بيسكوف» في خطابه إن زيادة قوة الحلف الأطلسي على أبواب الاتحاد الروسي هي خطوة "لا يمكن للجيش الروسي تجاهلها" المسؤول عن أمن البلاد. وأخيرًا، أعلن المتحدث باسم الكرملين: "هناك عملية مستمرة من التدريبات والمناورات والأنشطة العسكرية التي لم تنقطع أبدًا".
ومع ذلك، فقد اتخذت ألمانيا مواقف مختلفة اتجاه شركاء الناتو، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبولندا ودول أخرى. في وقت سابق، يوم الجمعة، 21 يناير، ذكرت صحيفة "وُلْ ستريت جورنال" أن برلين رفضت طلبًا من إستونيا، وهي أيضًا عضو في التحالف، لتزويد أوكرانيا بالأسلحة. بالتفصيل، لم تصدر برلين تصاريح لتصدير مدافع الهاوتزر D-30، من أصل ألماني. كشفت صحيفة "وُلْ ستريت جورنال" أن هذه أسلحة سوفيتية تركت في ألمانيا بعد إعادة توحيدها، قبل تصديرها إلى فنلندا ثم إلى إستونيا لاحقًا.
وتأتي هذه التطورات في أعقاب التصريحات التي أدلى بها دبلوماسي بارز في حلف شمال الأطلسي لمصادر صحفية روسية وألمانية في 22 ديسمبر 2021. وكان المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قد أعلن أن الحلف الأطلسي سيتبنى، لأول مرة، إجراءً عسكريًا مضادًا ملموسًا للرد على نشر أكثر من 175 ألف جندي روسي على الحدود مع أوكرانيا. سيعمل الناتو على زيادة الاستعداد العسكري والعملياتي لـ 40 ألف جندي من "قوة الرد التابعة لحلف الناتو"، وهي قوة استعداد عالية تتألف من وحدات برية وجوية وبحرية وقوات خاصة قادرة على الانتشار بسرعة في العمليات حيثما دعت الحاجة. بهذه الطريقة، ستكون القوات المسلحة المتحالفة جاهزة للعمل بشكل أسرع في حالة حدوث عدوان. وأوضحت المصادر أن الحلف يهدف من خلال هذه الخطوة إلى ضمان حماية الدول الأعضاء في أوروبا الشرقية.
وكشف المسؤول الأوروبي الأطلسي أيضًا أن "وحدة الناتو المشتركة ذات الجاهزية العالية جدًا"، أو ما يُطلَق عليها أيضا "رأس الحربة لقوة الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي"، قد تم تفعيلها أيضًا لأنها ستنتشر في منطقة الأزمة.
الولايات المتحدة تستغل الأزمة لتنشيط سوق العسكري
تبنت الولايات المتحدة موقفًا عمليًا أكثر. على سبيل المثال، في 22 ديسمبر 2021، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على البيع المحتمل لنظام صواريخ "جافلين" المضاد للدبابات إلى ليتوانيا، بموجب صفقة بقيمة 125 مليون دولار. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الصفقة ستساعد "ليتوانيا على بناء قدرتها الدفاعية طويلة المدى للدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها من أجل تلبية متطلبات دفاعها الوطني".