الإيطالية نيوز، السبت 4 ديسمبر 2021 - وقّعت شركة "ساوند إينيرجي"، وهي شركة بريطانية للغاز، مع شركة الكهرباء المغربية المملوكة للدولة، في إطار برنامج تصحيحي، عقدا بموجبه تزود الشركة البريطانية المذكورة أعلاه المملكة المغربية بالغاز. لمحاولة هذه الصفقة جاءت في الوقت المناسب لاستبدال الإمدادات من الجزائر، التي توجد حاليًا في خلاف مع سلطات الرباط.
أتي الاتفاق بين شركة "ساوند إنيرجي" والمكتب الوطني للكهرباء والماء المغربي بعد شهر من إعلان الجزائر العاصمة عدم رغبتها في تجديد العقد المتعلق بخط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي (MEG)، الذي يمد إسبانيا بالغاز عبر الأراضي المغربية. وأوقف القرار الجزائري الفوائد التي كانت الرباط تحصل عليها مقابل عبور أنبوب الإمدادات على ترابها وتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز عالميا. حصلت المملكة على %7 من عائدات الغاز الذي تنقله شركة (MEG)، إذ تراوحت الأرقام على مر السنين من 500 مليون إلى 2.4 مليار درهم.
وبحسب الصحافة الجزائرية، بلغت قيمة واردات المغرب من الغاز الطبيعي، لعام 2020، 750 مليون متر مكعب، منها 600 مليون قدمها خط الغاز المغاربي الأوروبي، وهي أرقام غطت قرابة %97 من احتياجاتها الوطنية.
حول هذا الموضوع قال المحلل الاقتصادي المغربي، «حمزة أعناو» لـ" قوانين الاقتصاد": "لدى المغرب حوالي 4.5 % من المزيج الطاقي حاليا، وهذا الحقل الذي سيتم شراء االغاز منه يقع داخل أراضيه، وبالتالي التكلفة ستكون أقل بكثير من تكلفة الغاز الجزائري، و 350 مليون متر مكعب سنويا ستمكنه من تحقيق إضافة نوعية للاستثمار في هذا المجال وستعزز احتياطات المغرب من الغاز فضلا عن إنتاج الطاقة الكهربائية وربما التصدير لبعض الشركاء الموثوق بهم، وهناك أيضا تطلع لتنمية مشاريع الطاقة المتجددة خاصة في المناطق الجنوبية المغربية لإنتاج الهيدروجين والكربون الضروري للاستعمال اليومي وللتصدير أيضا".
وفيما يتعلق بالصفقة البريطانية المغربية للغاز، قالت شركة "ساوند إنيرجي"، ومقرها لندن، إنها وقعت "اتفاقية شراء غاز ملزمة" مع المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) "لبيع الغاز الطبيعي المستخرج من حقل تندرارة (المملوك لشركة ساوند) في شرق المغرب، لمدة 10 سنوات".
وبموجب الاتفاق، فإن الشركة البريطانية، المنبع للغاز "تعهدت بإنتاج ومعالجة وتسليم" ما يصل إلى 350 مليون متر مكعب من الغاز سنويا، والتي ستغذي وتعيد تشغيل خط الأنابيب المغاربي - الأوروبي، الذي كان يستخدم في السابق للإمدادات، من الجزائر إلى إسبانيا عبر الأراضي المغربية. انتهى عقد خط أنابيب الغاز الذي تبلغ مدته 25 عامًا في 31 أكتوبر وسط التوترات بين المغرب والجزائر في أعقاب سلسلة من الحلقات المثيرة للجدل. قطعت الجزائر العلاقات تماما مع الرباط في 24 أغسطس، متذرعة "بأعمال عدائية" للسلطات المغربية، وهي مزاعم نفتها المملكة.
تستخدم الجزائر، أكبر مصدر للغاز في القارة الأفريقية، خط الأنابيب المغاربي - الأوروبي منذ عام 1996 لتصدير حوالي 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا إلى إسبانيا ثم إلى البرتغال. تواصل الجزائر العاصمة تصدير الغاز إلى الأراضي الإسبانية عبر خط أنابيب ميدغاز، مباشرة تحت البحر الأبيض المتوسط، حتى لو لم يكن لديها القدرة على تعويض جميع الخسائر التي تكبدتها شركة "MEG". وقال المكتب الوطني للكهرباء والماء إن قرار الجزائر بإغلاق خط الأنابيب لن يكون له تأثير كبير على إمدادات الكهرباء في المغرب وأكد أن هناك خيارات مختلفة قيد الدراسة.